01

282 25 107
                                    


.
.
.

طرفت بعيناي عدة مرات ، اتأكد من مصداقية ما حدث معي عن طريق تحريك يداي بعشوائية ، قرصت نفسي وركلت الجدار بكل قوتي ، حتى اني غرزت إبرة ما في خذي للإحتياط ، ولكن لا شيء حدث ، لا شيء غريب حدث عدا إني وعيت على نفسي جالسة فوق السرير بكل بساطة !

فغرت فاهي و ضيقت عيناي ، بينما انظر إلى غرفتي بتركيز شديد ، كل شيء كما هو بالضبط ، سرير كبير مع غطاء حريري باللون الحليبي ، خزانة طولها أربع أمتار تحمل فستانيني الغالية خلف أبوابها الخشبية الملونة بالذهبي والأبيض ، مرآتي في مكانها ، مستحضرات تجميلي لا نقص فيها ، طاولة زوجي ومكتبه الصغير موضوع في الزاوية كما إعتاد أن يكون .

لكني لا أفهم .. لا أستطيع أن أفهم ، فكل ما يمر بعقلي هو رأس آيريا الواقع أمامي وعينيها المغمضتين ، شعرها الملتصق بجبينها و ملمس دفء دمها المتناثر على وجهي ، لهذا و كرد فعل تلقائي أغلقت بصري بدوري من شدة الرعب ، لكن عندما مرت فترة دون أن يأتي دور رأسي بالطيران فتحت عيناي ببطء ، و المفاجئة هي إني رأيت نفسي جالسة على سريري في غرفتي داخل منزلي وكأن شيئاً لم يحدث !

كنت سأقول بأنه حلم ، لكني لم أستيقظ أو ما شابه بل رأيت نفسي جالسة دون أي حركة ، بجانب .. كان الأمر واقعياً للغاية ، جوعي وعطشي وخوفي ، ألم حنجرتي من صراخي المستمر ، و أخيراً حرقة عيناي التي لم تتوقفان عن ذرف الدموع .

بعد نصف ساعة كاملة من تقديم التحليلات و التفسيرات والمناقشات مع عقلي وصلت إلى نتيجة واقعية و مرضية ، لا بد من إني كنت أمشي بنومي وحلمت بذلك المنظر الشنيع ، فمن المستحيل أن يخونني ألكسندر مع صديقتي العزيزة ، أجل كان مجرد كابوس مخيف لا أكثر .

إبتسمت براحة وأنا أمدد جسدي على السرير ، لا بد أن كل ما حدث كان بسبب التوتر التي اتلقاه هذه الأيام ، ولا أعلم أي توتر بالضبط هذا التي سكن قلبي و سبب ذلك الكابوس المخيف لي ، أعني إن حياتي لا مثيل لها ولا تشوبها شائبة ، لكنه يبقى التفسير الوحيد لما حدث .

كدت أغلق عيناي لأنعم بالراحة ، لكن قلبي سقط إلى معدتي أثر اصطدام الباب بالجدار من قوة فتحه ، وعندما هممت بتوبيخ عديم الذوق هذا ايا تكن هويته تفاجأت بآيريا واقفة وسط غرفتي تلهث من التعب ، بينما تكتف يديها إلى صدرها بقوة ، و عينيها الزرقاوتين تمسحان كل شبر موجود بحرص ، وكأنها تتأكد من شيء ما .. ثم نطقت وهي تصيح بفزع :

" مالذي حدث ؟! "

عقدت حاجباي متعجبة " مالذي حدث ؟ "

" ألم نكن قرب الموت ؟! ألم أمت أنا ؟! كيف وصلنا هنا فجأة ؟! "

" لقد فهمت ! "

ضيقتْ عيناها بشك لما قلته ، فسألتني بفضول " ماذا فهمت ؟ "

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن