12

119 14 5
                                    


.
.
.

#آيريا

لقد مرت نصف ساعة .. نصف ساعة كاملة وأنا أناقش هذا الحقير بشأن ما أريد أكله !

" أنا لا أحب السلطة ! " هتفت أضع قائمة الطلبات على الطاولة ، ليبتسم هو ويميل بخذه على يده " جيد وأنا أحبها "

" إذا تحبها فأطلبها لنفسك ، أنا أريد اللحم مع الأرز ! "

عبس متظاهرا بالحزن " ولكنني نباتي ! "

كشرت بغضب مكبوت " وأنا لحمية سيد سيفاك ! " ولا أعلم إن كانت هذه أصلا تعتبر كلمة موجودة في المعجم .

هز رأسه بقلة حيلة " لا يمكنني أكل أي شيء وأنا أرى شخصا أمامي يأكل لحم حيوان بريء ، ألا يمكنك طلب السلطة فحسب ؟ "

" كلا لا يمكنني ، و ما نوع هذا العذر ؟ فقط كل سلطتك وأنا سأكل اللحم ! ليس وكأنك ستشاركني الطعام .. فقط لا تنظر إلى طبقي "

" وماذا عن الرائحة ؟ "

" رائحة ماذا ! نحن في مطعم حتى لو لم أطلب لحما ستشم رائحته في كل مكان ! "

همهم ينظر الي بدون تعبير واضح ، ثم قال بإستدراك " ولكننا في مطعم راقي .. غير رائحة الورود الجميلة لن تشمي شيئاً آخر "

" أتعلم ماذا ؟ أحضر لي السلطة لو سمحت "

فالمناقشة مع حقير كهذا لن يأتي إلا بصداع فضيع .

" إختيار جيد انسة آيريا " إبتسم في وجهي ببراءة مقرفة ، مما ولد بي رغبة كبيرة في قلب الطاولة المستديرة فوق رأسه .

" أيها النادل " نادى النادل الذي كان يقف في الزاوية منذ أكثر من نصف ساعة ، ينتظرنا أن ننتهي من تلك المناقشة الحادة لنطلب ما نريده .

" نريد طبق سلطة و لحما مع الأرز "

فغرت فاهي بصدمة بالغة ، و رحت أبدل نظراتي بينه وبين النادل الذي دون الطلبية قبل أن يركض بسرعة خوفاً من تغير رأينا ، وقبل أن أنطق بأي شيء إبتسم الحقير في وجهي بإتساع قائلاً :


" بعد التفكير شعرت إنه لمن الأناني جعلكِ تاكلين شيئاً لا تحبينه فقط لأجلي"

أيها- أيها الوغد ! وتلك النصف الساعة التي راحت وأنا أناقشك فيها بكل إستماتة ؟! أيها الوغد الكبير !

" يالتفهمك " تمتمت أحاول الابتسام غصبا عني ، لكني انتهيت بصنع تعبير مخيف لا إراديا .

غطى فمه بيده ، في حين بدأت كتفيه تهتزان بخفة دلالة على محاولته كبته لضحكته ، شعرت بضغطي يصل إلى ذروته لكني تنفست بعمق و حاولت نسيان الأمر ، أجل تنفسي يا أنا ، تنفسي و تذكري بأنك أكبر منه عقليا ، هو ليس أكثر من شاب طائش يخفي مكره خلف قناع بريء مثل فتيات هذا الزمن ، تنفسي .

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن