05

144 14 58
                                    


.
.
.
.

#آيريا

من بعيد ، في أحد الزوايا راقبت الرجال يتمازحون فيما بينهم ، مجموعة من النساء يضحكن وينكزن بعضهن البعض و كأنهن بذلك يشجعن إحداهن على الإعتراف لفارس أحلامها السخيف ، العمال يوزعون العصائر و الحلويات بين الحضور بتناغم دون وقوع قطرة واحدة من ما يحملونه ، و على المسرح الخشبي وقفت إحدى المغنيات تغني أغنية هادئة بصوت عذب وجميل ، مضيفة بذلك لمسة رائعة لهذا الجو اللطيف والذي يشعرك بالآلفة .

" تحتاجين شيئاً ؟ "

سألتني روزالينا ، وهي تطل علي بفستانها الأصفر الذي ناسب لون عيناها بجدارة .

" لا شكراً لك ، عصير الفراولة يكفيني " قلت أرفع كوب العصير لمرأى بصرها ، ثم أردفت متسائلة " متى يحين دور داميري ؟ "

"يبدو إنك تشعرين بالوحدة في النهاية ، وإلا لماذا ستسألين عنها ؟ " إبتسمت بشقاوة ، لأبادلها الإبتسامة مجيبة " في الحقيقة أشعر بالوحدة قليلاً فقط "

أشرت إلى إحدى الزوايا البعيدة ، حيث جلس مجموعة من الرجال ضخام البنية ، ملتفين حول أحد يرتدي عباءة سوداء يغطي بها رأسه و وجهه كاملاً ، مما جعلني لا إرادياً المس عبائتي أنا الأخرى ، لتقول روزالينا مازحة  :

" أنصحك بعقد صداقة مع هذا المجهول إذاً بما إنكما تلبسان نفس الشيء ، وبالمناسبة دور دامي بعد دقائق "

فرقت شفتاي أنظر إلى ذلك الغريب بريبة ، أفكر عن سبب إخفاءه لوجهه ، ولما هناك الكثير من الرجال حوله وكأنهم حراسه ، هل يمكن أن يكون هو الأمير المنتظر ؟

" هل يأتي هو إلى هنا غالباً ؟ " سألتُ روزالينا ، بينما عيناي مثبتتان عليه .

" من ؟ اوه هو ! لا إنها المرة الأولى ، هل إنت مهتمة به ؟ "

بدت تمزح لتنسيني توتري قليلاً ، و لكي أشعر بالإنسجام قليلاً بين كل هذا الحشد الغريب علي ..  ، لكني أخذت الأمر بجدية كاملة ، فنهضت اتجه إليه متجاهلة دهشة روزالينا مني ، فالطريقة الوحيدة لتأكيد شكوكي هي بالنظر إلى وجهه .

لكني توقفت في منتصف الطريق حالما بدأ دور داميري ، لأعود إلى حيث كنت جالسة بعد أن قررت تأجيل أمر تعرفي عليه إلى وقت لاحق ، هو لن يهرب على أية حال ولن يختفي فجأة ، كما إن إحتمالية كونه الأمير المنتظر قليلة نسبياً .

صمت الجمع كله ، مما جعلني أتعجب من هدوئهم المفاجئ و كأنهم انتظروا هذه اللحظة منذ دهر ، الجميع ينظرون إليها وهي تعتلي الخشبة بفستانها الأحمر الذي ناسب لون شعرها ، و زينتها البسيطة و الجذابة ، عيناها واثقتان تلمعان بثقة ، وعندما لاحظتني إبتسمت بإتساع ، لإبادلها الإبتسامة بشيء من السعادة ، فقد كان شعور أن يراك أحدهم بين حشد من الناس ويبتسم لك رائعاً للغاية .

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن