الفصل العشرون

391 21 4
                                    


روايه الإرث المـلـعـون

                                  الفصل العشرين

كانت كل من هاجر وآيات يستعدون للذهاب لـ بيت الشيخ عبد الرحمن..
هاجر: يلا يا ماما أنا خلصت، أنتي خلصتي ولا لا ؟!
آيات : ايه ياهاجر اصبري مستعجلة كدا ليه ؟
هاجر بتردد : احم ..لا يا ماما مش مستعجلة ولا حاجة، أنا ...بس.. بقول عشان منتأخرش يعني .
آيات : يلا يا هاجر، يلا اهو خلصت .
خرجوا من منزلهم وتوجهوا إلى منزل الشيخ عبد الرحمن، رنت آيات جرس الباب ...
وها قد أتى الليل، والخوف والفرحة والارتباك احتلوا مشاعر ضحى، فهي على الرغم من انتظارها لهذا اليوم ولكن احتلتها بعض المشاعر المشتتة بداخلها، ولكن الله رزقها بأم حنونة وأخ يحبها ويحميها ولم يجعلها تشعر قط بغياب والدها، فهو الذي تستند عليه وقت ضعفها وحيلتها.
دخلت عبير داخل الغرفة وتلاحظ ارتباك ابنتها.

عبير: مالك يا ضحى؟
وشك بيجيب ألوان كدا ليه!!
ضحي: لا لا يا ماما مفيش حاجة يا حبيبتي.
عبير:  لو الدنيا كلها مش شايفة اللي جواكي، أنا شيفاه يا بنتي.
ضحي: بصي هو بصراحة أنا مرتبكة جدًا وخايفة وفي نفس الوقت فرحانة.

عبير بحب:  ياااه يا بنتي كبرتي وبقيت شايفة في عينيكي كل دا، لا لا متخفيش يا عمري، دا بيبقى في الأول بس.

لتكمل ضحى حديثها وهي تحتضن والدتها : ربنا يباركلي فيكي يا أحن ام في الدنيا.

انقطع حديثهم على صوت مالك.
مالك: يلا يلا يا جماعة حازم وأهله وصلوا.
خرج كلاً من مالك وعبير... ليستقبلوا الضيوف، رحبوا بهم ترحيبًا حارًا وجلسوا،
ومن ثَم تحدث الأستاذ عماد خال حازم: أمال عروستنا الحلوة فين؟
فردت عبير: حاضر هروح أناديها...
ومن ثَم جاءت عبير ومعها ضحى.....
سرح حازم في جمالها... فـ ضحى تُشبه الملاك ... ولكن هذا يُعتبر تشبيه ضئيل بالنسبة لـها... فهي أجمل ما رأت عيناه، ثم أفاق من شروده على صوت عماد قائلاً: ازيك يا ضحى يا بنتي اخبارك ايه؟
تحدثت ضحى بخجل : الحمد لله يا عمو بخير.
تحدثت والدة حازم بحب: ما شاء الله العروسة قمر، ربنا يحفظك يا بنتي.
فأحمر وجه ضحى ثم تحدثت قائلة: ربنا يخليكي يا طنط.
فتحدث عماد موجهًا حديثه إلى عبير: ندخل في الموضوع على طول .. احنا عايزين نطلب أيد بنتكوا ضحى لأبننا حازم، ها أيه رأيكوا؟
فردت عبير بفرحة: أظن مش هنلاقي أحسن من ابنكوا لضحى،احنا عارفين أخلاقة وأحترامه من زمان، فـ احنا موافقين وربنا يقدم اللي فيه الخير.
فدق  قلب كلاً من ضحى وحازم من شدة الفرحة ... فقد حقق كلاهما هدفه في إختيار شريك حياته، وسيقضون باقي حياتهم في سعادة غامرة، ثم قرئوا الفاتحة، وأخذوا يضحكون ويتحدثون وقضوا الكثير من الوقت الممتع.
بينما  حازم وأهله جالسين مع مالك واسرته، سمع مالك صوت رنات الجرس، فـ قام واستأذن لكي يرى من على الباب..
توجه مالك لفتح الباب وعندما سمعت هاجر صوته وهو يقول : أيوا ...
خفق قلبها بسرعة شديدة وتمنت أن تعود إلى بيتها قبل أن تراه وتلاحظ والدتها ما ستكون عليه ...
فتح مالك الباب والتقت أعينهما، لم يشعروا بتواجد آيات بينهما ...
تحدثت هاجر إلى نفسها : اهو دا اللي كنت خايفة منه .
كانت نظرات مالك لها مولعة بالاشتياق كيف لها أن تسحره كل مرة عندما يراها
=اشتقت إليك، ولكنها ليست المرة الأولى، بل هي عادتي في كل يوم، لا احد يشعر ولا حتى أنت، اشتقت لكن بصمت.
افاقته آيات من شروده وتحدثت بابتسامة: ازيك يا دكتور مالك اخبارك ايه ؟
مالك بابتسامة : الحمد لله ازاي حضرتك يا طنط اخبار صحتك ايه ؟ أنا اسف اني وقفتكوا كدا اتفضلوا اتفضلوا ...
دلفت آيات وهاجر إلى المنزل ولكنهم وجدوا تجمع بالصالون، فـ تقدمت عبير تجاه آيات قائلة : ازيك يا ست آيات نورتينا والله .
قامت ضحى واحتضنت هاجر ثم همست إليها قائلة : كويس إنك هنا .
تحدثت عبير بابتسامة بشوشة : أحب اعرفكم يا جماعة الست ام حازم والاستاذ عماد والدكتور حازم جاين يطلبوا ايد
ضحى.
آيات بفرحة: بجد الف بركة ربنا يتمم علي خير..
عبير ببامتنان :الله يبارك فيكي يا حبيبتي وعقبال لما نفرح بـ هاجر كمان.
نظر مالك في اتجاه هاجر وتسرعت دقات قلبه بعنف.
هربت هاجر من نظرته بالتفاتها إلى ضحى الواقفة امامها واحتضانتها
وقالت لها الف مبروك ياقلبي وربنا يتمملك علي خير يارب..
ضحى :الله يبارك فيكي يـ هاجر وعقبالك أنتي كمان يقلبي..
التفتت عبير الي أم حازم وقالت دول بقا اعز من اهل جيراننا وحبايبنا
الست ام هشام وبنتها الانسة هاجر.
اومأت بأرسها  والدة حازم : اهلا وسهلا يا حبيبتي وعقبال عندك .
وقف الأستاذ عماد ونظر لمالك قائلا : طب نستأذن احنا بقا يا دكتور وإن شاء الله يكون لينا معاد تاني نحدد فيه كل حاجة .
فرد مالك مسرعا: لا ازاي مينفعش احنا هنتعشى سوا كلنا ولا ايه يا ماما .
اومأت عبير لترد مسرعة : طبعا انتوا لازم تتعشوا معانا كل حاجة موجودة وجاهزة، عشان يبقى عيش وملح بيننا ...
قاطعتها والدة حازم قائلة بابتسامة : معلش يا حبيبتي مرة تانية إن شاء الله..
اقترب حازم من مالك قائلا بهدوء: مرة تانية يا مالك الأيام جاية كتير .
مالك بابتسامة : مبروك يا صاحبي، الف مليون مبروك .
حازم بخبث ضاحكًا واقترب منه ليهمس في أذنه: عقبالك يا دكتور، مع إني حاسس إن في حاجة كدا مستخبية عليا، ومسيري هعرفها.
مالك بابتسامة : طيب مع السلامة أنت يا حازم يلا...
ضحك الأثنان واحتضنا بعضهما ثم القى مالك التحية على خال ووالدة حازم و خرجوا من المنزل أغلق مالك الباب خلفهم وعاد إلى الصالون مرة آخرى..
فـ تحدثت عبير موجهًا كلامها لضحى : يلا يا ضحى نحضر العشاء.
فـ تحدثت هاجر مسرعة: خليكي أنتي يا طنط أنا هحضر أنا وضحى .
عبير بابتسامة : لالا يا حبيبتي متتعبيش نفسك.....
قاطعتها آيات مسرعة : لا يا طنط ولا تعب ولا حاجة أنا هجهز مع ضحى .
قاطعهما مالك : ماما انا داخل أوضتي عبال العشاء ما يجهز .
عبير : ماشي يا حبيبي .
آيات بابتسامة : خليها تروح يا ام مالك واقعدي ارتاحي معايا هنا زمانك واقفة على رجليكي من الصبح ...
اصطحبت ضحى هاجر ودلفوا إلى المطبخ لكي يحضروا الطعام على السفرة ..
تحدثت هاجر لـ ضحى مبتسمة : ألف مبروك يا دودو يا حبيبتي فرحتلك جدا والله وربنا يتمملك على خير .
ضحى بحب : ربنا يسعدلي قلبك يا هاجر وعقبالك يا قلبي أنتي كمان .
كانت آيات وعبير يتحدثون في أمور كثيرة لا يعرفها سوى الأمهات ...
آيات بحب : والله فرحت لـ ضحى كتير، شكلهم ناس كويسين، وحازم باين عليه إنه شاب كويس وابن حلال ..
عبير بابتسامة : ايوا والله حازم يعتبر متربي مع مالك وبعتبره زيه، وشريك معاه في الصيدلية، والشيخ عبد الرحمن الله يرحمه كان بيحبه زي مالك .
آيات : الله يرحمه يارب، عقبال ما تفىحي بـ مالك هو كمان .
عبير بتمنى : يارب يا ام هشام والله دي أمنية حياتي .
........................................
كان مالك جالسًا على كرسي مكتبة شارد الذهن فـ من سرقت عقله وقلبه ويتحدث مع نفسه قائلا : يا ترى هعترفلك امتى يا هاجر واجي اتقدملك كدا، ويا ترى حاسة بمشاعري، ولا يمكن في حد غيري ...
لا شيء أتمناه في حياتي سوى قربك إلى ما لا نهاية.
........................................
خرجت ضحى إلى آيات وعبير وتحدثت بمرح قائلة: يلا يا حلوين الأكل جاهز على السفرة .
عبير بابتسامة : ماشي يا حبيبتي روحي نادي أخوكي ...
ضحى : حاضر....ثم ذهبت إلى غرفة شقيقها وطرقت الباب فـ أفاقته من شروده وهي تقوول : مااالك يلا الأكل جاهز .
خرج كل من مالك وضحى وجلسوا على السفرة وبدأ الجميع في تناول طعامهم، إلا تلك الشاردة في من يجلس قِبالها ..
نظرت لها عبير باستغراب : مالك يا هاجر يا بنتي، مبتاكليش ليه ؟
أجابت هاجر بتوتر : بأكل يا طنط أهو ..
عبير : بتأكلي ايه يا بنتي طبقك زي ما هو..
ابتسمت هاجر ثم تحدثت : هاكل اهو والله وتسلم ايدك الأكل طعمة جميل .
عبير : تسلمي يا حبيبتي بألف هنا يارب .
كانت هاجر تأكل تارة وتنظر إلى مالكها تارة ...
بعد أن أحببتك تغير كل شيء في الأكوان، توقفت الأرض عن الدوران، تكسرت عقارب الأزمان، أصبح النهر مالحاً وغدا البحر عذباً، صار القمر شمساً، والشمس أقماراً، تغير طعم قهوتي، عدت لزمن ولادتي غيرت موضوع قلبي، صار في اليمين بعد أن كان باليسار، رأيت الليل كالأنوار ذبت في مياه الأمطار وأطلقت سراح كل الأسرار بعد أن أحببتك، أرجو أن يحميني قلبك من كل الأخطار

الإرث الملعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن