روايه الإرث المـلـعـون
★★ الفصل الحادي عشر ★★
كريم جالس في غرفته كالعادة ، يفكر في شهد ، تلك التي لا تفارق مخيلته ولو للحظات ، حتى وأنه يعلم أنها لا تحبه ، أنها تحب غيره و لكنه غير قادر على إخراجها من مخيلته ، وكأنها صارت كالسم الذي تسرب في الدماء ، لم يعد بالإمكان فصله ... يفكر كيف يمكنه أن يكشف لها نوايا ناجي الخبيثة.
يحاول إيجاد طريقة ما ؛لكشف صديقه ، فهو يعلم نواياه جيداً ، ويعلم ما بإمكانه أن يفعل ، ظل يفكر للحظات من ثم أخيرًا اهتدى إلى تلك الخطة ، أمسك هاتفه وبدأ في البحث عن رقم صديقه ، أحضره ومن ثم ضغط على زر الإتصال بناجي ، بحجة الإطمئنان عليه .. وأنه اشتاق اليه وشيء من هذا القبيل .
ليأتى صوت صديقه ناجى بترحيب : أهلا يا أبو الصحاب عامل إيه؟!
كريم بخفة :تمام ياناجى، وأنت عامل إيه ، اومال أيه يابنى ليك كام يوم مش بتيجى الجامعة خير فى حاجه ولا إيه قلقتنى عليك ؟!
ناجى مدعياً المرض :
لا والله بس تعبان شوية و مش هقدر أجي الأسبوع ده خالص.
كريم مدعيا القلق :ليه كده ...... ألف سلامة عليك، ولا يهمك أنا إن شاء الله هبقى أجبلك المحاضرات متقلقش .
ناجى :الله يسلمك ، ليكمل بسخرية : محاضرات إيه يا ابنى شيل المذاكرة اللى مقطعة بعضها، أنت محسسنى أنك بتكلم أينشتاين .
كريم بمزاح :لا يا خفة بكلم ناجى ، والله خسارة فيك يا أخي، وأنا اللى كنت ناوى اجبهملك ، يلا ملكش في الطيب نصيب .
ناجى بمزح :معلش خليها عليك.
صمت كريم للحظات ثم تحدث بتوتر :ناااجى .. هو صحيح أنت بتحب شهد ؟!
ناجى بسخريه :شهد .....شهد مين يابنى اللى أحبها .... أنت عبيط ... قال أحب شهد قال .. تيجى إزاى دى مش فاهم ؟!
ليكمل بسخريه :يابنى شهد دى واحدة زى أي واحدة من اللى كنت أعرفهم قبل كده يعنى زي مابيقولو كده (الجو بتاعي) مش أكتر يعنى يدوب هاخد منها اللى عاوزه وهسبها زى اللى قبلها مش حوار يعنى .
كريم بضيق من كلام ناجى : قصدك إيه ياناجى ....... حرام عليك البنت شكلها بتحبك .....حرام تكسر قلبها كفاية اللى عملته في اللى قبلها يا أخي أتقى الله بقى .
ناجى بسخرية : بلا حرام بلا حلال، وبلاش تعملنا فيها شيخ جامع ، هي أصلا واحدة هبلة وبيضحك عليها بكلمتين ،مش ذنبي بقى ، وبعدين أنا عمري ما هتجوز واحدة مشيت معاها وأكيد زي ما وافقت أنها تتكلم معايا أكيد اتكلمت مع غيري.
أنا ايش ضمني أنها متكلمتش غير معايا ...... وبعدين أطلع منها أنت .
أنا حر أعمل اللى عاوزه ده شئ يخصني .
كريم بضيق :وهي ذنبها إيه إن حضرتك ضحكت عليها بكلمتين وفهمتها إنك بتحبها وعلقتها بيك ، وفي الآخر تقول إنك مستحيل تتجوز واحدة مشيت معاها .
طيب ماحضرتك مفهمها أنك بتحبها .
كان لازم تصدقك عشان الحب كان عامي عنيها ..وبعدين مسمحلكش أنك تقول كلمة زيادة على شهد .... أنت فاهم ؟!!
شهد بنت محترمة مش زي باقى البنات اللى عرفتهم أو اتعاملت معاهم .
أنا مسمحلكش تقول كلمة غلط عليها، وياريت يا ابن الناس طالما مش بتحبها يبقا ملكش دعوة بيها ....... بنات الناس مش لعبة في إيدك كفاية لحد هنا.
أنا ساكتلك من زمان لكن دلوقتي خلاص أنا مش هسمحلك .
أنت تقرأ
الإرث الملعون
Romanceفي زمان ماتت فيه النوايا. وتحجرت القلوب ، في زمان تحول فيه السند والأمان هو السلاح الذي أصابك من ظهرك ليدمر بقايا ما تركته الحياه في قلبك . في زمان صارت فيه الأموال هي من تتحكم في جُل امور الحياه . في زمان ركعت فيه الشوارب إلى نعال النساء ، وحكمت...
