الجزء الواحد والعشرون

366 7 1
                                    

صمتت فاتن  ورجعت بذاكرتها لماضيها الاليم .....
صدع صوت فاتن يقول بتأفف :
يا رحااااااااب يلا يا بنتي هنتأخر كدة علي الدرس حرام عليكي مش كل مرة أهزأ كدة بسببك . بريشتيجي كدة هيضيع أكتر ما هو ضايع .
خرجت  رحاب من غرفتها وهي تضحك  وقالت وهي ترتدي حقيبة ظهرها علي عجل :
بريشتيجي  ... طب وربنا منا عارفة اقولك ايه دي لا نافعة عربي ولا انجليزي  حتي هههههههههه
ضحكت الفتاتان وخرجتا من باب شقة رحاب وصوتيهما لازال عاليا ففوجأتا بيد تقبض علي حقيبتيهما من الخلف وصوت رجولي يقول بمزح يشوبه جد :
صوتك يا استاذة منك ليها بدل ما اقطعلك لسانك من بلعومه .
فتزمرتا هما الاثنتين وقالت فاتن :
ايه بلعومه دي يا ابيه رامز حاجة كدة بيئة قوي أسمه لغاليغو  متعرفش انه اتمدن ولا ايه.
انطلقت رحاب لا تكتم ضحكاتها ومن ثم تسللت البسمة الي فم رامز الذي ما لبث ان اخفاها وقال وهو يتصنع الجدية وهو يفلتهم من يديه  :
يلا امشي منك ليها واياكم تتاخروا ولا واحدة تفكر تروح كدة ولا كدة قبل او بعد الدرس هقطع  ....
قاطعته رحاب وهي تركض قائلة :
لغالغنا عارفين .
شيعهم ببصره والابتسامة تعلو شفتيه كان يحب فاتن مثل اخته  رحاب تماما فقد كان متعاطف معها كثيرا بعدما روت له اخته قصتها  وعن كيفية انتسابها للثانوية وتعجب من ذكائها رغم صغر سنها , اعتبر نفسه مسؤل عنها بدلا عن والدها الذي لم يراعي الله فيها وتركها لقمة سائغة لاخيه وعائلته يتحكمون بها كيفما شاؤا صعد الي شقته ومرت اكثر ساعتين ولم تأتي اخته رحاب في موعدها شعر بقليل من القلق ما لبث ان تحول للخوف بعدم مرت  نصف ساعة علي تأخرهما التقط مفاتيحه وهم ليخرج من البيت ففوجئ بالبالب يخبط عليه بعنف ففتح بوجل فصمد بأخته رحاب تبكي ومظهرها غير مهندم ووجها عليه اثار صفعة فاحتضنها علي الفور وقال بلهفة :
مالك يا حبيبتي جرالك ايه ؟
قالت من بين شهقاتها :
الحق فاتن يا ابيه ابن عمها اخدها غصب عنها والله انا حاولت امنعه بس ضربي بالقلم محستش بعدها بالدنيا ولما فوقت ملقتهاش انا خايفة قوي يا ابيه فاتن كانت بتصرخ جامد وهو بيشدها في عربيته وضربها كمان .
اشتعلن الدماء برأس رامز وانتفخت اوداجه غضبا من ذلك السافل فقال لاخته  وهو يركض مسرعا :
ادخلي انتي الشقة ومتفتحيش لحد ابدا واطمني هلاقيها باذن الله .
خرج رامز لا يدري الي اين يذهب او من يسأل   , أما عند فاتن فقد كانت حالتها لا تسر عدو او حبيب فقد اخذها سليم في سيارته علي اطراف المدينة وحاول الاعتداء عليها في سيارته  ولكنها لم تتردد في مقاومته بكل ما اوتيت من قوة حتي خارت قواها تماما واانسدلت يديها بجانبها فعلي الرغم من مقاومتها الشرسة الا انها كنت صغيرة السن والحجم وهو كان اقوي منها في البنيان وكاد ان يتمكن منها ويذبح روحها قبل جسدها شعرت بشيئ صلب تحت يديها وكان كشعاع الامل فعادت لها قواها من جديد ورفعت يديها عاليا وضربته علي راسه  فسقط عليها بدون حراك  ابعدته عنها علي الفور  واخرجت  هاتفه لتتصل بوالدها ولكنه لم يجيب ولم تجرؤ علي الاتصال بعمها خشية ان يدعي زورا مع ابنه انه فعل بها شيئ لينالها  فهاتفت رامز ليجيب  علي الفور وكاته كان ينتظر هذا الاتصال وما ان اتاها صوته حتي صاحت باكية :
ابيه رامز الحقني ...
ولم تكمل كلماتها وتعالت شهقاتها فصاح بها :
حبيبتي اهدي وقوليلي انتي فين بالضبط ؟
وصفت له المكان وحمد الله علي انه كان بالقرب منها  فضغط علي دواسة  السيارة ليزيد من سرعته وقلبه يرتجف خوفا علي تلك الفتاة المسكينة ,  في تلك الاثناء واثناء انتظار فاتن لرامز بدأ ذلك الشطان يعود لوعيه ونزل من السيارة بتسلل وعلي حين غرة حاوت فاتن بذراعيه وسحبها نحو السيارة وهي تصرخ وتضرب بقدميها في الهواء بدون فائدة وضعها بداخل السيارة  واغلق الباب ولم ينتبه علي تلك السيارة القادمة والتي تنهب الارض نهبا  , فتح سليم باب سيارة ليدلف بها ولكنه لم يكمل ذلك اذ تم سحبه من الخلف وبدون حتي امن يدري سليم من او ماذا يحدث حتي انهالت عليه اللكمات والركلات حتي فقد الوعي تماما ولكن رامز لم يتوقف عن ضربه (  فش غليلكم صح ) حتي تعلقت فاتن به وهي تبكي وتترجاه ان يتوقف حتي لا يضيع مستقبله زبعدها سافر هو ورحاب ولم اعلم عنهم شيئ .
تذكر أدهم احدث ليلة البارحة  وما حدث من إبنة عمها تلك فلامجال للمقارنة بين من تحافظ علي عفتها وحشمتها وبين من تعطي لمن يدفع أكثر  , كان أدهم يشتعل كالأتون غضبا وقال من بين أسانه :
أي صنف من البشر  الناس دي  ,   بتمني لو سليم ده حي قدامي قسما بربي كنت خليته يتمني الموت ولا يلاقيه   .
ومما زاد من ثورته رؤيتها وهي تنتفض بسبب تذكرها لتلك الواقعة وربما بسبب العديد من المواقف البشعة التي تسبب لها بها ذلك  الوحش الشبيه بالبشر كاد يكمل حديثه لولا مجيئ خالد ودنيا التي قالت وهي ترتمي بإعياء علي الأرض :
اخيراااااا احنا مشينا كتير قوي , رجلي وجعتني  خلاص مش هقدر امشي عليها تاني لسنة .
ضحك الجميع علي منظرها وهي تفترش الأرض منتحبة ثم مالبثت أن ضحكت معهم ومر الوقت عليهم سريعا حتي حان وقت العودة  , قأم أدهم بإصالهم للبيت ثم ودعهم ورحل وحين عاد للبيت سئلته جدته عن يومه فحدثها  عنه  بفرحة لم تخطئها عيناها وحين أتي علي ذكر  خالد عبست قائلة :
اخوها ؟ وده ايه اللي  خلاه يجي معاكم يا ادهم , ده وقتكم الخاص يا ابني بتعك انت وهي .
كان رأيه موافق لراي جدته ولكنه أجابها قائلا  بقلة حيلة :
أيوة فاهم لكن فاتن بنت ملتزمة يا جدتي وقالت انه ما يجوزش اننا نخرج مع بهض لوحدنا في فترة الخطبة  .
رفعت حاجبيا دهشة وتساءلت :
نعم ؟  وازاي هتتعرفوا علي بعض (للاسف الناس مفكرة ان الخطوبة زيها زي العقد فيخرجوا ويروحوا ويجوا مع بعض بلا رقيب ولا محرم ويفضلوا يدرسوا في اخلاق بعض سنتين تلاتة وفي الاخر يسيبوا بعض الطريق اللي بدايته غلط مستحيل يوصلك للطريق اللي انته عايزه )
هز كتفيه بإستسلام وتنهد قائلا :
سئلتها عن  كدة قالتلي ان  الخطوبة دي بس لإعلام الناس أن فلان لفلانة علشان محدش يتقدم لها اما الجلوس والخروج مع بعض ده بعد كتب الكتاب فقط .
فقالت بإبتسامة ماكرة لا تعكس سنوات عمرها  :
إذن الموضوع اتحل تكتب ععليها الاسبوع الجاي .
أعجبته الفكرة فقال مفكرا  :
وتفتكري هتوافق علي كدة  ؟
قالت له بنظرة ماكرة :
ده  متوقف  علي قدرتك علي إقناعها يا صغيري !
نهض وهو يقول بإبتسامة خبيثة  :
وأنتي عارفة  اني عمري ما فشلت في اقناع حد طووول عمري !
نظرت له بإبتسامة رضي موافقة علي كلماته  !
  خرجت فاتن من غرفتها بعدما اطمأنت علي نوم ابنتها وخرجت  لتجلس امام الشجرة التي امام منزلها  فبعد حديثها مع ادهم لم يقترب النوم من جفنيها ابدا استعاذت بالله  واتكأت براسها علي الشجرة لتنظر الي جمال السماء والي نجومها البراقة كانت كلوحة فنية بديعة اكتملت باكتمال البدر فيها ليعيد الي شيئ من الراحة والسكينة همت بان تغلق عينيها لتستشعر تلك اللحظات  الهادئة حتي افزعها صوت هاتفها ففتحته علي الفور بفزع :
جنات مالك فيكي ايه ؟
فزعت جنات هي الاخري وقالت :
ايه يا بنتي خضتني حد قالك اني اتقتلت ولا حاجة !
زفرت فاتن وقالت :
الله يهديكي فجعتيني فكرتك فيكي حاجة علشان الساعة  واحدة بليل وانتي عمرك ما عملتيها .
فقالت جنات بمكر :
علشان انتي عمرك ما خرجتي مع  حتة قشطة قبل كدة يا جميل .
ضحكت فاتن ضحكتها الجذابة تلك وقالت :
عمرك ما هتعقلي .
فقالت جنات بلا مبالاة :
وهو يعني اللي عقلوا اخدوا ايه , المهم احكيلي كل اللي حصل بالتفصيييييييييييييييييييييييييل المللللللللللللللللللللل يا جميل .
روت لها فاتن كل ما حدث معها وكيف قصت علي ادهم ذكرياتها تلك واختتمت حديثها قائلة :
انا تعبت يا جنات , مش لاقية راحة حتي الانسان اللي ارتبطت بيه كان ارتباط  مزيف انا مخنوقة حاسة نفسي زي السفينة اللي عمالة تروح وتيجي مع الامواج في بحر هايج لا له اول ولا عارفاله اخر , بجد تعبت انا قلبي وجعني قوي يا جنات  عايزة ارتاح ومش عارفة .
ترقرقت الدموع بعيني جنات وقالت :
اطمني يا حبيبتي ربنا مش هيضيعك ابدا اصبري واحتسبي انا متأكدة ان ربنا  اكيد هيجازيكي  بحاجة  مش هتتوقعيه من عنده انا قلبي حاسس بكدة , وبعدين ما تعرفيش ما يمكن المزيف  النهاردة بكرة يبقي حقيقة صدقيني , شوفتي في حادثة الافك لما اتهمت السيدة عائشة رضي الله عنها  بعرضها ومع ذلك ربنا قال ايه قال *لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم * متعرفيش الخير فين .
ثم صاحت متأففة وكان هناك ما يضايقها فقالت فاتن وهي تكفكف دموعها :
ونعم بالله ربنا يريح قلبك يا جنات زي ما ريحتيني واثلجتي صدري .
قالت جنات ضاحة :
ويريح وشي كمان لحسان الحبوب مضايقاني جدا  (  حب الشباب  )
فقالت فاتن  :
صوريها كدة وابعتيها  ؟
فعلت جنات ما طلبته منها فاتن والتي قالت لها بعدما رات الصور :
بصي هبعتلك اسماء ادويه نوعين دهان دول هيكون بالتبادل  وواحد غسول   ومرطب استمري عليهم لمدة شهر وبعد كدة  هنقرر ايه اللي تستمري عليه .

الارغو (ورست سفينتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن