14

113 15 6
                                    


.
.
.
.

#آيريا

كان الليل قد حل عندما وصلت إلى المنزل ، لم يكن الوقت متأخرا جدا ، على الأغلب جراي ستكون جالسة في غرفتها تنتظرني عودتي لأنبئها بالأخبار .

نزلت من على العربة بمساعدة سيفاك ، والذي كان صامتا بشكل مريب طوال طريق عودتنا من المقهى ، لكني لم أطبق فمي بدوري طبعا ، على العكس بقيت أصرع اذنيه بالثرثرة الغير مفيدة عن الموضة و مستحضرات التجميل عمداً .

" هل تريد أن تدخل لتلقي التحية ؟ " سألته بإبتسامة حملت بين طياتها السعادة ، فيما أراقب ملامحه التي بانت عليه شيء من التعب .

" كلا إن الوقت متأخر  ، سألقي عليهم التحية عصر الغد عندما أمر لأخذك إلى موعد آخر "

سقطت ابتسامتي على الفور ، ورحت احاول الاعتراض بأدب " غدا أيضا ؟ لكن لا داعي أن نخرج كل يوم كما طلبت والدتك ، انت وريث عائلتك و بكل تأكيد تملك مسؤوليات كثيرة ولا تملك وقتا لي "

" ما هذا الهراء ، إن وقتي كله لك " قال فيما يميل برأسه إلى الأمام ، مع إبتسامة جانبية خبيثة .

" يا لسعادتي .. " تمتمت بوجه مصفر من حقيقة إني سألتقيه مجدداً غدا .

" بالمناسبة .. من أين تعرفين ذلك المقهى ؟ " مال بجسده تجاهي ، رفعت بصري إليه ، كانت نبرته عادية للغاية ، ليس و كأنه كان يستجوبني أو شيء ما ، لكني أعرف بأنه في الحقيقة يفعل ذلك .

" قلت لك ، مقهى اعتدت زيارته عندما كنت عامية "

" لكنه لم يفتح إلا قبل بضعة السنوات .. أي بعد أن أصبحتِ نبيلة بكثير "

من أين كان له الوقت للتحقيق بشأن خلفية المقهى ؟ لقد كان معي طوال اليوم ، وهو لم يعرف ذلك المكان إلا قبل بضعة ساعات .. إذا كيف ؟

نظرت إليه من تحت اهدابي ، عيناي هادئتين و ملامحي لا تحمل أي تعبير يدل على التوتر ، مظهري كان ثابتا إلا أني في الحقيقة لم أعرف بماذا سأرد عليه ؟

اوه حسنا ، في النهاية لنجرب قلب الطاولة .

" هل هذا ما يجب أن تقلق بشأنه ؟ "

قطب حاجبيه بخفة ، بدى غير مدركا لما أعنيه ، لذا اقتربت منه بدوري ، وضعت يدا على كتفه ، ثم ربتت عليها بخفة فيما أردف مع ابتسامة .

" ماذا عن أتفاق صغير ؟ إن أخبرتني شيئا سأخبرك حقيقة علاقتي بذلك المقهى "

نظر الي بصمت ، لينطق بعد ثواني " مالذي تريدين أن أخبرك به ؟ "

أبعدت يدي ببطء ، فيما تخرج الكلمات من شفتاي بهدوء شديد " أعدك أن أخبرك بالذي تريد أن تعلمه ، بشرط أن تخبرني مالذي يدور بينك وبين زين ؟ "

انقبض فكه ، فيما سقطت ملامحه أثر كلماتي الصادمة :

" هل ظننتني لم ألحظ غضب زين منك حالما عرف بأنك ستصبح خطيبي ؟ أو كيف كنت تتنجب نظراته ؟ لقد رأيت كل شيء ، رغم ذلك لم أسألك من أين لك أن تعرف شخصا طبيعيا من العامة ، و تخشى منه فوق كل شيء ! "

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن