الفصل الثاني والعشرين

350 17 1
                                    

رواية ( الإرث الملعون)

                     ★★★ الفصل الثاني والعشرين ★★★

بعد أن انتهي كريم من محادثة ضحى، وإخبارها بما حدث، ظل يفكر في شهد وما حدث معها.
فـ حتى بعد أن وجدها ما زال يفكر بها وكيف حدث هذا؟ وكيف وثقت بالتي تُسمى جنى ..
ظل يفكر ويفكر محدثا نفسه: يا رب مش عارف اعمل ايه ؟! استنى ومعملش أي حاجة زي ما ضحى طلبت مني ولا أروح لـ شهد وأفهم منها إزاي وافقت على كدا، واتكلم معاها عشان أرتاح، يا رب قويني على كل اللي بيحصل دا، ظل في هذه الحالة حتى أتخذ قراره ألا وهو أن يذهب مسرعا إلى منزل شهد لكي يفهم منها كيف حدث كل ذلك، و يتمنى أن يجد تفسيرا منطقيا..
وصل كريم إلى المبنى الذي تسكن به شهد، صعد مسرعًا إلى الشقة و ظل يقرع الجرس ولكنه علم أن الجرس لا يعمل فظل يدق الباب وعندما تأخر الرد تحدث بأعلى صوته: يا شهد افتحي الباب، متخلنيش أكسره، أنا عارف إنك جوه ومش همشي غير لما أشوفك وتفتحي الباب دا، هكسر الباب لو مفتحتيش، أنا مبهزرش، أفتحي يا شهد.
كانت شهد تبكي وهي منهارة، عندما سمعت صوت كريم خلف الباب، فقد تحقق الذي تخاف منه، هي ظلت تختفي كل تلك المدة لكي لا  يراها احد وهي في هذه الحالة وخصوصا ضحى و كريم، فـ هم حظروها من ناجي كثيرًا ولكنها كانت لا تنصت لهم، ولا وتأخذ بنصائحهم، يا ليتها أتبعت كلامهم، كانت لن تصل إلى هذه الحالة،
كيف ينظر لها كريم الأن بعد أن علم أنها تعمل في كباريه ؟!!!....ما الذي فعلته بنفسها؟! ما الذي أدى إليه غباؤها؟!....ها هو قد رأها وحدث ما كانت تتمنى أن لا يحدث، ما العمل الآن؟!...يا الله ... بالتأكيد كان سيعرف لا محال، عاجلًا أم أجلًا...
وفي هذا الوقت إذ بالباب يكاد يُكسر بسبب هذا الدق العنيف، هي لم تخبر أحد أنها بالمنزل ولا تفتح لأي شخص حتى لا يزعجها أحد...لا يعلم بهذا سوى الحارس لكي يلبي لها جميع ما تطلبه.
ظلت صامتة لكي يمل ويتركها ويرحل، لكن مع استمرار الطرق وصدوح  صوت كريم عاليا يطالبها بفتح الباب وأن تتحدث معه، أسرعت لكي ترد عليه من خلف الباب، فهي لا تريد أن تُفضح أمام جميع الموجودين في المبنى..
شهد ببكاء: أمشي يا كريم، أمشي من هنا، أنت ايه اللي جابك هنا أصلا؟!
كريم بعصبية : اللي جابني حاجات كتير يا شهد، جيت عشانك،جيت عشان عايز أعرف ايه اللي حصل خلاكي تعملي كده، جيت عشان أسمع منك ومش همشي من هنا غير لما تفتحي ونتكلم زي الناس.
شهد وهي تحاول أن تتحكم في بكائها: مفيش كلام يتقال يا كريم، ولو سمحت أمشي وبلاش فضايح بقى..
كريم بحدة: متجننيش يا شهد، أنا مش همشي، افتحي الباب دا أخلصي..
ثم ركل الباب بأقصى قوة له، انتظرت لدقيقة تفكر، هل ستفتح الباب أم ستبقى هكذا متمسكة برائيها ...
قطع شرودها صوت كريم الممتزج بالغضب قائلا: والله  آخر مرة هقول افتحي، وبعدها هكسر الباب.
فتحت شهد الباب بخفوت وهي واقفة خلفه، دلف كريم  إلى الداخل تقدمت إليه وعينيها لا تفارق الأرض.
تحدث كريم بجمود : شهد، بصيلي.
نظرت له وكانت الدموع قد بدأت بالتجمع في عينيها مرة أخرى :نعم يا كريم، جاي ليه؟ وعاوز إيه مني ؟
كريم بجدية : عاوز أعرف إيه اللي حصلك؟ ليه بعدتي ؟ ليه اختفيتي ؟ ليه....
قاطعته بعصبية قائلة : ميهمكش، اللي حصل يخصني، محدش ليه دعوة بيا، وياريت تبعد عني.
كريم بحدة :أنا عرفت إن ناجي هو السبب في كل دا، بس أنا بردو عاوز أعرف  منك إيه اللي حصل؟ ليه روحتي مكان زي دا ؟ ليه لما الكلب دا هددك مجيتيش قولتيلي، وحتى يا ستي لو مكنتيش عاوزة تقوليلي كنتي قولتي لصحبتك اللي بقالي أنا وهي شهر قالبين الدنيا عليكي، أختارتي تختفي، اختارتي البعد يا شهد...

الإرث الملعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن