20

74 9 55
                                    

.
.
.
.
.

#آيريا

" مالذي تفعلينه ؟ "

شهقت أضع يداي على صدري ، اتحسس ضربات قلبي التي تضرب قفصي الصدري بعنف .

" هذا أنت ! " نظرت إليه بعينان جاحظتين ، يقف على الدرجات الأولى مع ملامح باردة يضع يده في جيب بنطاله ، تحديداً على بعد بضع خطوات عني أنا والجثة الواقعة ارضا .

كتف سيفاك ذراعيه فيما ينظر إلى الرجل الفاقد وعيه بهدوء " أنسة آيريا ؟ أليوم حدثت الكثير من الأحداث الغير متوقعة ، إبتداءً من اكتشافي لغيابك و اخلافك لموعدنا إلى رؤيتي لكِ تكسرين المزهرية فوق رأس فارسي "

شعرت بالأرض تدور حولي لأمسك رأسي بقوة و اخفض نظري إلى الرجل المستلقي أرضا ، تحديدا إلى الشارة الموضوعة على سترته .. شارة فرسان سيلفين ، يا إلهي لماذا لم أرها قبل أن أقوم بكسر المزهرية فوق رأسه ؟

قاومت البكاء و الرغبة العارمة في دفن نفسي ، رغم شعوري بالاحراج لكن لا يمكنني الصمت و تحمل نظرات الوغد الساخرة مني .

" أنا اسفة جدا ، هل هو ميت ؟ " خرجت آخر جملة بنبرة فزعة ، ليقلب سيفاك عينيه ثم يجلس أمام الرجل .

ظننته سيفصحه أو شيئا ما ، لكنه قال بنبرة لا مبالية " انه حي و سيستيقظ قريبا ، فرساننا لا يموتون من مجرد ضربة كهذه "

" نعم فرسانكم موهوبون جدا ، لو لم أرى ظله و حركاته المشبوهة لما ظننته قاتلا متسللا أو سفاحا يا سيد سيفاك و لم أكن لأهاجمه هكذا ! ما كانت مشكلته العسيرة مع أخفاء نفسه ؟ أليست السرية و إخفاء الوجود أهم شيء عند الفارس ؟ كيف له أن يكون مكشوفا هكذا ! "

تنهدت بقوة اضغط على رأسي مجددا من شدة الإحراج ، لم اجرؤ على رفع رأسي و مواجهة الوغد بعد ما فعلته بفارسه ، يا فتاة أنا قد ضربته بكعب حذائي !

شعرت بسيفاك ينهض من أمامي ، لا أزال جالسة أمام الفارس الغائب عن الوعي دون حراك فقد أعطيت نفسي وعدا لتوي ، لن انهض من مكاني حتى ينهض الرجل المسكين و يقبل اعتذاري الخالص .

لكن مع ذلك شعرت بالفضول لما يفعله سيفاك ، رأيته يمسك بالكعب الذي ضربت فيه فارسه ، وقد أخرج منديلا ينظفه من بقايا الدم التي علقت فيه عندما كدت احشره برأس المسكين ، هو رآني عندما هاجمت بفردة الحذاء صحيح؟ يا إلهي .

" أنت متوحشة " قال يقترب مني .

" أنا قوية " صححت له بضيق ، القي إليه  نظرة حادة ، ليضحك بخفة و يمسك بقدمي .

" بالطبع إنتِ قوية أيضا ، بالمناسبة هذا كان فارسا مكفلا برعايتك " البسني فردة الحذاء ، و رغم أنه يبدو موقفا رومنسيا إلا انه في الحقيقة كان يسخر مني .

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن