الجزء الرابع والعشرون

466 10 6
                                    


استيقظت جميلة علي صوت صغيرتها وهي تقفز علي سرير والدتها وهي تصفق بيديها في جزل قائلة بفرح طفولي :
يلا يا ماما بسرعة علشان زين منتظرني تحت .
مسحت جميلة علي رأس طفلتها الغالية بحنية قائلة :
حاضر يا قلب ماما بس اوعديني ماتسبيش أيد زين أبدا .
قهقت الفتاة وقالت :
هههههه انتي بتهزري أنا لو فكرت اسيب ايده هيقتلني وهو اصلا عمره ما هيسبني .
ظهر وميض حزين في عيني جميلة تداركته سريعا كي لا تقلق صغيرتها وقالت لها بمرح وهي تنهض :
طيب يلا يا لمضة علشان تلبسي .
جهزتها جميلة بدقتئق وما أن إنتهت الفتاة  حتي هرت سريعا لتنزل الي زين الذي كان ينتظرها علي احر من الجمر وحينما سمع صوتهات  التفت اليها وقال معنفا :
اتأخرتي ليه ؟
قالت مبررة :
معلش ماما نامت متأخر امبارح فمرضيتش اصحيها بدري وسيبتها تنام شوية .
زفر زين وقال لها بخفوت :
كانت بتعيط برضه , مش كدة .
أومأت بالإيجاب هز رأسه بقلة حيلة ثم  قال مغيرا الموضوع :
طيب يلا علشان تلحقي الموضوع من اوله .
تعلقت بيديه وقالت بفرحة :
انا فرحانة قوي يا زين انا اول مرة احضر حاجة زي كدة .
قال لها وهو يمسكها من ارنبتها :
ومش هتكون أخر  مرة إن شاء الله .
  مضي هو وهي واناء الطريق قالت لها وهي تركل احدي الحصوات بقدميها :
كان نفسي ماما تيجي معانا .
قال لها مواسيا :
انتي عارفة انها مش بتحب كدة و سيبيها علي راحتها .
قامت جميلة بتنظيف غرفتها بعدما قامت ابنتها فيه الاعصار وبعدما انتهت نزلت الي المطبخ فصادفتها سعاد التي قالت :
ناموسيتك كحلي ولا ايه , انا مش فاهمة انتي قاعدة هنا ليه مهمتك وانتهت لازقة فينا ليه , وخليني احذرك اللي في دماغك مش هيحصل وامشي باحترامك علشان متمشيش من هنا بفضيحة .
قالتها ثم مرت من جانبها واكملت بهمس في اذني جميلة :
اعقلي كلامي كويس علشان انتي اللي هتخسري  , وخافي علي بنتك يا جميلة .
ارتعب جميلة حين ذكرت ابنتها فاخذت قرارها علي الفور واتجهت الي مكتب زهير فطرقته ليأتيها صوته من الداخل يأذن لها بالدخول دخلت وهي خجلي وقالت هامسة :
حضرتك فاضي كنت عايزة  أتكلم مع حضرتك .
انفرجت شفتيه عن ابتسامة رائعة تخفق لها القلوب  وقال :
مرتين حضرتك في جملة واحدة , لا كدة أنا اقلق .
تبسمت علي استحياء وقالت :
لا الامر بسيط ان شاء الله , فلو حضرتك فاضي يعني ...
قاطعها قائلا وهو ينهض من خلف مكتبه المهيب وقال لها وهو يشير لها بالجلوس علي  احدي المقاعد وجلس هو مقابلها  :
ده لو مش فاضي افضي نفسي  بكل تأكيد .
  جلست حيث اشار ثم اخذت نفسا عميقا ثم قالت بهدوء :
حضرتك عارف ان مهمتي اللي كنت علشانها هنا انتهت ..و... ويعني وجودي ها معدش ليه لزوم .
عبس غاضبا فلم يعجبه أن تفكر هي في المادرة ؟ يا إلهي تغادر كيف وقد اعتاد الجميع عليها وزين وجدي ووالدتي كلهم ماذا سيفعلون سيحزنون , همس لنفسه ساخرا :
يعني يا زهير انته عايزها علشانهم هما بس , هتعترف لنفسك امتي .
نهره افكارهخ سريعا وقال لها ببرود :
تمشي تروحي فين , هتقدري تسبيهم كلهم وتمشي .
قالت بتأثر :
-صدقني صعب عليا فراقهم لكن مش هينفع  لازم امشي .
قال لها وقد احتدت نبرة صوته :
لما هو صعب عايزة تمشي ليه, اظن قلتلك قبل كدة انتي جزء من البيت ده انتي اصبحتي فررد من عيلة الزهيري .
قالت بخفوت :
ده غير  صحيح انا هنا كان ليا دور مش  اكتر عمري ما هكون فرد من العيلة دي  , هقعد بصفتي ايه ؟ انا لا قريبتكم  لا من قريب ولا من بعيد .
لم يعجبه نبرة صوتها الانهزامية تلك لذا نهض  وقال بصوت مرتفع فلم يعد يمكن السيطرة علي غيظه منها :
هتقعدي وباهم صغة هنا في البيت ده هتكوني مر...
قاطعه دخول  ابني عمه شريف  يركض والغضب علي وجه ويصيح :
عمار قلتلك مش بحب الهزار ده يا جدع !
قال عمار بخبث وهو يحمل بعض من سلي الجزور لازالت تقطر منها الدماء :
مش انته اللي اتحدتني يبقي اشرب بقه .
فقال شريف وعيناه بدأت تجحظ :
بالله عليك بلاش , حرام عليك ده الطقم جديد .
لم يمهله  وقذف ما بيده عليه  فانحني  شريف علي الفور  ليرتطم ما كان بيد عمار في وجه وملابس جميلة التي كانت كمن صب عليها دلوا من المياه الباردة في ليلة شتاءا قارص فلم تصدق ما حدث ورفعت  يديها المرتجفتين لتمسح ما بوجهها وما أن لمحت الدماء بيديها حتي بدأ جسدها بالارتجاف وأخذت تتمتم :
لا ..لا ..لا م..مش ...ح..حقيقي لا ح....حر...ام.
رمق   زهير شريف وعمار بنظرة نارية ارتعدت لها  اوصال الاثنين فتنحنح عمار وقال بحرج وهو يقترب من جميلة :
أنا أسف يا جميلة مكنتش اقصد معل...
شعرت باقتراب شيئ ما منها فهي لم تعد معهم في هذا العالم بل اصبحت في عالم ضبابي لا تفرق بينه وبين الواقع لذا حين شعرت باقترابه منها ابتعدت لتلتصق بالحائط وأخذت تصرخ  وارتمت علي الارض واضعة يديها  علي اذنيها لا تريد سماع أي شيئ وأخذت تقول بجنون صارخ :
لا ابعد عني حرام عليك ابعد عني  انته شيطان سيبني في حالي بقه .
شعر زهير بالذعر  عليها فلأول مرة يراها علي مثل تلك الحالة قاقترب منها مهدأ :
جميلة اهدي ده عمار مش قصده يإذيكي .
صرخت وهي تدفعه بعيدا عنها :
ليه بتعملوا فيا كدة كلكم حرام بقه أنا تعبت كتير معدتش قادرة اخرج من حياتي انته وهما مش عايزاكم مش عايزة اشوف حد منكم .
كانت صراخاتها مرتفعة للغاية وقوية اجتمع علي اثرها كل من بالقصر كان زين قد جاء ليجلب اشياء قد طلبها الجزار وما أن خطي بقدميه ارض القصر حتي انخلع قلبه من بين جنباته حين سمع صرختها المرعبة فحدد مكانها علي الفور وانطلق اليها   ودخل الي الغرفة بعنف ليجد والده يتحدث اليها وهي مفترشة الارض تصرخ ولا تعي اي شيئ حولها   وهنا سمع والده   يحملها بالقوة وهي تصرخ وتضربه بيديها لتبعده عنها بكانت تضربه بكل ما تملك من قوة ولكن هيهات أن تفعل شيئ لذا الجدار الحجري حملها بلاادني جهد وهو يسيطر علي يديها وقال لشريف بصرامة :
اتصل بدكتور ياسر وقوله  خمس دقايق يكون هنا السادسة يترحم علي روحه .
صعد بها الي غرفتها وهي لازالت تبكي وتصيح وضعها علي فراشها وابتعد علي الفور فيبدو ان حالتها تلك تظاد سوء مع  اقتراب اي احد منها لم يشعر زهير إلا وزين بجواره وهو يقول بأسف علي حالتها فقد كانت تبدو كمن فقد عقله :
علشان كدة مرضتش اقولها تيجي معانا واحنا بندبح علشان ميحصلهاش كدة .
نظر له والده بتساؤل :
فازدرد ريقه وقال بخفوت :
الحالة دي بتجيلها لما  الدم بيجي عليها جتلها قبل كدة بس مكانمتش بحجم ده كانت اقل بكتير جتلها اول مرة لما ... شافت جرحي اللي  حصل من الحريق .
قبل ان يتكلم زهير كان شريف يسحب الطبيب ياسر من ملابس كما يسحب الشرطي المجرمين وحين وقع بصر اسر علي  زهير قال بحدة :
ينفع كدة يا زهير بن عمك يجي ياخدني من العيادة من غير حتي  ما يقولي غفيه ايه ويسحبي زي ال...
قاطعه زهير بهدوء غاضب وقال من بين اسناه :
اكشف عليها وشوفها مالها بسرعة , ولو جرالها حاجة احسنلك تمشي لمكان معرفش اوصلك فيه .
قال  عمار هازئا :
يبقي مافيش غير بطن الحوت يابني .
رمقه الجميع بنظرة قاتلة فرفع يديه وقال وهو يغادر :
بقول انزل اشوف خلصوا ولا خلصوا ....
خرج زهير وزين يلحقه وترك ياسر معها بعدما جاءت الخادمة  فهو لن يتركهما وحدهما  فخرج وهو يكاد يقتل ياسر وتمني لو بإمكان الجلوس معها  ولكنه لا يحق له ذلك , كان زين يجلس هو ووالده في الخارج علي احر من الجمر فجاءت سعاد وقالت بغيرة من قلقهما :
مالكم كدة  محسسني انها امكم و والله تلاقيها عاملة عاملة علشان كدة عملت التمثيلية دي علشان  محدش ي....
نظرة نارية من زهير جعلتها تبتلع لسانها وغادرت علي الفور , مع مغادرتها فتح الباب وخرج ياسر  فعالجه زهير قائلا بلهفة قبل ان يتدارك امره ويعود لبروده :
طمني عاملة ايه دلوقت ؟
قال لها ياسر :
اطمن هي كويسة دلوقت , واضح انها تعرضت لضغط عصبي ونفسي جامد , الحمد له مدخلتش في انهيار بس محتاجة راحة وانها تبعد عن اي حاجة تزعجها او تضايقها .
قالها ثم ناوله ورقة واكمل :
انا كتبتلها علي مهدئ تواظب عليه وهتكون بخير ان شاء الله .
قال زين بلهفة :
اقدر ادخلها دلوقت .
هز راسه نفيا ثم قال :
انا اديتها مهدئ  ونامت لما تصحي هتكون افضل ان شاء الله .
نظر زهير لابنه ففهمه علي الفور وتقدم الطبيب ليوصله  تابعهم ببصره حتي  اختفوا وضع الورقة في جيب بنطاله ثم اقترب من الباب وطرقه مرة واحدة ففتحت له الخادمة  فقال لها :
لو خلصتي انزلي وسيبيها ترتاح .
  تمتمت بكلمات  مبهمة ونزلت علي الفور وهي تسرع الخطي خوفا منه ومن هيبته القاتلة اخذ نفسا عميقا ثم اخرجه ودلف الي الحجرة , شاهدها تنام بهدوء اقترب منها بخطوات بطيئة كالفهد الذي يتربص من فريسته ووقف  فوق راسها وقعت عينها علي شعرها الذي تناثر علي وسادتها بعشوائية اثرة للقلوب فقد كانت هذه هي ثاني مرة يراه بها لازال يتذكر  لقائهم الاول حيث اسرته  تلك الجنية التي انشقت من الارض وظهرته له لتقوم بلعنه وختمه بملكيتها له  نزل ببصره الي عيناها المغلقة  واه من منهما تلك الخضرواين  التي ما ان تقابلا لينغرس سهمها في قلبه مخترقا دفاعاته  التي طالما بناها حوله لكي لا يسقط لاي من بنات حواء ولكنها هي من تمردت علي كل هذا معلنة انتهاء عصره وبدايه  عصرها هي  انفرجت شفتاها تتمتم بشيئ ما انحني يسمع ماذا تقول ولكنه  افاق علي صوت ضجيج من الاسفل فتركها علي مضض وقال هامسا :
هتفتحيلي قلبك يا جميلتي , اوعدك ماهتكوني غير ليا .
خرج ثم اغلق الباب خلفه ونزل اليهم ليجد زين يصيح في عمار قائلا :
يعني ايه مش قصدك , انا عايز اعرف هتكبر امتي  حضرتك مش صغير علي كدة .
قال شريف بجدية :
يا زين عيب كدة  عمار يبقي في مقام عمك ميصحش تتلكم معاه بالطريقة دي .
قال زين بغيظ :
عمي ؟ هو فيه واحد عدي الستة وعشرين سنة يعمل اللي عمله ده يا عمو شريف , ده انا والله العظيم اتكسف اعملها اللي  عمره ضعف عمري , ده انا بحس ساعات ان انا الاكبر مش هو .
كتم شريف ضحكته  ولكنه في النهاية لم يستطع فصدع بها قائلا :
صراحة يا عمار الواد معاه حق مش قادر ارد عليه .
قال عمار ساخرا :
علي فكرة مش ذنبي انك عيل معقد وابوك طلع عقده هو كمان عليك  .
ضاعت الضحكة واختفت من علي وجه شريف وصاح بعمار قائلا بغضب :
عمار انته اتهبلت ايه اللي بتقوله ده .
كان زهير يتابع ما يحدث وانتظر حتي يري رد ابنه الذي سمعه يقول بلامبالاة :
كون اني راجل يعتمد عليه علي الرغم من صغر سني فده شيئ ما يضايقنيش بل  علي العكس ده جميل اشيله لوالدي علي تربيته ليا واخراجي في اجمل صورة وأظن ان ده افضل ما اكون راجل داخل علي العشرين بدون اي انجاز في حياته  غير انه ازاي  يتنفنن في معصية ربنا بتغريره للبنات وانتهاك حرمات الله  عمر السن ما كان دليل علي الرجولة والفهم ابدا يا .... عمو عمار.
هنا نزل زهير بخطوات  واثقة ينظر لولده بفخر  ثم قال :
زين  متجبلهاش سيرة عن مامتها .
هز رأسه موافقا ثم رمق زهير عمار وقال :
تقدر تروح يا عمار تكمل  انجازاتك , شريف هيكمل معانا .
خرج عمار والغل  يأكل قلبه من زهير وابنه وتمني لو يمكنه تدميرهم جميعا .
مر اليوم علي الجميع حتي شارف الليل علي القدوم  وبدأت الشمس في المغيب معلنة انتهاء وجع جديد ومبشرة بقدوم أمل يمحو ما كان , وعند جميلة التي فتحت عيونها ببطيئ شديد للغاية فطالعها تسلل خيوط القمر كسلاسل ماسية منيرة بحبات الؤلؤ البراق نهضت من فراشها واقتربت من الشرفة وجلست علي المقعد  وما لبثت بدأت دموعها في الانهمار وخرجت منها أه مكتومة تبعتها شهقاتها وتذكرت ما حدث غي يومها فاسندت راسها للخلف ونظرت الي السماء وقالت :
يارب زيح عني ما انا فيه , اغفرلي ذنبي انا عارفة اه ذنب عظيم ل..لكن كان عصب عني مقدرتش استحمل اغفرلي  يارب .
وعادت بذاكرتها الي ذلك اليوم الذي تهدم فيه كل شيئ  :
بعدما صفعها أدهم وأخذ أخيه  وخرج لم تتوقف دموعها  وارتفعت شهقاتها فقال لها سليم ساخرا وهو يحاول  الجلوس :
متعيطيش ولا يهمك انا لسه معاكي وهنيعش انا وانتي سوا .
التقطت فاتن انفاسها التي كانت تعلوا وتهبط كانها كان بسباق للعدو ثم التفتت اليه وقالت :
اللي كنت خايفة عليه مشي , دلوقتي دورك , رجعت من النار رجعت من جهنم مايخصنيش انته اصلا قانونا وشرعا مش جوزي يعني مافيش رابط بينا يا سليم ابعد عن حياتي انا وبنتي احسنلك .
قال بمكر وهو يحاول جاهدا ان عتدل ولكنه لم يقوي علي النهوض :
ابعد طب ازاي ده انا مصدقت ارجعلك تاني يا جميل وحشتيني قوي  ولو عايزة تبعدي اتفضلي لكن وديني وما اعبد لهاخد منك بنتي وابقي وريني بقه هتشوفيها ازاي الباشا اللي كان بيحميكي خلاص بح ابوك راجل عيان اخوكي هموتهولك يا فاتن قدام عنيكي انسي انك تبعدي عني انتي او البت فاهمة  مش هيبعدنا عن بعض غير الموت يا بنت عمي .
كان فاتن عقلها قد ذهب حين قال انه سيأخذ منها ابنتها كانت عيناها تدور في المكان كمن فقد عقله تماما وجدت امامها سكين المطبخ وترددت كلماته في عقلها  غير الموت  فاتجهت اليها اكالمنوم مغناطيسيا والتقطتها وهو غافل عنها وقالت وهي تمسكها بيديها :
فعلا الموت اللي هيريحني يا سليم أنا تعبت
ورفعت السكين  لتطعنه بها علي غفلة في بطنة المترهل ذاك   , شاهدته امامها مضجر في دمائه ينظر اليها غير مصدق لما حدث اما هي فنظرت الي  يديها والسكين تتساقط منها دمائه فالقتها علي الارض وقالت له بقهرة :
شفت اخرتها ايه ؟ شفت وصلتني لفين  انا قتلتك انا االي عمري ما شفت في حياتي حيوانات ببتدبح كنت بخاف ابص عليها قتلت بني ادم  قتلت ابو بنتي بنتي اللي هتقضي عمرها من غير اب او ام اللي هيعايرها المجتمع بامها القاتلة وابوها المجرم منك لله .
كل هذا وهو جالس علي الارض ينظر لها بذهول لاول مرة فاتن تتحدث معه لمدة اطول من عشر ثواني  يراها امامه منفجرة كقنبلة موقوتة جاء  اليها فاقد حظ ليتعثر بها اكملت  وهكأن عقلها تم فصله عن بقية العالم :
عارف ... لو كنت لقيت منك حنية حاجة تعوضني بيها عن الحرمان اللي عشته طول عمري , كنت هتلاقني تحت رجليك عبدة ليك انا مقصرتش في حقك في شيئ لكن لما اعمل ده كواجب عليا كزوجة غير لما اعمل ده كعشق مني كحبيبة عمري ما حسيت منك انك بتحبني لا كنت دايما اخدني كعدوة ليك مع اني كنت كل فرض كل ركعة كنت بدعيلك ان ربنا يهديك ويبعدك عن  شلة الشياطين اللي بتسهر وتخرج معاها دي , صحابك اللي كنت بتثق فيهم ودخلهم بيتك علي مراتك وبنتك مراتك اللي كانوا بيبصوا عليها كانها سلعة رخصية معروضة  علي
الرصيف  وحضرتك في عالم تاني عمرك ما خفت عليا ولا حسيت معاك بمعني زوج اللي هو السكن  لا علي طول خايفة علي طول قلقانة , أنا مش عارفة عملت ايه  علشان حياتي تدمر كدة  وبنتي , اه يا دنيتي سامحيني اني ضيعتك و....
لمع في راسها رؤية عمها وزوجته ياخذونها فنهضت علي الفور وقالت بعزم :
لا مستحيل ده يحصل دنيا مش هضيع مني .
  اخذت تمحو اي اثر لها بالمكان  وكل هذا تحت انظاره وقد بدأ في فقد الوعي بعدما انتهت نظرت له وقالت بإباء :
مش هسمحلك زي ما دمرتني انك تدمر بنتي  .
وخرجت  متوجه الي ابنتها التي اسرعت اليها واخذتها بين احضانها  تكاد تدخلها بي ضلوعها وقالت لها :
دنيتي احنا هنسيب  اسكندرية ونمشي   , شوية كدة وهنرجع .
قالت دنيا بتعجب :
هنروح فين يا ماما , وبابا ادهم جاي معانا ؟
ذكره اصبح كطعنه سكين في قلبها فهو لم يفقد الثقة بها فقط بل وطعنها في شرفها وتركها لسليم لقمة سائغة ولو يغمض له جفن فقالت لدنيتها :
لا يا حبيبتي محدش هيجي معانا ولا عايزة حد يعرف يا دنيا عن مكانا نهائي , توعديني .
قالت الفتاة بتشتت :
حاضر ياماما اوعدك .
اخذتها فاتن وتوجهت الي محطة القطارات  فقد خافت من السيارات  بسبب الاكمنة الموجود عليها فخشيت ان يقبض عليها لذا وجدت نفسها  تصعد علي متن القطار المتجة الي مرسي مطروح لتهرب من واقعها الاليم علها تجد هناك الراحة ولكن هيهات فسفينتها لازالت تتقاذفها الامواج وبحرها لم يشفق عليها بعد .
#الجزء_التاسع_والعشرون
توجهت فاتن الي محطة القطار كانت الساعة قد تجاوزت السادسة مساءا ولم يكن هناك الكثير من الاشخاص فقط شخص  وهو بائع التذاكر اقتربت  فاتن من  النافذة الزجاجية وقالت بتردد :
لو سمحت هي القطرات ( القطارات) اللي بتعدي من هنا بتروح علي فين ؟
أخذ الشاب يعدد لها المحافظات حتي ذكر مرسي مطروح من بينها , ولم تدري فاتن سر تلك الخفقة التي ضربتها بصدرها عند ذكره لتلك الكلمة فوجدت نفسها تقول بلاوعي :
ايوة القطر بتاع مطروح  عايزة احجز فيه من فضلك !
فتحت حقيبتها لتلتقطت منها المال فوقع بصرها علي البطاقة الائتمانية التي منحها اياها ادهم لتبتاع ما تريد من جهاز عرسهما نظرت لها باسي ثم ازاحتها جانبا  وناولت الشاب النقود فناولها   تذكرتين بتلقائية معتادة وقال لها بألية :
اتفضلي  القطر هيتحرك الساعة سابعة ان شاء الله .
حمدت ربها في نفسها انها لن تنتظر طويلاً فاخذت ابنتها والتي قد بدأت عيناها يغالبها النعاس ، جلست علي  مقاعد الانتظار وعيناها تدور حولها بقلق وخوف فالمكان لم يكن مأهولا بالسكان فقط طرق للسيارات وابنية لمصانع او شيئ كهذا بعدما مرت نصف ساعة كانت اشبه بالدهر عليها كانت كلما شعرت بحركة ما ينتابها الفزع وتحتضن ابنتها بخوف وتدوا الله في سرها ان يحفظها واخذت تردد الايات القرانية ليطمئن قلبها حتي سمعت تعالي بعض الاصوات ورأت اقتراب رجل كبير في السن  ودلف الي غررفة يبدو انها استراحة لهم ووجدته يخرج بكوب من الشاي ويتجه الي الشاب بائع التذاكر .
كان الرجل يتحدث مع  الشاب وهو يقف امام النافذة وبينما هو يمرر عينه في المكان وقع بصره علي فاتن المنكمشة علي ابنتها فعبس وقال بتعجب :
يا احمد هي الست اللي هناك دي قاعدة كدة ليه ؟
تسأل احمد بفضول :
ست مين يا عم عبده ؟
ثم قام من مكانه واخرج راسه من النافذة فوجدها فاتن فقال بإستغراب :
ايه ده , أنا قلتلها القطر هيتحرك الساعة سابعة  مروحتش بيتها ليه .
قالها ثم التفت    الي عم عبده واكمل :
الانسة دي حجزت تذكرتين لمطروح وفهمتها القطر هيمشي امتي فمشت انا قلت روحت معرفش انها قعدت .
قال عم عبدو:
يمكن مستنية حد يجلها .
هز الشاب كتفيه علامة الموافقة ثم مالبث الاثنان ان نسوا وجودها وبدؤا في مباشرة عملهم  اخرجت فاتن هاتفها  وجعلته صامتا   أرادت إغلاقه لكنها كانت تنظر الي ساعته كل ثانية  منتظرة السابعة بفروغ الصبر وحين تجاوزت الساعة السابعة والنصف لم تتمالك نفسها اكثر من  هذا فقامت ووضعت هاتفها بجانبها لكي توقظ ابنتها وتوجهت للشاب  ونست أن تلتقط الهاتف وقالت :
لو سمحت حضرتك قلت القطر هيمشي سابعة والساعة دلوقتي عدت سابعة بنص ساعة تنحنح الشاب بحرج فقال العجوز :
- لا يابنتي انتي فهمت غلط هو يقصد سابعة الصبح !
ذهلت فاتن عند سماعها لتلك الكلمات وقالت بخفوت :
الصبح ؟ طب انا هعمل ايه دلوقتي يا ربي ؟
اجابها  العجوز :
- معلش بقه  روحي وتعالي الصبح .
فقالت :
مش هينفع .
فعبس وقال مفكرا :
ماهو برضه يابنتي مش هتنفع قعدتك  بالليل كدة هنا , اتصلي بحد من علتك ابوكي او اخوكي
ثم لاحظ خاتمها فأكمل :
او خطيبك يجي  ياخدك يا يقعد معاكي رغم اني برضه محبز كدة .
تمردت دمعة علي الرغم منها حين ذكرهم وقالت في نفسها :
هو انا لو كان عندي دول كان زماني ضايعة كدة  , مش لاقية مكان  اروحه .
لاحظ العجوز دموعها فقال بقلق :
مالك يابنتي انا قلت حاجة غلط ؟
هز راسها نفيا وقالت :
لا ابدا اصل اللي قلتهم دول  انتهوا من حياتي النهاردة علشان كدة مشيت .
ظن الرجل ان اهلها ماتوا في حادث ما وهي متوجهة اليهم فقال لها مواسيا :
معلش يابنتي ده قدر وكتوب علي بني ادم  محدش هيفلت منه .
اومأت موافقة  فقال لها :
طيب بما انك  مافيش مكان تروحيه ايه رايك تنتظري في الاوضة اللي هناك دي ومتخافيش محدش فينا  هيجي ناحيتها وهي زي ما انتي شايفاها كدة شبابيك من كل ناحية  روحي اقعدي فها حتي اختك الصغيرة تريح شوية بدل ما هي نايمة علي نفسها كدة .
ضحكت دنيا وقالت :
انا بنتها مش اختها .
رفع العجوز حاجبيه وقال :
معقولة هههههه شكل باباكي كان مستعجل يخلص منك بدري بدري , شكلك كنتي شقية .
مرارة ظهرت  في عينها  رأها ولكن تغافل عنها وساقها الي  حيث الغرفة وقال وهو يغادر :
اتفضلي هي حاجة بقه مش قد المقام لكن اهو تسد خانة وخلاص .
قالت بابسامة هادئة لذلك العجوز الطيب :
ربنا خليك يا...
قاطعها قائلا بود :
عم عبدو كله بيناديني كدة  هسيبك بقه علشان ترتاحي سلام .
جلست فاتن هي وابنتها علي المقاعد الموجودة ونظرت فاتن للسماء المتلئلئة بالنجوم  همست قائلة :
يارب ... يارب هفضل ضايعة كدة لحد امتي انا معدش عندي اي قوة اني استحمل خلاص , انا مدمرة مش عارفة اعمل ايه , طب يرضيك اللي انا فيه ده مش عارفة اقول مش مسامحه بابا بس في نفس الوقت مش قادرة انسي ان هو السبب في كل اللي بيجراالي ده لو كان اختار ليا زوج كويس عمري ماكان زماني مرمية في الشارع كدة خايفة طريدة , شايف انا واحدة وبنتها قاعدة في الشارع  ... في الشارع  من غير حد يحميني .
قالتها ثم اخذت تكتم شهقاتها لكي لا تشعر بها ابنتها , قطع افكارها صوت اقتراب عم عبدو وهو يقول :
يلا جبتلك بقه كام ساندويتش فول علي فلافل علي عم بتنجان  من عمايل خالتك ام احمد مراتي  هينسوكي اسمك  لاتقوليلي بقه شاورما ولا غيره .
قالت وهو يمسح دموعها كي لا يلاحظها :
ماكنش له لزوم حضرتك  تتعب نفسك .
فقال لها :
ايه حضرتك دي قلنا عم عبدو ثم انتي زي بنتي رغم انهم مش قمرات كدة بس يلا اتنازلي معلش واسمحيلي اكون والدك الليلة دي .
رفعت بصرها للسماء باسمة وهمهمت قائلة :
شكرا يارب .
قال لها عم عبدو مازحا  :
بصي هتلاقيني قاعد في وشك هناك احنا شغلنا بليل متخافيش  لو سمعتي  دوشه (ضجيج) العيال الباقين لسه مجاوش  انا قلت احذرك وربنا يستر لو عايزة تشربي شاي الكاتل اهو ومتخافيش والله احنا غلابة اه بس نضاف فمتقرفيش يعني  .
رحل الرجل  بعدما شكرته واخذت هي منه الشطائر وترددت تاكلها ام لا ولكن نظرة ابنتها للطعام جعلتها تستسلم رغما عنها فقالت وهي تعطها اياه :
ربي اسألك خيره واعوذ بك من شره .
كانت تنظر الي ابنتها بخوف وقلة حيلة تخشي   ان يكون الطعام به شيئ  فهي لا يمكنها  جلب اي شيئ لها خوفا من ان تقابل اي شرطي .
مرت ساعاتان وجاء عامل اخر القي السلام عليهم وهو يتثائب قائلا :
انا هروح اريح في الاوضة لو احتجتوا حاجة نادوني .
والتفت ليغادر فجذبه عم عبدو من تلابيبه والقاه بلامبالاة علي الكرسي المجاور وقال بحزم :
متقربش ناحية الاوضه نهائي النهاردة يا رجب .
فقال رجب :
ليه يا عم عبدو مكسوفة .
ضحك الشابان  وقال العجوز :
لا فيها حد .
فاجاب رجب مازحا :
- وانا سبت نبقي قرايب , سيبني الهي تنستر ياراجل هموت وعايز انام .
فقال الشاب بائع التذاكر :
مينفعش يا رجب فيها بنات ....
قاطعه رجب وصاح وهو يلعب بحاجبيه  :
هي حصلت يا عم عبدو وانا اللي كنت بقول عليك راجل بتاع ربنا وبتصلي طلعت مية من تحت تبن يا شقي
ركله عم عبدو وقال بغيظ :
انته يالا مبتعرفش تتكلم كلمتين جد علي بعض .
ضحك  الشاب ورجب ويبدو انهم  معتادين علي  ضربات عم عبدو وقال  الشاب :
يارجب دي بنت ...
قاطعه عم عبدو وقال وهو يرمق الشاب ليصمت  :
بنتي جاية هي وبنتها .
اختفت البسمة من وجه  رجب  وقال بحزن :
ضربها تاني برضه , قلتلك يا عم عبدو طلقها منه حرام .
كانت فاتن تستمع لحديثهم وعلمت ان لعم عبدو فتاتان  واحدة مريضة والاخري متزوجة وزوجها لانه حسن الدخلل قليلا كان يتجبر عليهم ويؤذي زوجته دعت الله ان يفرج كرب هذا الرجل الطيب ويرزقه من كل الخيرات  مرت الساعات الطوال علي فاتن تنتظر بزوغ الفجر عله يبدد ظلام قلبها سمعت  فاتن اذان الفجر فقامت وتوضات وصلت واخذت تتضرع الي خالقها تدعوه وتستغفر وتطلب منه المؤازرة والا يتركها الي نفسها ابدا  , لم تشعر الا بصوت عم عبدو يتنحنح لها ويقول :
يلا يا بنتي القطر هيتحرك.
كانت فاتن في عالم اخر فلم تشعر بوصول القطار ولا باي شيئ فنهضت من علي  سجادة الصلاة وقالت ببهجة :
حاضر يا عم عبدو  جاين اهو .
رافقها حتي صعدت هي وابنتها  علي متن القطار وقال لها وهو يناولها ورقة ما :
خدي ده رقمي لو احتجتي يا بنتي لاي حاجة انا موجود واوعي تترددي انك تكلميني فاهمة  .
اخذته منه وقال باسمة :
حاضر يا راجل يا طيب , صدقني ربنا لازم هيعوضك علي طيبتك واللي عملته معايا ده خير وخير كبير جدا كمان ان شاء الله .
ابتسم لها  ولاول مرة تري الحزن الدفين في عينيه حزن رجل حاول بشتي الطرق حماية بناته  مع انه ضعيف لا يملك سلطة او احد يعتمد عليه , لوح لها حتي غادر القطار وانطلق الي وجهته وفاتن قلبهخا يخفق بهجة لسبب تجهله  .

لم يشعر أدهم  الا وبيد توضع علي كتفيه فالتفت ليجد رفيق دربه يقول :
يعني اول مانزل مصر من اربع شهور اجي علي مستشفي  حرام عليك ياراجل .
عانقه ادهم وقال بسعادة وقد تناسي ما به :
مروان يخرب عقلك اخيرا قررت ترجع .
اجابه قائلا :
هو يعني بمزاجي مش كنت في مهمة
ثم تلفت حوله وقال :
أومال فين احمد  .
تبسم ادهم وقال :
احمد في الشركة بيخلص اوراق مهمة مش هينفع نسيبها احنا الاتنين انته عارف .
قال له مروان متأففاً :
وعلشان عارف قلتلك كذا مرة متديهوش الامان قوي كدة .
تنهد ادهم وقال متذمرا وقد عاد إليه حزنه:
مروان مش رايق انا لمجادلتك خالص دلوقت .
فقال مروان :
طب المهم احكيلي ايه الحصل واسر هنا ليه ؟
وقبل ان يجيبه أدهم وجد الطبيبة تقترب منهم حيتهم ثم قالت لأدهم :
حضرتك تبع  الحالة اللي جت امبارح  اللي متعرضة للاعتداء بالضرب مش كدة
اجابها بالايجاب فاكملت :
انا لسه جاية من عنده  الحمد لله هو بخير وحالته استقرت .
قالتها ثم نظرت في ساعتها واكملت :
وان شاء الله هيفوق  كمان شوية  عن اذنكم هكمل المرور بتاعي ولو في حاجة هكون في المكتب بتاعي.
زفر ادهم بارتياح وارتمي علي المقعد باهمال , جلس مروان بجانبه وقال :
ممكن تحكيلي بقه فيه ايه انا قلقت .
قص عليه ادهم كل شيئ   فصاح به مروان غاضبا :
يعني سيبتها لوحدها مع الحيوان ده , انته مستحيل تكون ادهم اللي  اعرفه , مش دي اللي كنت بتشعرلي فيها كل ما اكلمك ,  ازاي تصدق عليها كدة وبعدين يعني مفكرتش ايه اللي جمع الكل في مكان واحد كدة،  لا الموضوع ده فيه حاجة  .
شد ادهم شعره للخلف وقال :
حاجة ومستحيل ! بقولك فيه ادلة الصور والفيديو واعتراف الكلب  جوزها .
احتد مروان وقال :
قصدك طليقها .
ارجع راسه الي الخلف واجاب بلامبلاة او هكذا تظاهر :
الله اعلم , المهم انها صفحة وانتهت من حياتي .
هزأ مروان قائلا :
متأكد من كلامك ده ؟ الظاهر غرتك عليها عمتك يا ادهم ومعدتش شايف كويس .
قاطعهم صوت احدي الممرضات تقول :
اخو حضرتك  فاق وعايز يشوفك ضروري .
نهض ادهم علي الفور ودخل لاخاه الذي ما ان وقع بصره عليه حتي ترقرقت عيناه بالدموع وقال بوهن :
ص..صدقن.. ي  ..أنا... معملتش كدة
قال له ادهم مواسيا :
خلاص يا اسر الموضوع انتهي متشغلش بالك وخلي بالك بس من صحتك دلوقت .
قال اسر :
لا..لازم تسمعني , أنا والله كل اللي عملته اني وقفت بيك الاسانسير وحطيت الورقة علي مكتبك اللي طلبت منك فيه تتنازل عن رائاسة الادارة لكن والله يا ادهم ما عملت اي حاجة تانية تأذيك انا بحبك اكتر من نفسي  .
  نظر ادهم الي مروان الذي اشار له بتصدقيه فهو ادري منه بلغات الجسد فقال ادهم :
ماشي يا اسر  انا مصدقك ارتاح انته بس .
اراح اسر راسه علي الوسادة بارتياح شديد ثم ما لبث ان اتسعت حدقتاه وقال بخوف :
ف..فاتن حصلها حاجة الحيوان ده اذاها .
قبل ان يجيبه ادهم  ارتفع  رنين هاتفه فاجاب ليأتيه صوت الرجل يقول :
يا ادهم بيه  البوليس لقي سليم مضروب بالسكينة في شقته حد اتصل بيهم وبلغهم
  وقف ادهم علي قدميه كمن لدغه عقرب فداهمه دوار سرعان ما ذهب فلم يغمض له جفن مما حدث بالامس فصرخ قائلا :
انته بتقول ايه ؟ طب عرفوا مين عمل كدة ؟
قال الرجل :
لسه التحقيقات شغالة بس حضرتك طبعا عارف احنا نزلنا وسيبناهم هما الاتنين لوحدهم .
مسح ادهم علي وجهه بتوتر وقال له:
تابعلي اللي بيحصل وبلغني اول باول .
اغلق هاتفه ووجده مروان واخيه نظران له بتساؤل فاجاب وقد شحب وجه :
البوليس لقي سليم في شقته مضروب بسكينة وفاتن ملهاش  اثر  .
نزل الخبر كالصاعقة علي الجميع  ولم يجرؤ احد علي التفوه ببنت شفة .
أما فاتن فهاهو قطارها يقترب من محطتها الأخيرة  لا تدري اهي  بداية جديدة ام نهاية البداية ...
يتبع.....

عارفين لو مشفتش لايكات كتير و تعليقات اكتر هموتلكم فاتن  انتم حرين  !!!!!! اوعوا تكونوا بخلا
#الارغو
#ورست_سفيتي
#هيام_عرفة

الارغو (ورست سفينتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن