إتسعت عيناه عن أخرها وهو يرى جسد إمرأة ملقى على الأرض والدماء تسيل من رأسها فدفع سالم بعيدا عن طريقه وإنحنى عليها ليفحصها وما أن رأها حتى هتف غير مصدق :
ف..فاتن !
فتحت فاتن عينيها ببطء فطالعها وجه رامز فهمست وهى تجاهد لتعتدل فى مجلسهاا :
از..اي. جيت ..
ولم تكمل جملتها إذ إنقض سالم عليه كالوحش الهائج ولكمه فى معدته ولكن رامز كان قد سدد له لكمة قوية في وجهه سقط على إثرها وكاد يقتله أذ عادت له الآن كل ذكريات الماضي ولكنه تخلي عنه ولم يهتم له و عاد لفاتن قائلا بصرامة :
يلا تعالي معايا في الجناح بتاعي هفحصك هناك .
قالت له فاتن وهى تغالب دوار يلح عليها :
إمشي دلوقتي يا رامز متقلقش عليا هكون بخير مش هو اللي ضربني أنا اللي خبطت في لوح الأزاز , يلا روح متديش فرصة أن سالم يشوه سمعتي , هيا إذهب .
ضرب لأرض بقبضته وقام والدماء تغلي فى عروقه ورمى سالم بنظرة نارية بادله إياها سالم وما أن أصبح خارج الغرفة حتى صفع الباب خلفه .
عاد رامز لى غرفته فوجد أخوي زوجته هناك لاحظت رقية على الفور يديه الدامية فذعرت وأسرعت تلتقطها بقلق وهى تقول :
رامز حبيبى في ايه ؟ مالك ايه حصل ؟ أ
نزع يديه منها بتوتر وهو يقول :
مافيش حاجة ما تتخضيش !
ثم رفع عينيه للرجلين وهو يقولمعتذرا :
انا بعتذر منكم هدخل انا انام تعبان شوية , تصبحون علي خير .
نظر أدهم لأخته متسائلا فهزت كتفيها عاجزة فنهض و حذى أخيه أسر حذوه ثم إلتفت إليها قائلا بقلق :
طيب احنا هنمشي دلوقت لو حصل حاجة كلميني , وبكرة على الثامنة والنصف متنسيش هنروح فى رحلة بحرية لرأس محمد تمام .
أومأت له بإبتسامة ولوحت له وهو يغلق الباب خلفه , ما ان خرجوا حتى أسرعت إلى زوجها والذى إستقبلها بإبتسامة ودودة وقال لها مطمئنا حين قرأ القلق فى ملامحها :
مافيش لزوم للقلق ده كله يا حبيبتي الامر وما فيه اني قابلت بني ادم ماعندوش اخلاق فاضطريت اتعامل معاه .
جلست بجانبه فأحاطها بذراعيه وهى تقول باسمة :
أنت وبطولاتك , مش هتسكت غير لما تقابل مصارع يوريك النجوم في عز الضهر .
قهقه قائلا :
ربنا يستر وماتحصلش ان شاء الله .همس أسر فى إذن أخيه أدهم وهو بالمصعد قائلا بتوتر بالغ :
تفتكر رامز ماله ؟ كان وشه ما يبشرش بالخير ابدا !
قال أدهم بهدوء :
مش عارف بس واضح انها حاجة مش بسيطة فرامز اللي انا اعرفه عمره ما هيبقي بالحالة دي من فراغ أنا عمري ما شفته كدة !بعدما تأكدت فاتن من نوم زوجها وإبنتها توجهت لتقف فى الشرفة قليلا عل نسيم الليل يهدئ من تلك النار المستعرة بداخلها وظلت تفكر فى حديث سالم وتسائلت لما كان هذا الفزع الذى إنتابه حين شك أنها قد إسترقت السمع لحديثه مع ذاك المثير للإشمئزاز , ظلت تحدق فى السماء والنجوم ونسيت أو تناست همومها أمام هذا الجمال .
تنبهت على يد تهزها ففتحت عينيها ببطء لتجد إبنتها دنيا تقف وهى تفرك جفنيها قائلة :
ماما عايزة اشرب عطشانة .
حاولت فاتن النهوض لكنها شعرت بالألام تجتاح جسدها باكمله لقد كانت عظامها كلها متيبسة بسبب نومها فى فى العراء تحاملت على نفسها ونهضت رأت عقارب الساعة تشير إلي الثامنة فهرعت إلى زوجها لتيقظه فموعد الرحلة البحرية لم يبقى عليه سوى نصف ساعة فقط , ألبست طفلتها واخرجت لزوجها تيشيرت ازرق تحته سروال ابيض قصير يصل الي اسفل الركبة بقليل بعدما انتهوا من ارتداء ملابسهم طلبت منهم الذهاب بسرعة قبلها وستلحق بهم حالما تنتهى من إرتداء ملابسها هى الأخرى .
*مش هتغير رأيك وتيجى معانا بدلا من تروح لوحدك*
تسائلت رقية بتأفف فأجابها أدهم ضاحكا :
لا مش عايز رامز يولع فيا دي اجازتكم انتم وانتي عارفة اني مجتش معاكم غير بعد ما نور ااصرت ومتنسيش اني طلبت منك تيجي معايا في اليخت بتاعي انتي اللي رفضتي يبقي انا ماليش دعوة الذنب ذنبك انتي
.
طبعت قبلة على وجنته وهى تقول :
مستحيل أن حد يكرهك ده انته عسل وسكر كمان
جفلت علي صوت جهوري يقول بغضب :
والله عال ياهانم , ولما هو عسل وسكر انا أيه ان شاء الله
تعلقت بعنقه وقالت بهيام :
انته حتة مارونجلاسيه يا باشا , حاجة كدة ما تتقاومش .
تنحنح ادهم وقال بشيئ من الاحراج المازح وقال :
أنا بقول أسيبلكم اليخت احسن علشان منلاقيش سيرتنا علي كل لسان والصحافة بقه والأعلام الحق قبل الحذف والاقي عمرو ادب ووائل الابراشي بيتصوا بيا عايزي...
قاطعته رقية قائلا وهي تغالب دموعها من الضحك :
ههههههههه الله دي هتبقي الاخبار للركب يا مرك يا مهجة وتيجي بقه تقولي التار ولا العار .
أنت تقرأ
الارغو (ورست سفينتي)
Lãng mạnتحطمت احلامها حين ارغمت علي ترك تعليمها و الزواج من ابن عمها بعد محاولة اغتصابها ولم يكن ذلك سوي بوابة الولوج للجحيم حتي ظهر هو في حياتها بغروره وكبرياءه لتعلم ما هو الشعور بالامان ولاول مرة ينبض قلبها باسم الحب......تري هل سيسمح لقلبه بحبها ام سيك...