الجزء التاسع والعشرون

564 16 5
                                    

لو كانت النظرات  طلقات نارية  لكان ياسر قد تحول إلي مصفاة فنهض زهير واقترب منه ووجه تعلوه ملامح مرعبة :
ففأغمض ياسر عينيه وتمتم لنفسه قائلا :
الله يرحمني منك لله يا زهيري بيه (الجد) .
امسكه زهير من تلابيه وقال بانفاس لاهبة :
انته كلمتها ولا لمحت ليها بحاجة يا ياسر قبل ماتجيني .
تذكر ياسر مكالمة الجد له اليوم حين اخبره بأنها علي الشاطئ فقال وهو يودع زهرة  شبابه :
أ...أه أه شفتها عند الشط النهاردة بس هي اتكسفت ترد عليا فقلت صاحبي اللي هيساعدني .
قبض زهير يديه ولكمه بقوة وهو يهدر بغضب :
دي علشان دخلت بيتي  ومحترمتش حرمته .
ثم عالجه بأخري ليسقط ياسر أرضا من قوتها وسمه زهير يقول :
ودي علشان إتجرأت  وبصيت علي أهم مافي حياتي .
ثم عدل من هندامه وشاهد ياسر وهو يقف علي قدميه ويقول وهو يمسح خيط  دماء من جانب فمه بإبتسامة ماكرة :
طيب مش تقول أنها بتاعتك   ياراجل كنت رحمتني ورحمتك نفسك من الموقف ده  خليها ملكك بقه وريح الراجل الكبير ده بدل ما هو تاعبنا كلنا معاه ..
نظر له زهير شزرا وقال بإشمئزاز :
بتاعتي وملكي ! سيبك من جو الروايات الهابطة دي جميلة مش جماد او حاجة .  ممكن تتملك ...
قطع حديثه صوت صراخ يصدر من الخارج فعبس وخرج علي الفور ليري ماالأمر وما أن فتح باب مكتبهه حتي صرخ بغضب :
انتي فاكرة نفسك بتعملي ايه ؟
قالت الفتاة بغضب وهي تصرخ وممسكة بذراع دنيا بقوة مما أظهر الألم علي وجه دنيا :
الحيوانة دي وقعت القهوة عليا متعمدة .
اقترب زهير منها وقام بمسك يديها  التي تمسك بدنيا بقوة حتي كاد أن يعتصرها بين يديه فصرخت وتركت دنيا علي الفور , فانحني زهير حتي يصللقامة دنيا وقال لها برقة :
انتي كويسة , بتوجعك  ؟
هزت رأسها بالنفي ولازالت تعابير التحدي تعلو وجهها مما اشعره بالاعجاب تجاه تلك النمرة الصغيرة فامسك بكفها ثم قال لنهلة والتي لم تكن سوي قريبة بعيدة لعمار تتخذ من قرابتها له ذريعة للمجيئ للقصر للإلتقاء بزهير والذي لم يكن غافلا أبدا عن حركاتها تلك :
ايه اللي خلاها تعمل كدة , ده لو فعلا هي عملت كدة ؟
وقال أخر كلماته متوجها ببصره الي دنيا التي قالت بقوة :
أيوة انا عملت كدة .
كتم ضحتكه وقال متصنع الحدة :
وممكن أعرف ليه عملتي كدة يا دنيا ؟
وقبل أن  تججيب قالت نهلة تقاطعها :
علشان هي مش متربية  .
نظر لها زهير  بتحذير لاكمال كلماتها فبلعتها تماما , التفت زهير لدنيا قائلا :
ها  يا دنيا منتظر اجابتك !
قالت وهي تشير بحنق لنهلة :
كنت بلعب أنا وزين وجيت علشان  أستخبي هنا راحت البني أدمة دي أول ما شافتني قالتلي الله الله انتي مالك كدة بتححركي في البيت زي ما يكون بيت  ابوكي .
التقطت انفاسها المتلاحقة ثم أكملت بعنف  وعينيها قد تجمعت بها الدموع :
وقالت ليا كمان قولي للمحروسة أمك انه مش هحصل اللي بتحلم بيه وانك لما ماما تخلص علاج زين هترميها في الشارع زي ما جبتها منه .
قالتها ثم نظرت لزهير بعتاب وقالت :
انته هتعمل كده يا عمو زهير هتسيبنا انته كمان زي .... زي بابا ادهم هو كمان سابنا .
اشعلت كلمات دنيا فتيل بركان زهير فقد أغضبته بشدة كلمات نهلة الحاقدة وزاده غضبا مقارنة دنيا له بذلك الشخص المجهول الذي لا يعرف من هو فحملها بين يديه بحنان وربط علي ظهرها برقة قائلا :
اولا يا دنيا احنا اللي قاعدين عندكم البيت ده بيتك انتي وماما يا حبيبتي ومحدش يقدر طول ما أنا عايش يخرجكم منه أو يفكر بس يأذيكم ولو بكلمة , بس فيه حاجة عايزك تعمليها تعتذري لنهلة لان لو ماما عرفت اللي عملتيه ده هتزعل منك , صح ولا لا ؟
فهزت رأسها بالإيجاب فقال لها باسما :
جميل , يلا اعتذري ليها .
كانت نهلة ببداية حديثه خائفة ولكن حين طلب من دنيا الاعتذار شعرت بالأنتصار قليلا وحين همهمت دنيا بإعتذارها قالت علي الفور لتظهر طيبتها لزهير :
خلاصص يا حبيبتي محصلش حاجة , همشي أنا بقه طالما سعاد مش هنا .
وحي همت بالمغادرة قال لها زهير بنبرة جففت الدماء في عروقها :
أنا أذنت ليكي  تمشي , اعتذري لدنيا حالا عن الوقاحة اللي قلتيهالها دي .
فتحت فمها ذهولا وقالت بإستنكار:
اعتذر لمين , لحتة العيلة دي لايمكن أبدا .
فضاقت حدقتا زهير ولم يتكلم فتلعثمت وقالت :
أ..أنا مش قصدي ....بس يعني
قال زهير بصرامة :
تمام  اتفضلي امشي وقولي لاخوكي يدور لنفسه علي عربية تسالي علشان هيحتاجها قريب .
فقالت بلهفة :
لالا ارجوك بلاش يا زهير  أنا ..
  ابعد يديها عنه بقوة وقال :
بيه ... بالنسبة ليكي زهير بيه .
علمت أنها أغضبته لذا أسرعت تقول  لدنيا :
أنا أسفه يا حبيبتي علي اللي قولته متزعليش مني ماشي .
كان علي وجهها بسمة مصطنعة لم ترق لدنيا التي قالت بخبث لزهير :
يعني ايه يا عمو زهير هيحتاج عربية تسالي دي .
اتسعت ابتسامة زهير لذكاءها وقال مجاريا اياها :
يعني هيخسر كل حاجة ومش هيلاقي شغل غير انه يبيع تسالي علي الشط يا دنيا .
نظرت دنيا لنهلة  بفرح طفولي وعادت ببصرها لزهير وهمست :
بجد هتعمل كدة لو مسامحتهاش .
أومأ لها بالايجاب فقالت بخفوت هامس :
لا حرام , بص أنا هقول قدمها كدة  وكدة (أي ستدعي ) اني مش مسامحاها بس انا سامحتها , عايزة اغيظها شوية وخلاص ماشي .
لم يتمالك نفسه الا انه قهقه عاليا  واشار لها بالموافقة فالتفتت لنهلة وقالت :
وانا مش هقبل اعتذارك ده .
كادت ان تفتح فمها ولكن زهير قال لها بشدة :
اطلعي بره ومتفكريش تقربي من القصر ده تاني .
خرجت  تجر أذيال الخيبة وما أن اختفت حتي قبلت دنيا زهير من وجنته وقال بسعادة :
شكرا ربنا يخليك ليا .
احتضنها بشدة وقال لها بثغر باسم :
يا دنيتي انتي وماما عيوني الاتنين .
وهنا دخل زين وقال ممازحا :
يا سلام يا زهير بيه وأنا راحت عليا ولا ايه طيب خليهم هما عين وانا عين .
فنظر لها زهير وقال بفخر :
انته ضهري يا زين اللي مقدرش استقيم غير بيه .
  ترقرقت الدموع بعين زهير واحتضن والده  الذب يادله حضنه بحنان ثم همس زين لوالده :
بما انها عيونك  هخلاص نقول مبروك ؟
لكزه والده برقة وقال :
مشاغب .
فغمز له زين وقال وهو يأخذ منه دنيا :
روح انته بقه للحتة بتاعتك وسيب الحتة بتاعتي .
اتسعت حدقتي زهير دهشة مما قاله ابنه  ثم قال معاتبا :
زين ايه الالفاظ دي , عيب كدة .
تنحنح زين وقال بحرج :
يعني يا بابا سمعتها من فيلم كدة ف..ف
فقال والده :
أدي اللي بناخده من التليفزون والافلام اسفاف وبس .
ثم أكمل بهدوء :
روح يلا خلي  حد ينادي علي جميلة ويقولها اني منتظرها علي  الشط .
صفق زين بيديه وقال بسعادة :
بجد يا بابا يعني خلاص , هتبقي امي رسمي .
ضحك زهير علي طفولة ابنه التي تظهر بأوقات قليلة وقال :
ان شاء الله .
نادي زين علي احدي الفتيات وطلب منها أن تخبر جميلة بما قاله له والده , صعدت الفتاة الي غرفة جميلة فطرقتها ليأتيها صوت جميلة يأذن لها بالدخول فقالت الفتاة باسمة :
زهير بيه عايز حضرتك   وقال انه منتظرك علي الشط .
عبست فاتن  وتسألت لما يريدها ولكنها لم تطيل الرد فقالت للفتاة :
تمام شكرا يا لوزة ,  النتيجة مظهرتش .
فقال تالفتاة :
لسه يا ست جميلة , عمرنا ما هننسالك اللي عملتيه معانا .
فقالت لها فاتن باسمة :
انا معملتش حاجة يا بنتي  الامر بسيط .
شكرتها لوزة ثانية ثم غادرت تنهدت فاتن وتذكرت  ذلك اليوم و فبعدما استقر بها المقام بالقصر وتحسنت حالة زين للغاية وبعدما نتهت من العلاج بالادوية بالنسبة لوجه  فقالت لزهير اثناء تناولهم للطعام :
استاذ زهير ... كنت عايز اتكلم مع حضرتك بحاجة بخصوص علاج زين .
وضع  ما بيديه وقال لها منتبها :
اتفضلي خير ان شاء الله .
قالت فاتن :
كنت عايز اقول لحضرتك ان كدة العلاج بالادوية انتهي .
فقالت سعاد بفرحة :
يعني خلاص معدش ليكي لازمة خلاص .
ارتفعت حاجبي فاتن والجمميع دهشة عدا عمار الذي رمقها بسخرية فأكملت فاتن متجاهلة  لكلماتها تماما :
وبكدة هنبدأ في العلاج بالليزر ان شاء الله  , فحابة اسأل هل فيه مستشفي هنا متوفر فيها الجهاز ده  علشان الدكتور يبدأ معاه العلاج .
تنهدت سعاد براحة والسعادة تعلو وجههها فأخيرا وبعد شهر ستتخلص من تلك الدخيلة فقال زهير :
وليه  دكتور تاني , هو انتي مش بتعرفي تستخدميه ؟
فقالت فاتن علي الفور :
لا بعرف طبعا بس الدكتور المسئول معتقدش هيوافق حد غريب يستخدم اجهزته .
قال لها منهيا النقاش :
اكتبي اسم الجهاز وان شاء الله يكون عندك يعد يوم أو يومين علي حسب لو هيستورد من بره .
ظهرت بسمة تهكمة علي  شفة فاتن فهي بدو ان تناست قوة عائلة الزهيري ومن هم فقالت :
هكتب لحضرتك اسمه وموصفاته  هو الالماني  افضلهم بس فيه كام  !
ثم اخذت تعدد افضل البلدان الصانعة له ومميزات كل منها حتي انها ذكرت العيوب ايضا , كان زهير ينظر لها نظرة غامضة يجول بداخله العديد والعديد من الأسئلة  التي يود معرفة اجابة لها وبعدما انتهت فاتن من حديثها  قال لها ببشاشة :
متقلقيش  كل طلباتك اوامر بالنسبة ليا .
تخضب وجهها بحمرة الخجل لكلماته والتي اشعلت مع خجلها نيران الحقد والغيرة والشماتة  ممن حولهم .
توجهت فاتن للمطبخ فوجدت لوزة تقول بعنف غاضب :
بحوث ايه دي اللي عايزين العيال تعملها هو انا فاهمة حاجة  علشان اعمل لاخويا البحث ده .
فربطت فاتن علي ظهرها وقالت متسائلة :
مالك يا لوزة بتكلمي نفسك ليه ؟
قالت الفتاة بتأفف :
حضرتك عارفة انهم لغوا الامتحانات وادي العيال قاعدة في البيوت اهي  قلت هرتاح الاقي الواد اخويا بيقولي المدرسة عايزة منهم بحث وعايزني اعمله له يا اما المدرس هيعمله بس عايز 100 جنيه وواحدة تانية هتاخد 150 اجيب منين بس .
فقالت فاتن متعجبة :
وتعمليه انتي ليه ما هو يعمله انا خليت دنيا تعمله بس طبعا كنت قاعدة معاها .
فقالت الفتاة بخجل :
أ...أصل انا يعني بفك الخط بالعافية ( لايمكنها القراءة جيدا ) يا ست جميلة   فهعمله ازاي وانا يعني ...
رأت فاتن نفسها في تلك الصغيرة فاحتضنتها بقوة تبثها شيئ ممن الدفئ ولكنها التمست العذر لوالد الفتاة فهو فقير للغاية ولايمكنه ان يعول لهم جيدا فقالت لها فاتن باسمة :
ولا يهمك انا هساعده ابعتيله دلوقت وانا هعمله احسن بحث ولا تزعلي .
فرحت الفتاة وعلت وجهها السعادة وبعدها بيوم فوجئت فاتن بتجمهر كبيركلهم يريدون منها المساعدة وبدأت تصنع لهم تلك البحوث التي يريدونها حتي جائها فتاتين   جامعيتين يطلبا منها المساعدة   وبالفعل لم تتردد حتي وجدت معهم فتاة اخري حزينة فالت لها فاتن ك
مالك زعلانة ليه يا حبيبتي  ؟
فاجابتها صديقتها قائلة :
اصل المعيد بتاعهم غلس عليهم وطلبه بالانجليزي وعلشان تعمله عايزة 3 الاف .
صعقت فاتن من  جشع هؤلاء الناس واستغلالهم لحاجة الناس فقالت لها بتحدي  :
وانا هعملك كل اللي انتي عايزاه  !
فقفزت الفتاة غير مصدقة فقالت لها فااتن :
لا صدقي وكمان قولي لاصحابك اللي مش مقتدرين انا هساعدهم .
لم تدري فاتن عن عيون الصقر التي تتابعها والتي عقدت العزم علي شيئ  ما .
وهكذا اصبحت فاتن البطلة االمنقذة لاهل البلد  ,  تنبهت فاتن من ذكرياتها علي صوت هاتفها يرن فالتقطته لتجد رقم  مجهول ترددت في الاجابة لكنها اخيرا  اجابت لتجد صوت عمار يقول بلهفة :
جميلة  الحمد لله انك رديتي  بسرعة بالله عليكي في ملف مهم زهير عايزه ونساه كلمت شريف مردش ومنقدرش نأمن لحد غيرك في البيت مافيش غير الخدم هاتيه بسرعة الملف لونه اصفر هتلاقيه في الادراج اللي علي يمبن المكتب بسرعة يافاتن علشان منخصرش المناقصة انا بعتلك عربية زمانها وصلت   .
ترددت فاتن فكيف زهير يطلبها لملاقتها ثم يكون في هذا المكان في الوقت ذاته ولكن تبخر كل هذا حين سمعت صوت زهير  بجانبه لم تفهم ما يقول ولكن قلبها اطمئن لسماع صوته لذا قالت :
تمام هدورلك عليه واديه للسواق .
فأسرع يقول :
لا لا سواق ايه بقولك مهم ياجميلة ماينفعش حد غيرك .
تنهدت مستسلمة ثم قالت :
حاضر هجيبه سلام .
دخلت فاتن لغرفة المكتب واخذت تبحث عن الملف الطلوب , أما عند زهير فقط شعر بالملل لتأخرها فقد مرت اكثر من نصف ساعة   فعاد ادراجه للقصر  وسال الغفير عنها فقال لها بغموض :
أه ست جميلة  من نصف ساعة كدة شفتها راكبه عربيه مع واحد اول مرة اشوفه يا بيه وقالت له اطلع علي العنوان ده  .
وما أن ذكر العنوان حتي انتفخت اوداج زهير فأكمل الغفير بخبث :
وكان معاها ورق كدة يابيه اصفر .
نظر له زهير وعقله يفكر بمليون شيئ واخيراقال له :
تمام شكرا يا عطية .
ذهب زهير الي سيارته وانطلق بها وهو يجري عدة اتصالات ولم يلاحظ النظرة الخبيثه التي علت وجه الغفير والذي اتصل برقم ما وما ان اتاه محدثه حتي قال بنصر :
تمام يا بيه عملت كل اللي قولتلي عليه  متنساش حلاوتي بقه .
شعرت فاتن بالقلق فقد بدأت السيارة تترك العمران وتتجه الي  حيث الصحراء فقالت للسائق :
احنا رايحين فين كدة , وقف العربية وارجع تاني .
فقال السائق بتوتر :
خلاص  ياهانم  وصلنا .
وجدته توقف امام فيلا جمية للغاية فزال شيئ من توترها فالخاطفون لن يجلبوها لمكان كهذا فترجلت من السيارة وقالت للحارس :
ممكن تبلغ زهير بيه اني وصلت !
قال الحارس بشيئ من السخرية لم تنتبه لها فاتن :
اتفضلي يا هانم ده منتظر حضرتك من بدري .
دلفت فاتن والتوتر لازال مصاحبها  وجدت من يقودها  الي حيث بهو الفيلا ووجدت عمار يجلس بهدوء وما أن رأها حتي قال  بابتسامة لم ترتح لها فاتن :
اهلا اهلا جميلة اتفضلي .
قالت وهو تتلفت حولها :
ف..فين زهير بيه علشان اديله الملف وامشي .
فنهض مقترب منها مثل الفهد المتربص لفريسته وقال وعيناه تتجول عليها بوقاحة :
ومستعجلة ليه طيب مش تاخدي واجبك ولا انته مفكرانا بخلا ,و انا حتي كريم خالص .
تراجعت للخلف  قائلة والخوف اخذ يضربها بشدة :
لا معلش مرة تانية نادي لزهير ..بيه .
فلحظة كان قد اقترب منها للغاية مما جعلها تشهق وكادت تسقط ةلكنه اسرها بين يديه وقال :
زهير بح مافيش .... لكن انا موجود .
رفعت يديها وصفعته قائلة بغضب :
اياك يا حوان تفكر تقرب من كدة تاني والا والله العظيم ما هيحصلك كويس .
ازدادت عينيه شراسه فجذبها من حجابها بقوة شديدة فخرج في يده للاسف وانسدل شعرها مما جعل عينيه تلتمع بحيوانية  قائلا :
لاول مرة اشوف اسم علي مسمي .
واقترب منها وهنا ضربت اجراس الخطر برأسها فاسرعت لتهرب من براثن ذلك الذئب ولكن هيهات لخطوات فريسة  مرتعبة ان تنتصر علي خطوات صياد فبخطوتين كان قد انقض عليها   محاولا الاعتداء عليها  وقتلها وهي علي قيد الحيلة اراد تركها جثة متحركة قد غادرتها روحها  ولكنه أخطأ الفريسة ففاتن لم تكن ولن تكون ابدأ فريسة سهلة لمثل  هذا الحيوان فقاومته بشراسة  شديدة فلك يجد بد الا من ضربها لاخماد قوتها تلك فطرحها ارضا واخذ يكيل لها الصفعات المتتالية ولم يتوقف الا عندما وجد قوتها قد  انخفضت وبدأ الوهن يضربها فصرخة بانتصار قائلا :
ودلوقت بقيتي لي......
اغمضت فاتن عينيها راجية من الله ان يقبض روحها في تلك اللحظة  ولكن لتدابير الله اقوال أخري فقد رأت عمار يطير في الهواء لامتار عدة  وشعرت بيدين تحملانها فلم تتبين الملامح ولكنها عرفت  من هو علي الفور فعبقه قد طغي علي المكان فأمتليئ قلبها بالأمن والأمان وقالت له راجية :
انا هقدر امشي لوحدي ارجوك نزلني انته عارف مينفعش كدة .
تبسم لها زهير ووضعها  علي الاريكة وقال  بهدوء عكس الاعاصير التي تدور بداخله :
حاضر  ثواني وهتكون لوزة هنا ومعاها .
ابتلع ريقه وهو يكمل :
هدوم ليكي  .
ما ان نطق بكلماته حتي قبضت علي ملابسها الممزقة وبدات دموعها في الانهمار فجلس امامها القرفصاء وقال :
دموعك دي غالية قوي علي فكرة متستاهلش تنزل علي حيوان زي دي .
وهنا نطق عمار بشماتة :
الهانم ام دموع غالية دي خانتك يا سعادة البيه وادي الدليل ملف المناقصة اللي حضرتك كنت خافيه ومرضتش اني انا او شريف نلمسه  الهانم جبته ليا كعربون محبة بينا  وهي  جايالي بمزاجها  مش غصب عنها وشوف حتي في  كاميرات المكتب بتاعك هتلاقيها هي اللي جايباهولي وبمزاجها يا ....زهير بيه
قال الاخيرة متهكما اما فاتن فق اغلقت عينيها ببطء فها هي قد وضعت بنفس الموقف بل هذا اصعب والادلة اكثر دموغا ووضوحا وخيانتها حقا ظاهرة , انتظرت صفعته ولومه الغاضب ولامت نفسها علي الوقوع في ذلك الشرك الاحمق ولكنها فتحت عينيها علي اتساعها حين وجدت زهير يلبسها حجابها وشعرت باحدهم يدل المكان فلم تقوي علي رفع عيناها لاحد ولكنها سمعت زهير يقول كلمات ارسلت الرعدة في اوصال الجميع :
كل الهبل اللي انته قلته ده ميدخلش زمتي بشلن حتي , ووعزة وجلال الله يا عمار لهندمك علي اليوم اللي اتولدت فيه وديني وما اعبد لهخليك عبرة لاي حد يقرب لاهل بيتي .
ثم نظر لفاتن التي  قد ارتدت عبائتها بعدما ساعدتها لوزة علي ارتدائها فالتفت لشريف الواجم لما يحدث حوله وقال بتحذير :
خده علي المزرعة واياك يهرب منك .
  وصلت السيارات امام باب القصر وترجلت فاتن وزهير  من احداها وفاجئ زهير الجميع  حين لكم  الغفير بقوة وقال لاحد حراسه :
الحيوان ده وديه عند الحيوان التاني , انته فاكر اني غبيط و وهمشي علي سيناريو حد كاتبهولي , لسه متولدش اللي  يسرح بزهير الزهيري .
دلفت فاتن الي القصر  وجلست علي اقرب مقعد لها وتنفست بهدوء   علها تهدي قلبها المجنون بنبضاته وسمعت زهير يقول للوزة :
لوزة روحي اعمل عصير لجميلة هانم .
رفعت فاتن بصرها لزهير وقالت بخفوت :
أ....أنا والله معملتش اللي
قال لها زهير مقاطعها ايها :
شششش انسي اللي حصل انا واثق  فيكي يا جميلة .
في تلك الله المتها كلمته للغاية شعرت بضألتها لكلمته وقالت بهستيريا :
انا مستحقش الثقة دي يا زهير ...انا كذبت عليك وخبيت عليك حجات كتير .
    فرجع بظهره للخلف وقال بهدوء :
كذبتي في ايه يا جميلة وخبيتي ايه .
هنا اقتحمت سعاد المكان وقالت بغل  وشماتة :
خبت عليك انها قتالة قتلة يا زهير الهانم هربانة من ...
   ابتعدت فاتن ببصرها عن زهير بخجل لاتقوي علي مواجهته  فهاهو الشخص الذي انقذها وقد لها المأوي والمسكن والذي وثق فيها هاهي تظهر امامه كمجرمة طريدة وشعرت اقتراب سعاد منها تقول بغل وهي ترفع يديها لتضربها :
مجرمة  خدعتك وخدعتنا كلنا  حتي اسمها كذب مش كدة يا .
  وهنا قال زهير ما جعل فاتن وسعاد تنتفضان من الصدمة  من كلماته حث قال :
فاتن .... اسمها فاتن يا سعاد
واخيراااااااااااااااا الحقيقة هتبان و متنسوش تكتبوا رايكم وتوقعاتكم وبالنسبة للمفاجأة فهي .
.
.
.
.
.
.
.
.
.
لو تفاعلكم حلو هيكون ده الجزء قبل الاخير يعني الجزء القادم هو الأخيييييييييييييييييييييييييييييييير
#الارغو
#هيام_عرفة
#ورست_سفينتي

الارغو (ورست سفينتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن