الفراق........تجربة من تجارب الموت.. وإذا كان النوم هو الميتة الصغري.. فإن الفراق تجربة رحيل أخرى.. تخيل نفسك وأنت تودع إنسانا, أسكنته القلب.. وتركت له كل المشاعر.. هل تخيلت نفسك وأنت تبحث في ملامح الناس في الشوارع عن ملامح شخصا أحببته وترى في كل هذه الوجوه شيئا منه ؟.. هل تصورت نفسك وأنت ترى فيلما أو أغنية.. أو مدينة كاملة وأنت تفتش في كل هذه الأشياء هل تخيلت نفسك وأنت في إحدي الحفلات أو اللقاءات وتلال من العطر تحاصرك ثم يتوقف بك الزمن والحياة عند نوع من العطر مازلت تشعر به لأنه عاش معك كل هذا العمر . هذا هو الفراق.... أن تجد نفسك وأنت تودع حبيباً وقد غابت أمام عينيك كل الصور.. هذا الإنسان الذي شاركك كل هذا الزمن لن يكون لك بعد اليوم.. كلما رأيت شخصا يحمل ولو شيئا قليلا من ملامحك.. ابتسمت وأعدت ترتيب ملامحها لكي تبدو صورة منك .. فإذا اقتربت منها اكتشفت أنني صنعت تمثالاً جميلاً يشبهك ولكنه بلا روح.. ولا نبض.. ولا حياة فأحمل روحى وأنسحب واظل ابحث عنك وانتظر لحظة رجوعك !