10

100 16 39
                                    


.
.
.

.

#آيريا

كنت أنظر إلى الباب بفارغ الصبر ، أنتظر أحدهم ليفتحه و يذلف إلى الداخل مع أخبار تشفي فضولي ، فبعد أن علم سكان القصر بأن سيفاك سيلفين سيزورنا مساء اليوم بات الكل في حالة من الفوضى بسبب أوامر جراي الصارمة ، إذ كانت تلك الأخيرة غير متساهلة في إنفاق أطنان من المال لتزين كل ركن موجود ، حتى إنها طردت رئيس الطهاة و أتت بواحد أكثر خبرة حسب قولها ، وفقط عندما حاولت التدخل و إيقاف جنونها أجبرتني على شراء فستان جديد ومن ثم حبسي في غرفتي .

هذا كان مريبا ، لم يبدو كتحضير عادي لأجل إستقبال شخص أتى طالبا للزواج من أهل البيت ، بل بدى كحرب تنافسية لأظهار من هو أكثر قوة و نفوذا من الاخر، أتساءل مالذي فعله ذلك الرجل بها حتى تصبح بهذا التعصب .

ذلفت سارة إلى الداخل برفقة بعض الحلويات اللذيذة ، وعندما هممت بأخذ واحدة صفعت يدي بقوة ، لأصرخ بخفة بينما أنظر إليها بحاجبين مقطوبين :

" يا أنتِ ! ماذا دهاكِ ؟! "

" هذه لي .. لقد لبستِ الفستان للتو لا أريدك أن تفسديه "

" يا إلهي .. الأمر يبدو وكأنه حفل زفاف وليس مجرد لقاء عادي ، و أيضا متى سيأتي سموه ؟ أنا أنتظر منذ فترة " قلت أنظر للشمس تغيب بين الأفق ، مما ولد منظرا خلابا من مزيج بين اللون الأحمر و الأصفر .

انعكس ذلك اللون الجميل على عينا ساره الخضراوتين ، مما جعلها تلمعان أكثر من العادة ، بينما تجيبني بنبرة هادئة :

" لا أعلم "

" لقد تأخر .. أتراه غير رأيه ؟ "

ذلك الوغد ، إن كان الأمر صحيحاً فسأذهب بقدماي إليه و احشر هذا الفستان المزركش في فمه .

صمتت ساره ولم ترد ، لكن قلقها بعد آخر سؤال طرحته لم يخفى علي ، إذ أظنها بدأت تفكر بهذا الأحمال جديا ، مما جعل التوتر بدوره يدب في قلبي خوفاً من أن تكون أفكاري صحيحة .

الصمت الذي كان بيننا كسرته خادمة ذلفت لتوها بعد أن اذنت لها ، نظرت إليها بطرف عيني دون أن استدير لها كاملاً ، خفضت بصرها بينما تنطق بنبرة متزنة :


" لقد وصلت عائلة السيد سيفاك لتوه يا انسة ، و السيدة جريزيلدا تطلب منك النزول إلى غرفة الضيوف "

" أنا آتية " قلت بهدوء عكس التوتر الكبير الذي في داخلي .

خرجت الخادمة بصمت ، لأتبعها أنا الأخرى بينما اتمتم بضيق حقيقي " لو لم يكن وسيما سأحشر هذا الفستان المزركش في فم جراي "

نزلت من على الدرجات بخطوات رصينة ، و فقط عندما كدت أنزل آخر واحدة خطرت في بالي فكرة ، ذلك الوغد تأخر علينا أكثر من ساعة ، فلماذا استعجل أنا بالذهاب إليه !

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن