16

101 17 10
                                    


.
.
.

#آيريا

" إنتِ لا تبدين سعيدة برؤيتي "

اتكئت بمرفقي على نافذة العربة في ضجر ، أنظر إلى ألأشجار التي بدأت بعض اوراقها تتحول إلى اللون البرتقالي ، حتى تكلم الوغد بنبرته الغبية ليجعلني التفت إليه بصمت .

حملقت فيه بهدوء ممزوج بريبة ، هذا الرجل البارحة فقط جعلني اعيش اسوء ساعات في حياتي كلها ، وفي النهاية فاجئني بمقلب كريه مثله ، إذا لماذا الآن يتظاهر باللطف ونحن لوحدنا ؟

" متى بدوت سعيدة برؤيتك ؟ " قلت صريحة ، لست بمزاج جيد لأجامل أحدا حالياً .

" على الأقل تظاهري بأنك سعيدة ولا تظهري هذه التعابير المخيفة ، أنا أملك مشاعرا ايضا ! " قال مع أبتسامة واسعة ، جعدت جبيني بإشمئزاز مقررة تجاهله .

اضطررت لترك جراي وحيدة مع حزنها و ألمها لأن هذا الرجل أتى ليصطحبني إلى مكان ما ، وددت لو رفضت لكن اختي لم تسمح لي ، قائلة بأنه من العيب جعله يعود أدراجه فقط لأنها حزينة ، ولكني لا أرى عيباً في ذلك ، بل إني مستعدة لركله خارجا إن تطلب الأمر .

" بالمناسبة إلى أين سنذهب ؟ " سألته بعد أن خرجنا من حديقة اسيجال الأمامية .

" أي مكان تريدينه "

" اتعني بأنك اصطحبتني خارجا هكذا فقط بدون سبب ؟ "

" قالت أمي بأن اخذك إلى موعد ولكنها لم تحدد إلى أين " أجاب ببساطة ، فيما يستريح بجلسته .

امعنت النظر إليه ، بعض خيوط الشمس الذهبية كانت تخترق النافذة لتضرب جزءا كبيرا من وجهه ، لمع شعره الأشقر المصفف بعناية ، فيما بدت على عينيه نظرة أكثر هدوءا ، تلك النظرة التي تعني بأنه لا يبالي حقا بما يحدث حوله .

" أريد الذهاب إلى مقهى لاروز "

" ماذا عن الحديقة العامة ؟ سمعت بأن هناك نوع نادر من الورود قد زرعه هناك قبل مدة "

" لا شكرا ، أريد الذهاب إلى لاروز "

" البارحة افتتح مطعم يبيع أجود أنواع اللحوم ، لما لا نجربه ؟ انت تحبين اللحلم أليس كذلك ؟ "

" ليست لدي شهية .. اريد الذهاب إلى مقهى لاروز "

" لماذا لا أعرفك على أرجاء قصر سيلفين ؟ انه امر يجب أن يتم بعد الخطوبة فقط كما تعرفين .. لكنكِ دائما إستثناء "

نظرت إليه بجمود ،انه يحاول بإستماتة جعلي اغير رأي بالذهاب إلى المقهى ، وهذا بالطبع حتى لا يلتقي بالأمير مجدداً ، لكن حقا مالذي يدور بينهما ؟ لما زين يكرهه ولما الوغد يتوتر بوجوده حوله ؟

أبتسمت أضع يدي على صدري برقة " إنا دائما إستثناء ؟ ياله من كلام جميل .. لم أسمع جملة كهذه حتى في الروايات الرومنسية، لقد أسعدتني كثيرا "

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن