الفصل السادس

11K 328 37
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
البارت السادس
موجة قاتلة.. نداء علي

🔸🔸🔸🔸🔸
ويمضي العمر بين فراق واشتياق وقد يهون الفراق عندما نجد أملاً باللقاء ولو بعد سنوات اما عندما ينقطع ذاك الأمل الي الأبد ونجد ارواحنا تهفو الي من صار لقياه مستحيلاً يصبح الاشتياق مؤلما قاتلاً.. فما أصعب الاشتياق لمن احتضنهم التراب...

انتاب الجميع حالة من الصدمة وخيم الحزن علي بيوت النجع بأكمله فمن مات شاب يحبه الكبير والصغير لم يسئ الي أحد من قبل بل كان مسالماً اسمه قريبا من شخصه
جميلة كانت أم قوية ظاهرياً تلقت خبر وفاة سلمان بثبات وهدوء انتهي بعدما استمعت الي حليمة تسأل عن والدها فانهارت تلك الهالة الواهية التي احاطت نفسها بها

وسمحت لقلبه المنكسر ان يبكي ويعلو نحيبه.. شقيقاته الثلاث لم يتوقفن عن البكاء والنوح.. وظلت نوارة فاقدة للوعي كأنها قد فقدت روحها ورغبتها في الحياة مع رحيله
سافر فهد الي الاراضي المقدسة لدفن جسمان شقيقه هناك.. وبقي والدهم يشعر بالندم والذنب يتأكله فرغم أن لكل أجل كتاب الا أن الموت قد اختطف ولده قبل ان يعود الي وطنه وينعم بأحضان زوجته واطفاله وكل ذلك من أجل جمع مال لم يكن له منه نصيب ولا فائدة

🔸🔸🔸🔸
انشأت سهيلة داراً للأيتام وتفرغت للإشراف عليها ورغم معرفتها بشأن يوسف وعودتها الي عصمته الا أنها لم تشعر بشئ لا حزن ولا فرح.. هي تحتاج فقط الي استرجاع نفسها أولاً قبل أن تقرر اذا ما كانت تريد استرجاعه أم لا!

تحدثت اليها احدي صديقاتها قائلة:
وليه يا سهيلة مترجعيش ليوسف وتتبنوا طفل وتعيشوا حياتكم.. ليه تقضي حياتك بعيد عنه وواضح انه باقي عليكي

سهيلة : عارفه يا مني.. انا طول عمري بحس ان يوسف اقرب ليا من نفسي.. انا مش زعلانه منه او مجروحة.. انا انتهيت مش لاقيه نفسي.. انا بتمني فعلا انه يبعد ويعيش حياته ويخلف ويبقي أب..

مش ذنبه اني اتحرمت من النعمة دي والتبني حل ليا ولمشكلتي لكن يوسف مش الشخص اللي يتكفل بطفل ويعامله علي انه ابنه.. اذا كان متحملش موت بنته وراح دور علي راحته ورغباته.. هيعمل ايه مع طفل غريب عنه

مني : يعني مش هترجعيله؟؟

سهيلة : مش عارفه.. بس لو حسيت اني محتاجة لوجود حد في حياتي وقتها اكيد كفة يوسف هترجح بس مش هرجعله سهيلة بتاعت زمان.. هتغير وحاجات كتير هتتغير...

🔸🔸🔸🔸
كان الظلام مسيطراً علي المكان فالنسوة متشحات بالسواد وكذلك بعض القلوب كانت مغلفة بذاك اللون القاسي.. كانت شهيرة تنظر الي نوارة بعين كارهه.. تتمني بداخلها لو ان نوارة ماتت بدلاً من سلمان

أحفاد السياف (امواج قاتلة٣)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن