#الجزء_التاسع
تسعت إبتسامة رقية وقالت وهي تصافح فاتن :
معاكي حق بس معتقدش أنها ممكن تبقي بالحجم ده .. عارفة عمري ما كنت هعرفك من مظهرك ده عرفتكِ من عينيك الجمييلة يا عزيزتي .
بادلتها فاتن المصافحة وقالت بإحراج :
اللي حصل ده كان مش بقصد والله .
أشارت لها رقية بالجلوس وقالت بتهذيب:
متشرفتش باسمك لحد دلوقتي , صح تحبي تشربي أيه ؟
أجابتها علي الفور وقالت بخجل :
لا لا مافيش داعي شكرا لحضرتك وانا إسمي فاتن , أ..أنا ... يعني ..كنت جيت علشان الأعلان ....اللي حضرتك كنتي عاملاه .
ردت رقية بمرح لتخرجها من ارتباكها :
زي ما بيقولوا أسم علي مسمي انتي فاتن وا،تي فعلا فاتن .
إبتسمت فاتن وتورد خديها ولم تقل شيئ فقالت رقية :
طيب يا فاتن ممكن اعرف مؤهلاتك أيه ؟
شعرت فاتن بالقلق فجنات لم تخبرها بمسئلة المؤهلات تلك فأخذت تفرك يديها بتوتر وقالت بغصة في حلقها :
للأسف ما كملتش تعليمي بعد الثانوية يا أستاذة رقية .
ثم أكملت حدثها وقت عادت إلها ثقتها بنفسها :
لكن عمري ما بطلت أني أثقف وأعلم نفسي بنفسي علشان كدة كل اللي بطلبه منك فرصة واحدة بس واوعدكك انك عمرك ما هتندمي بإذن الله
.
لم تدري رقية لما شعرت بأن كلمات فاتن قد أرسلت الهدوء والإطمئنان إلي نفسها فلم تجد بد من أن تقول لها :
تمام يا أنسة فاتن , هستناكي من بكرة بإذن الله .
وقفت فاتن وقالت وهي تبتسم بسعادة :
شكرا لك يا استاذة رقية متعرفيش أنتي فرحتيني قد ايه .
فقالت لها رقيه بإشراقة حنونة :
وأنا كمان حاسة أنكي هتسعديني يا أنسة فاتن .
قالت فاتن بإبتسامة باهتة :
مافيش داعي لأنسة دي علشان انا...
قاطعتها رقية وقالت وهي تحتضن كفيي فاتن :
معاكي حق انا كمان مش عجباني استاذة دي هو احنا في مدرسة الالقاب ده حاساها عاملة حواجز بينا من النهاردة انتي فاتن وانا ريري زي ما كل اصدقائي بينادوني .
حاولت فاتن أن تشرح لها ولكن رقية قاطعتها وقالت وهى تدفعها أمامها لتصعد للطابق الأعلي :
قدامي يلا مافيش اعتراض , يلا هوريكي اوضة نور وهرفك علي المطلوب منك .عادت فاتن إلي البيت وهي تشعر برضا غامر وما أن وضعت قدميها علي أول درجة حتي وجدت عمها يفتح باب شقته ويقول لها بغضب :
كنتي فين يا هانم لحد دلوقتي ؟ بتكلميني عن الشرع والدين وانتي رايحة تخالفيهم وتخرجي وانتي في العدة !
قالت فاتن وهي تحاول كبح سخريتها :
دايما بتفاجئني ياعمي , معك حق اناه لا يجوز للمعتدة ان تنها تخرج من بيتها في اشهر العدة لكن ولكن يجوز لي الخروج للضرورة اللي انته سببها , تصبح علي خير .
ولم تعطه فرصة للرد وصعدت إلي شقتها واغلقت الباب خلفها ثم أخذت تقفز من السعادة كالأطفال فخرجت إبنتها دنيا وأخذت تضحك لما تفعله والدتها وقالت :
ماالك يا ماما عاملة شبه الارنب كدة ليه ؟
فقفزت عليها وأمسكتها وهي تقول لها ممازحة :
ارنب قولتيلي , طيب الارنب هيبقي اسد وهياكل البنوتة الجميلة دي تعالي !
فأخذت دنيا تجري وفاتن تركض خلفها وتعالت ضحكات الصغيرة التي خفق لها قلب أمها بسعادة فإحتضنتها بحنان وهي تقول بحب :
الله لا يحرمني من ضحكتك دي ابدا يا دنيتي .
إستيقظت فاتن متأخرا فجهزت إبنتها للذهاب للمدرسة ونظرت إلي الساعة فوجدتها تقترب من الحادية عشر فقالت لإبنتها علي عجل :
يلا يا حبيبتي هنتاخر علي المدرسة كدة الساعة داخله علي 11 .
أنهت الفتاة كوب الحليب وتأبطت ذراع والدتها وحين وصلوا الي باب المدرسة ودعتها فاتن وقبلتها من جبهتها وقالت لها مؤكدة :
حبيبتي زي ما قولتلك النهاردة من انا اللي هجيبك دي ... ...
قاطعتها إبنتها بنفاذ صبر قائلة بتوسل :
ماما ارجوكي دي المرة المليون اللي تساليني والله فهمت والله .
ضحكت فاتن وقالت لها مداعبة :
معلش نخليها مليون وواحد َ!
تظاهرت دنيا بالفزع وقالت وهي ترحل :
السلام علييكم باباي وداعا بكل لغات العالم سلام .
تبسمت فاتن علي ابنتها وهي تركض ولوحت لها وتابعتها حتي دخلت إلي المدرسة ومن ثم توجهت إلي بيت رقية لتبدا أول يوم عمل لها .
إنتظرت فاتن عدة دقائق بغرفة الإستقبال قبل أن تأتي السيدة رقية التي قابلتها بإبتسامة ودودة قائلة :
اهلا يا فاتن مافيش اجمل من ان الواحد يستيقظ ( معرفتش اكتب يصطبح دي معلش حسيت نفسي علي قهوة بلدي كمان😂 ) علي وشك البشوش ده كل يوم .
كانت رقية علي الرغم من ثرائها إلا أنها متواضعة وطيبة للغاية لذا أحبتها فاتن فقد كانت تتميز بإسلوب ساحر بالحديث , بادلتها فاتن المجاملة قائلة :
أراه لا يبش إلا عند رؤيتكِ يا سيدة رقية (الجملة أجمل كدة 😘)!
حذرتها رقية متظاهرة بالغضب :
احنا قلنا ايه امبارح لا سيدة ولا استاذة .
تذكرت فاتن هذا الامر فقالت :
تمام يا يا ريرى بس فيه حاجة كنت عايزة اوضحها لحضرتك ...
قاطعهما رنين الباب فقالت لها رقية :
طيب هشوف انا مين وانتي اطلعي فوق انا عرفت نور وكلمتها عنك .
توجهت فاتن طرقت الأعلي فطرقت الباب وحين لم تجد الرد فتحته هي وجالت ببصرها بالغرفة الفسيحة ليسقط نظرها علي جسد الفتاة الجالس عل المكتب إقتربت منها وقالت لها بإبتسامة :
السلام عليكم نور حبيبتي عاملة ايه .
أدرات لها الفتاة رأسها وهي تتمتم :
بخي..
بترت عبارتها وهي تتفرس بملامح فاتن التي مسحت علي رأسها قائلة :
افتكرتيني .
هزت الفتاة رأسها بالإيجاب دون أن تنتطق علتت فاتن أنها فتاة قليلة الحديث مرت الساعات أيقنت فيها فاتن أن الفتاة تعاني مشكلة ما فهي تبدو إنطوائية ولا تتحدث كثيرا سمعت فاتن طرق علي الباب لم تعر الفتاة أي إهتمام للطارق فقامت فاتن لتفتح الباب لتخبرها الخادمة بمجيئ معلمة الفتاة ما أن أغلقت فاتن الباب وإلتفتت لتخبر نور بأنها ستتركها لتحظي بالهدوء لأجل درسها فوجدت الفتاة وقد إتسعت عينيها وتغير وجهها لم تفهم فاتن ما الذى حل بالفتاة ولكن كان عليها تركها والنزول للأسفل شعرت بأن أحدهم مع السيدة رقية بغرفة الإستقبال لذا حولت إتجاهها للمطبخ لتجلس مع الطاهية كانت أمرأة طيبة في منتصف الأربعينات أخذت فاتن تتحدث معها عن هنا وهناك وعلمت منها أن حال الطفلة تغير منذ شهرين تقريبا فقدت كل مرحها وضحكاتها ولاأحد منهم يعلم السبب لذلك , جهزت الطاهة القهوة للمعلمة ولكنها لم تجد الخادمة فعرضت فاتن مساعدتها قائلة :
هاتي هوديها أنا .
أرادت المرأة الأعتراض ولكن فاتن لم تمهلها وأخذت الفنجان لتصعد بها وحين همت بتفتح الباب حتي سمعت صوت صفعة مع صوت أخر لم تخطئه ففتحت الباب بعنف لتقف وجها لوجه مع إبنة عمها سارة التي صدمت لرؤيتها لفاتن وحين لمحت القهوة بيديها عقدت ساعديها وهي تقول بسخرية :
ده هو مستواكي خدامة .
وضعت فاتن فنجان القهوة وقالت بهدوء لا يصف ذلك البركان الذي يدور بداخلها حين شاهدت صفعة سارة علي وجه نور :
علي الرغم من أنه عمل معيبش ابدا صاحبه لكن انا هنا كمربية لنور .
أنت تقرأ
الارغو (ورست سفينتي)
Romanceتحطمت احلامها حين ارغمت علي ترك تعليمها و الزواج من ابن عمها بعد محاولة اغتصابها ولم يكن ذلك سوي بوابة الولوج للجحيم حتي ظهر هو في حياتها بغروره وكبرياءه لتعلم ما هو الشعور بالامان ولاول مرة ينبض قلبها باسم الحب......تري هل سيسمح لقلبه بحبها ام سيك...