الجزء السابع

467 10 2
                                    

نظرت لها فاتن بدهشة وقالت :

نعم ؟ يحققوا معايا ؟ وانا مالي ؟ 

هز سمر كتفيها بعدم فهم وقالت :

 معرفش بقي هما تحت وعايزينك ..

حينما نزل الخبر على فاتن  إنتابتها مشاعر مختلفة مزيج من الهودء والسكينة لا تدري أتفرح لخلاصها منه أم تحزن لما ألت إليه حياته  تأملتها سمر بقلق فهى لم تقل أي شيئ ولم تبكي تحدثت فهمت فاتن ما يدور بخلد أختها  فقالت  بهدوء :

إستنيني هغير هدومي وهنل معاكي  .

ما أن دخلت فاتن إلى الغرفة حتى صاحت بها زوجة عمها  بغل  باكية :

ليه أبني اللي يوت وأنتي اللي تعيشي  ؟

ثم إنخرطت فى بكاء هيستري فطلب الضابط من زوجها ان يأخذها للخارج ليتمكن من الحديث مع فاتن التى لم تتأثر  بالمرأة بل  نظرت لها شزرا وهى تمر من جانبها , اشار لها  إبن عمها البكر سيد بالجلوس بجانبه فقد  جلس هو مكان والده ولم يتبقى مكان شاغر سوى بجانبه فنظرت له بإشمئزاز فهى تعي تماما أخلاقه السيئة والتى هى أسوء من زوجها نفسه فإلتفتت للضابط وقالت له بأدب :

إتفضل يا فندم حضرتك عايز مني إيه  ؟

نظر لها الضابط بإحترام  بالغ فلم يكن من الغباء لكي لا يفهم ما يدور حوله فطلب من إبن عمها  الخروج   ليلحق بوالديه  وبعد مغادرة سيد  إلتفت لها قائلا :

ممكن أعرف السبب في أنك نزلتي من الاتوبيس في الطريق  ولوحدك , التحريات أثبتت أنكم ركبتم مع بعض من هناك .

أخبرته فيها  بأنه هو من طلب منها العودة وحدها  وعلمت أنهم وجدوا  حقيبته ومتعلقاته الشخصية  من بين الأشياء التي  سقطت من الحافلة قبل وقوعها من النحدر وبعد الكثير من الأسئلة والأجوبة   رحل الضابط بعدما أخذ افادتها  , بعد رحيله شعرت  فاتن بالسكينة تجتاح صدرها  وتمتمت لنفسها قائلة :

وأخيرا تم الخلاص, لك الحمد ياربِ .

 مر اكثر من شهر  على وفاة سالم وتجمع الجميع ببيت عمها وكانت إبنة عمها  سارة قد جاءت  من القاهرة بعدما  إنتقلت من عملها هناك  كمعلمة لتعمل هنا  فإلتفتت إلى عمها وقالت وقد شعرت أخيرا بأنه يمكنها قول ما تريد  بدون خوف  :

 كنت عايزة  اسالك  دايما ياعمي  ليه   خليت  بنتك سارة  تكمل تعليمها   مش حضرتك برضه كنت بتقول دايما ان البنات مصيرها للجواز وان بنات العيلة مابتكملش التعليم  , يا تري إيه اللي خلاص تغير رايك وتكسر القاعدة دي بنتك ؟

 أجابها قائلا بإبتسامة سمجة  :

زهقتني بالعياط ليل ونهار هي وامها فقلت أحلها من دماغي واسيبها تكمل هعمل أيه بس يا بنتي 

الارغو (ورست سفينتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن