الأول

40K 412 25
                                    

سمعت طرق علي الباب فأجابت
*****:ادخل
الممرض:التحاليل وصلت يا دكتورة.
خلعت نظارتها الطبية وسألته مستفسرة:نفس الحالة؟
أجابها وهو يهز رأسه مؤكدًا:أيوة حضرتك نفس الحالة والملفات عند حضرتك تقدري تشوفيهم بنفسك.
****:تمام شكرا تقدر تتفضل.
الممرض وهو يخرج:عن إذن حضرتك يا دكتورة شهد.
***************************
شهد زين الأدهمي: في الخامسة والعشرين من عمرها، طبيبة جراحة حديثة التخرج، ولكنها ماهرة جدًا؛ حيث أثبتت كفاءة شديدة بالمشفي التي تعمل بها، تعيش مع والديها وشقيقها الأكبر، لديها صديقة مقربة، وهي جميلة جدًا ببرائتها وطفولتها وملامحها الفاتنة التي تعجب كل من يراها وتوقعه في غرامها من دون قصد.
*****************************
وضعت نظارتها الطبية علي المكتب، وشردت في أول مرة وردت لها حالة كهذه، منذ شهرين.
Flash Back
وردت لهم حالة خطرة، فتاة في العشرين من عمرها، كانت حالتها غريبة جدًا، لم يتمكن الأطباء من تفسيرها، فقد كانت جميع أعضاءها الحيوية سليمة، وليس بجسدها سوى خدش صغير في رقبتها، كما لا يوجد قطرة دم واحدة في أوردتها، وبعدها توالت عليهم الحالات المشابهة منذ شهرين تقريبا وكان أخرها الحالة التي وردت بالأمس.
Back
زفرت بتعب وتوجهت للمختبر حتي تُجري إختبارتها علي بقع الدماء التي وجدوها على ملابس الفتاة بالأمس، وبعد ما يقرب الساعتين جحظت عينيها بشدة مما اكتشفته، فهذه ليست بدماء بشرية، وإنما هي هجين بين دماء بشرية ودماء حيوان لم تحدده بعد،
تمتمت بخفوت:مش ممكن ده مستحيل إلا لو كان...........
ارتعبت بشدة لمجرد تفكيرها بالأمر ولكنها زجرت نفسها قائلة:أكيد لاء مفيش حاجة من كده.
صمتت قليلا ثم أردفت:وليه لاء هو مش الفيلم كان كده.
فترد على نفسها:بس ده فيلم خيال علمي يعني.
تنهدت بصوت مسموع ثم أردفت بنبرة عالية:أنا خلاص تعبت من كتر التفكير ومش فاهمة حاجة خلاص.
كان هذا في نفس لحظة دخول صديقتها المقربة للمخبر.
ملك:إنتِ بتكلمِ نفسك ولا ايه؟ خلاص اتهبلتِ يا بنتي؟ يا ميلة بختك في صحابك يا ملك.
زفرت شهد بحنق طفولي من تصرفات صديقتها:إنتِ حيوانة يا بت إنتِ، هو مش فيه اختراع اسمه باب بنخبط عليه، ولا هو لسه موصلكيش؟!!
ملك وهي تجلس على كرسي مكتب شهد بكل إريحية: قومي من عالكرسي يا فار البلاعات انتي.
ملك وهي تشير لنفسها بصدمةمزيفة:أنا اخص عليكي يا شوشو وانا الي قولت أجي أقعد مع البت شوية زمانها بتكلم في نفسها لاء مكنتش العشم يا قاسية أنا سحلانة منك 😔😔.
شهد بتهكم: سحلانة طب خلاص يا لوكا متزعليش حقك عليا يا ستي.
ملك وهي مازالت تتصنع الحزن: وانتي تعرفي أنا زعلانة من إيه أصلا.
شهد: زعلانة من إيه يا لوكا.
ملك بإستفزاز : ما انتي لو مهتمة كنتي عرفتي لوحدك 😛😛.
شهد بنفاذ صبر: اللهم طولك يا روح علي اللوح الي قاعد قدامي يا بنتي إرحمي أمي الي قاعدة في البيت.
ملك: وإيه دخل طنط بالموضوع.
شهد وهي تقترب منها بوعيد: أنا هقولك إيه دخل طنط.
ملك وهي علي وشك الهرب: لا خلاص مش عاوزة أعرف.
شهد وقد أمسكتها وتدغدغها بشدة
ملك بدموع من كثرة الضحك: خلاص 😂😂😂🤣🤣 كفاية 😂😂 مش قادرة.
شهد: هتبطلي تستفزيني وهتبطلي تقعدي عالكرسي بتاعي تاني ولا لاء.
ملك بضحك: أخر مرة أخر مررررررة.
ابتعدت عنها شهد وهي تضحك بخفوت: ناس متجيش غير بالعين الحمرة.
ملك بغمزة: بالرمادي والله.
ثم أكملت بخضة مصطنعة: استني كده.
شهد بخضة: في ايه.
ملك وهي تقترب منها:عينك قلبت أزرق فاتح.
لكزتها شهد ثم توجهت إلي المكتب لتلتقط نظارتها وترتديها:خضتيني يا جزمة.
ملك بحنق طفولي: أنا مش جزمة وبعدين أنا نفسي أفهم انتي بتلبسي نضارة ليه مع إن نظرك مش ضعيف.
شهد وهي تجلس علي كرسي مكتبها:عشان عيوني فتنة ولازم أخبيها أنا لو عليا كنت انتقبت من زمان بس انتي عارفة نوبة الربو لما بتجيلي ببقا مش عارفة أتنفس.
ملك بتفهم:معاكي حق والله ده انتي الي بيشوف عيونك من غير النضارة بيبقي هيتجنن عليكي .
ثم أكملت بغمزة: يا مدوخاهم انتي هاه.
امسكت شهد بقلم من علي المكتب والقتها به وهي تقول: احترمي ألفاظك يا حيوانة نفسي أعرف دخلتي طب إزاي.
أمسكت ملك القلم وهتفت وهي تخرج لسانها بإستفزاز: ومجاتش مجاتش 😛😛
شهد بحنق طفولي: الي بيطلع لسانه بيبقا كلب يا حيوانة.
ملك بخضة: يادي الحوسه الملوحسة بنوتيلا.
شهد بعدم اهتمام: في ايه يا صرصار.
ملك: بعيدا عن إنك بتشتميني بس الدكتور أمجد كان بيسأل عليكي عاوزك.
شهد وهي تزفر بقلة صبر: انا البني ادم ده بكرهه مستفز كده.
ملك: حقه انتي يا بنتي موصلكيش إختراع اسمه مرايه.
ثم اكلمت:يسهلوا يا عم اوعدنا يارب.
شهد وهي تجمع الملفات: بس يا جزمة ويلا هوينا عشان هعدي علي الخرتيت الي اسمه أمجد ده وامشي.
ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها فامسكت ملك بهاتفها وكانت علي وشك فتحه ولكن أتاها صوت شهد من الخارج: سيبي الفون في حالة يا ملك.
ردت ملك وهي تنقل بصرها بين الهاتف وبين الباب المغلق: هي عندها عيون هنا ولا ايه.
شهد بصوت عالي: سمعتك علي فكرة وقومي من علي الكرسي يا ملك احسنلك.
ملك وهي تنهض بفزع: قومت خلاص الا تقلبيني قرد ولا حاجة.
وخرجت من المكتب وهي تضحك فضحكت شهد علي طفولة صديقتها وذهبت لمكتب الدكتور أمجد.
*****************************
في مكان آخر أقل ما يقال عنه مرعب جحيمي يقف شخصان من مجرد النظر لهما ترتعب بشدة
م١: انت هتعمل إيه في البنت بتاعت امبارح دي.
م٢ ببرود وهو ينفث دخان سيجارته: ولا حاجة.
م١: ولا حاجة ده الي هو ازاي هو مش دمك نزل علي هدومها افرض حللوه يا فالح هتعمل ايه وقتها.
م٢ بنفس البرود: انا هروح دلوقت المستشفي الي بتروح ليها البنات دول واشوف عملوا ايه وهاخد التقارير.
م٢: بس بعد كده ابقا خد بالك البنت عورتك ونزل منك دم.
م١وهو يتحسس رقبته اامجروحة: ما هي الي بنت....... خربشتني بضوافرها بس انا مسبتهاش.
م٢: ابقي خلي بالك بعد كده احسن ابوك مولع منك.
م١: مولع مني عشان مش عارف يعمل زيي.
ثم انفجروا كلاهما في الضحك.
*****************************
في المستشفي
كانت شهد تسير في طريقها لمكتب الدكتور أمجد و هي تنظر للملفات التي في يدها ولم تنتبه لهذا العملاق أمامها و الذي كان ينظر في هاتفه فاصطدمت به ولكن لشدة الصدمة سقطت أرضاً فسقطت نظاراتها كاشفة عن لون عينيها الأزرق الداكن بسبب الغضب وصاحت به: مش تفتح انت ماشي حائط بشري متنقل.
أما هو فلم يستمع لحرف واحد مما قالته فقد كان شاردا في جمالها فهي ذات بشرة بيضاء ثلجية ورثتها من جدتها تركية الأصل وعيون رمادية تتقلب حسب مزاجها و وجنتيها التي اصطبغت باللون الأحمر فورا بسبب غضبها ومما زادها فتنة فوق فتنتها قصر قامتها فهي تصل بالكاد لمنتصف طوله أفاق من شروده علي يدها التي تتحرك امامه
شهد: انت يا كابتن انت روحت فين حضرتك.
*****: هاه معلش أصلي مأخدتش بالي.
شهد: ماهو عشان حضرتك مأخدتش بالك خبطت فيا وبهدلت الدنيا بالشكل ده و وقعت كل الورق مني.
****وهو ينحني ويلتقط الاوراق لها : انا اسف بجد مأخدتش بالي.
شهد وهي تلتقط منه الملفات: مفيش مشكلة حضرتك أنا كمان مكنتش واخدة بالي.
****: بكرر أسفي للمرة التانية.
شهد: حصل خير.
ثم اتجه كل منهما في طريقه.
وصلت شهد أمام مكتب الدكتور أمجد فأخذت نفس وزفرته ببطئ وبمراحل متقطعه ثم رسمت علي ملامحها البرود واللا مبالاة ثم طرقت الباب فسمعت صوته من الداخل يحثها علي التقدم للداخل ففتحت الباب ودخلت وتركته مفتوحا ووقفت بالقرب منه ثم أردفت ببرود: حضرتك طلبتني يا دكتور أمجد.
وقف أمجد وهو يرحب بها بحبور: ازيك يا شهد تعالي اقعدي انتي واقفة بعيد ليه.
شهد ولم تتحرك قيد أنملة وبنفس البرود: أنا قلت لحضرتك قبل كده نلتزم بالرسميات يعني حضرتك بالنسبالي دكتور أمجد و بس.
وشددت علي كلمتها الأخيرة فاختفت ابتسامته وجلس مجدداً: اه ماشي معلش نسيت المهم عملتي ايه في الحالة الي جات امبارح.
شهد بعملية وهي تمد يدها له بالملفات التي كانت معها: حضرتك التقارير لسه وصلالي حالا وهي نفس الحالات الي قبل كده بس في حاجة غريية أنا مش فاهماها.
نظر لها بمعني "أكملي"
شهد بنفس العملية: لقيت في بقعة دم ولما حللتها لقيتها هجين بين دم بشري وحيوان تاني لسه محددتوش.
أمجد: تمام يا دكتورة أي حاجة توصليلها تبلغيني بيها فوراً.
شهد: أقدر أمشي حضرتك.
أمجد: طبعا اتفضلي ثم نهض من كرسيه وتوجه نحوها و بكل وقاحه وكأنه تناسي إهانته منذ قليل: بس أول مرة أعرف إن عيونك حلوة اوي للدرجة دي.
شهد بشراسه: تقصد ايه.
أمجد بهيام وهو يمد يده نحو وجهها: قصدي اول مرة أشوف عيونك من غير النضارة.
أمسكت شهد أصابعه التي كانت علي وشك لمس وجنتها ثم ضغطت عليها بشدة قائلة: أولا ملكش دخل إذا كانت عيوني حلوة ولا لاء.
ثم أكملت وهي تضغط علي أصابعه بشدة: وثانيا متفكرش فاهم متفكرش مجرد تفكير إن ايديك القذرة دي تلمسني فاهم خليها تلمس ال....... بتوعك إنما أنا لاء فاهم.
ثم نفضت يده من يدها وخرجت من المكتب كالإعصار تاركة ذلك الذي يبتسم بخبث عليها وقد زادت رغبته فيها أكثر وتناسي أنه يجب عليه غض البصر.
عند شهد
كانت تسير في الممر بغضب شديد وهي علي وشك قتل ذلك الذي اصطدم بها إن رأته مرة آخري وكانت علي وشك الإصطدام بأحدهم مرة آخري فرفعت نظرها له وكانت علي وشك الفتك به لكن توقفت الكلمات علي شفتيها مما رأته.......

طفلة قلبت كياني  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن