06

133 14 52
                                    

.
.
.
.
.

#جريزيلدا

عندما تناقشنا أنا و آيريا بشأن الممرات السرية التي رأيناها آخر مرة توصلنا إلى قرار وحيد وحكيم ، أنا سأبحث في الموضوع وهي ستمرح حتى منتصف الليل في الخارج !

هذا غير عادل وغير منصف بالمرة ، لما أنا أبقى بين أربع جدران بينما تبحث هي عن المغامرات و تمرح في كل مكان برفقة صديقتها تلك داميري ؟!

على أي حال .. كنت كعادتي جالسة على سريري أفكر بتلك الممرات الغبية و ذلك المعلم الذي تأخر برده في القبول أو الرفض .. مرت ثلاثة أيام بالفعل ولم أتلقى أي جواب منه إلى الآن .

" ألم تصل أي رسالة منه بعد ؟ " سألت سالي بنبرة غلفها الضجر للمرة الألف ، فسمعت تنهيدتها اليائسة من حالي بينما تجيب " لا يوجد شيء حتى الآن "

زممت شفتاي بعدم رضى " لكن كيف يجرؤ على جعلي أنتظره كل هذه المدة "

" هوني عليك ، ربما هو مشغول أو شيء ما ، أو ربما يفكر ملياً بالموضوع قبل الموافقة على شيء كهذا "

سمعتها تتمتم آخر جملتها بصوت منخفض ، لأدرك بأنها اهانتني للتو بطريقة غير مباشرة .. فمالذي سيفكر بشأنه لمدة أيام ؟ أما أن يقول نعم أو لا ، إلا إن كان خائفاً من قبول عرض تعليمي و الندم لاحقاً عندما يشيب شعره .

تزامنا مع نهوضي طرق الباب طرقتين ، ليذلف بعدها الصرح الجليدي مع ملامحه الهادئة الغبية التي ترفع ضغطي ، كتفت ذراعاي إلى صدري أنظر إليه بإستغراب من زيارته المفاجئة هذه ، وقد كانت آخر مرة رأينا فيها بعضنا قبل أيام قليلة فقط في الوقت الذي عدنا فيه أنا و آيريا بالزمن ، لذا توقعت أن لا يريني وجهه إلا بعد شهر كما هو معتاد .

" صباح الخير "

حياني بنبرة إحترام وهو يخطو خطوتين تجاهي ، توقف عندما ردت على تحيته بشيء من البرود و عدم المبالاة ، بدى مصدوما للحظة لكنه هز رأسه لاحقا بخفة ، و كأنه يطرد فكرة مزعجة هجمت عليه فجأة .

" سمعت إنك أرسلت رسالة لأحد المعلمين "

افتتح كلامه دون أي مقدمات ، لأجيب أنا بنبرة متزنة " أجل إن هذا صحيح ، أريد إدارة أعمال عائلتي من الآن و صاعداً ، لكن كيف علمت ؟ "

" لقد وجدت رد المعلم في كومة الرسائل الموجهة لي ، لا بد من إنها اختلطت بالخطأ ، لم أقصد قراءتها لكني ظننتها لي "

شعرت بدموع وهمية تنزل على وجنتاي ، أكان من الضروري أن يحدث موقف كهذا في أول خطوة اخطوها إلى النجاة ؟ كنت أخطط للدراسة دون علم الصرح الجليدي حتى افاجئه لاحقاً بمهاراتي !

" لا بأس لم تكن تعلم على أي حال ، أين الرسالة ؟ " سألته ، ليخرج من جيبه رسالة صغيرة و يمدها لي " قال إنه موافق و ينتظر موعداً منكِ للمجيء .. "

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن