الفصل الاول - السرداب

2.4K 66 8
                                    

الأمطار تتساقط بغزارة، وقطرات المطر تغمر كل شيء. كانت تسير تحت المطر، مبتلة بالكامل، دون معرفة الاتجاه الذي تسلكه قدماها. كل ما تعلمه هو رغبتها في الرحيل.

جلست على الأرض بعيدًا عن الضوء الذي يُلقيه عمود النور. رفعت رأسها لترى السحب تتكدس، معلنة عن استمرار هطول الأمطار لفترة طويلة. لكن هل هذا يهم؟

أدركت أنه يهم حين بدأت البرودة تتسلل إلى عظامها. لعنت بصوت عالٍ وقررت المضي قدمًا، ربما إذا تحركت لن تشعر بالبرد. ولكن أثناء نهوضها، لاحظت ضوءًا أزرقًا خافتًا ينبعث من تحت العمود القريب.

ذهبت بدون تردد لترى ما هو. ربما كانت هناك لعبة تركها أحد الأطفال. ولكن المصدر الحقيقي للضوء كان في الأرض، تحت تربة رقيقة. قربت أذنيها من الأرض واستمعت، كان هناك صوت، صوت خافت يعبر عن شخص يتحدث، او يَأن ربما؟ لم يك واضحًا.

بدأت تبحث بيديها العاريتين عن مدخل في التربة المتسخة، حتى وجدت حفرة صغيرة تتسع لإصبعها. ضغطت عليها وظهر مقبض، دون تردد قامت بسحبه لأعلى.

كانت الرائحة غير سارة والنور الأزرق غامض بلا مصدر، وظهرت سلالم تمتد إلى الأسفل، تبدو كأنها تمتد الى لا نهاية. وجدت نفسها أمام خيارين، إما أن تنزل إلى الأسفل أو تغلق الباب وتتجاهل كل شيء. لكن الفضول كان أقوى، فبدأت في النزول عبر السلالم معترضة على الرائحة الكريهة.

"ليس لدي شيء أخسره بأي حال." أخبرت حالها، وكان هذا صحيحًا، فلم يعد هناك ما يربطها بهذا المكان، بتلك البلدة الحقيرة، لا يوجد منزل لتعود أليه بعد الان. رددت في طريقها للأسفل. استمرت السلالم في الامتداد مما جعل الأمر موترا، وعندما وصلت إلى المئة، توقفت عن العد، ولكن في النهاية، كان عليها الوصول حتما.

انتهت السلالم في غرفة صغيرة تتسع لشخص واحد فقط، وهي هذا الشخص. كان أمامها باب حديدي كبير، ففتحته دون تفكير، غير مبالية بما يمكن أن يكون مخبأً خلفه. باب حديدي يبدو عتيق ومهترئ، في سراديب تحت الأرض. فماذا يمكن أن يكون مخبأً خلفه؟ بالتأكيد، ليس شيئًا خطيرًا، أليس كذلك؟!

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن