روايه الإرث الملعون
الفصل الثالث عشردق جرس الباب ، فخرجت هاجر لترى من الطارق ....كان على الباب أستاذ حاتم المحامي ..فقد جاء لإتمام إجراءات الوِصايا .
حاتم بإبتسامة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هاجر: أزيك يا أستاذ حاتم أتفضل .
حاتم : أنا جاي مخصوص عشان أطمن على الحاجة وأشوف إيه موضوع الوصايا ..
هاجر : طب إتفضل في الصالون عبال ما أدي خبر لماما وهشام .
ذهبت هاجر إلى غرفة أخيها ، دقت الباب وعندما سمعت صوت هشام يأذن لها بالدخول ..فتحت باب الغرفة لتجده جالس على سريرة ممسكًا باللاب توب الخاص به.
هاجر : يا هشام .. أستاذ حاتم برا وبيقول جاي عشان الوصايا .
هشام بفرح : حاضر طالعله أهو..
هاجر : طيب معلش روح لماما أوضتها وعرفها إن أستاذ حاتم هنا...عبال ما أعمله حاجة يشربها .
هشام بفرح : من عيوني يا قمر .
خرجت هاجر مرة أخرى إلى الصالون وتحدثت بإبتسامة : ماما وهشام جايينلك حالًا يا أستاذ حاتم ..تحب تشرب إيه ؟
حاتم بإبتسامة : مفيش داعي متتعبيش نفسك .
هاجر : لا خالص تعبك راحه ..تشرب إيه حضرتك؟!
حاتم : خلاص طالما مُصرة يبقى قهوة مظبوطة.
هاجر بإبتسامة : حاضر ثواني وتكون جاهزة .. ثم دلفت إلى المطبخ لتعد له القهوة .
توجه هشام إلى غرفة والدته ودق الباب وأنتظر حتى أذنت له بالدخول ...
هشام بإبتسامة : ماما المحامي برا جاي عشان موضوع الوِصايا .
آيات : ماشي يا حبيبي استنى هلبس الخمار أهو وجاية معاك.
خرج هشام مصطحبًا والدته متجهان للصالون ثم ألقوا التحية على المحامي .
هشام وآيات في صوت واحد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حاتم بإبتسامة بشوشة : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
آيات : إزيك يا أستاذ حاتم أخبارك إيه؟
حاتم : الحمدلله يام هشام .. أنتي أخبارك إيه وأخبار صحتك ؟!
آيات : بخير والله الحمد لله ..
ومن ثَم دلفت هاجر إلى الصالون وقدمت له فنجان القهوة.
حاتم بإبتسامة : شكرا يا هاجر ..ثم إستكمل حديثه قائلًا :كنت جاي أشوف موضوع الوصايا اللي قولتولي عنه دا .
آيات : ايوا إحنا كنا عاوزين نخلي هشام وصي على هاجر ..
حاتم بدهشه : طب إيه السبب؟
هشام : أستاذ حاتم أنت نسيت إن هاجر لسه قاصر، ومش هينفع تتحكم في الفلوس فاهتحتاج حد يبقى وصي عليها وبالتالي نقدر نتصرف في الفلوس لكن لو إستنينا لحد ما هاجر تتم سن الرشد يبقى هنشحت.
حاتم بصدمة في نفسه : يانهار أبيض إزاي عدت علينا دي أنا والحاج ..كدا هشام ممكن يكون بيعمل عليهم لعبة عشان ياخد الفلوس .
تحدث حاتم موجهًا كلامه لآيات غير مهتمً بكلام هشام : و ليه يا حاجة هشام ؟..ليه متكونيش أنتي الوصية على هاجر ؟!
آيات بحزن : يا أستاذ حاتم أنا مهما كان ست كبيرة ومش هقدر على مواضيع روحي البنك والطلوع والنزول كل شوية دا ...وكمان أنا مش عيشالهم هما إخوات وهياخدوا بالهم من بعض .
حاتم : ربنا يديكي طولة العمر ..بس الموضوع كبير ومحتاج إجراءات كتيرة .
هشام بإندفاع : يعني إيه ؟؟؟! ازاي يعني إجراءات كتير ؟
رد عليه حاتم بنبرة جادة : دا شغل محكمة.
هاجر بحزن : يعني يا أستاذ الموضوع دا مش هينفع يخلص بكرا؟!
حاتم بجدية : مستحيل ! دا الموضوع دا أقل ما فيها بياخد شهر ويمكن يطول كمان ..
هشام بصدمة : إزاااي ؟!! مينفعش كداا...
ضغطت آيات على يده لتحاول منعه من الكلام وتهدأته حتى لا يشك المحامي في أن شيء ما خطأ يحدث .
آيات : طب إيه يعني اللي بيطول الإجراءات كدا يا أستاذ حاتم دا إحنا كنا مفكرين يوم أ يومين بالكتير ؟
حاتم: لا يـ ام هشام دا مش توكيل ...التوكيل إللي ممكن يتعمل في يوم واحد أو ساعات قليلة كمان ..لكن الوصايا بتحتاج وقت دي محكمة وجلسات .... يعني الأول في خمس استمارات بنجيبهم من المحكمة الإستمارات دي بتتملأ بالبيانات الشخصية للوصي والموصى عليه وبيمضوا عليها .... طبعا لو القاصر أكبر من ١٤ سنة فا لازم يوافق إذا كان هو عاوز الوصي دا أو لا لأن لو لا... او مثلاً لقدر الله المحكمة رفضت الوصي دا هيعينوا وصي شرعي من المحكمة مؤقتًا .
ثم استكمل قائلا : وبعدين بنقدم الورق دا للمحكمة وبنستنى يحددولنا جلسة ..اسمها جلسة استماع ..ودي اللى لازم هشام وهاجر يحضروا فيها بنفسهم لأن القاضي هيسألها هي موافقة على الوصي دا ولا لا ....وبعديها برضو القاضي بيحدد جلسة تانية اللي هي النطق بالحكم وهو اللي بيقرر إذا كان الوصي يستحق الوصايا أو لا .
هشام بإندفاع : يعني إيه ؟!! يعني بعد كل الوقت دا ممكن كمان يقول إن مينفعش أبقى وصي عليها !!!؟
هاجر : إهدى يا هشام خير يعني إن شاء الله.
آيات بعد تفكير : خلاص يا أستاذ حاتم إعمل الإجراءات اللازمة وإللي فيه الخير يقدمه ربنا .
حاتم بإبتسامة : تمام ..أستأذن أنا بقا .
بعد أن خرج حاتم من المنزل بدأ هشام يتحدث بعصبية : مينفعششش!!! هتسجن !! هتقتل ..أعمل ايه طيب قولولي ؟؟؟!!!
آيات : متقلقش يا هشام أنا هتصرف يابني .
هشام بعصبية : هتتصرفي إزاي ومنين ؟؟!
آيات : روحي يا هاجر هاتيلي التليفون من أوضتي وأنا هتصل بخالك حسين أخليه يبعتلك الفلوس .
هشام بسخرية : أخوكي إللي في أمريكا هو إللي هيبعتلي الفلوس ؟!
آيات : إسكت يا هشام خالص ..عوزاك تقعد وتسكت .
بعد أن أحضرت هاجر الهاتف لوالدتها أتصلت آيات بأخيها وإنتظرت الرد حتى آتاها صوت من الجهة الأخرى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آيات بفرحة في صوتها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... أزيك يا قلب أختك ..عامل إيه وولادك ومراتك عاملين إيه ؟
حسين : الحمد لله يا حبيبتي كلنا بخير ...أنتي صحتك عاملة إيه ؟ وهشام وهاجر؟
آيات : كلنا بخير الحمد لله بس أنا طالبة منك طلب .
حسين بقلق : اؤمريني يا قلب أخوكي ؟
آيات بخجل: أنت عارف إن بعد وفاة سليمان الورث كله بقا بأسم هاجر وهي قاصر وإحنا محتاجين فلوس ومش عارفين نتصرف في حاجة عبال ما نعمل إجراءات الوصايا .
حسين مندفعًا : عاوزة كام يا آيات ؟
آيات بإحراج : ٥٠٠ الف أنا عارفة أن المبلغ كبير بس والله وقت ما يتم موضوع الوصايا دا هردهملك على طول
حسين بحب : عيب تقولي كدا يا آيات ..حاضر ..الشيك هكتبه دلوقتي وهبعته البنك وعالصبح تقدري تروحي تستلمي الفلوس ... أي طلبات تانية يا حبيبتي.
آيات بحب : ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدًا ...بس معلش ممكن تبعته بأسم هشام؛ عشان مش هقدر أنزل أروح البنك .
حسين : حاضر من عيوني ..يلا لا إله إلا الله.
آيات: محمدًا رسول الله.
تحدثت آيات موجهه حديثها لهشام : خلاص كدا يا هشام بكرة الصبح روح أسحب الفلوس .
هشام بسعادة : ماشي ياماما ربنا يخليكي لينا أنا هدخل أرتاح شوية.
وذهب هشام وهو في س أما عادة بالغة . هشام : أروح أتصل بالواد ناجي أفرحه .
في الصالون كانت تتحدث هاجر مع والدتها : أنا كمان هدخل أوضتي يا ماما ..تحبي أدخلك أوضتك الأول ؟
آيات بحب : لا يا حبيبتي روحي أنتي أنا اقعدة فالصالون شوية زهقت من قاعدة الاوضة.
هاجر : ماشي ياحببتى براحتك
أنت تقرأ
الإرث الملعون
Romanceفي زمان ماتت فيه النوايا. وتحجرت القلوب ، في زمان تحول فيه السند والأمان هو السلاح الذي أصابك من ظهرك ليدمر بقايا ما تركته الحياه في قلبك . في زمان صارت فيه الأموال هي من تتحكم في جُل امور الحياه . في زمان ركعت فيه الشوارب إلى نعال النساء ، وحكمت...