الجزء الرابع عشر

393 10 1
                                    


صاح به وقفز وافقا بدهشة :
أيه  ؟ فاتن ,  معقولة  ؟
قال الرجل وقد تراجع خطوة للخلف من ردة فعل أدهم :
أه والله يا بيه , دي الحقيقة .
صمت لبرهة ثم قال له :
ماشي يا عم فضل , تقدر تمشي أنته  .
   
جلس أدهم خلف مكتبه بعدما خرج الرجل وقال أحمد منبهرا :
فاتن  دي فعلا  غريبة , كل يوم تدهشني بحاجة بنت مليانة مفاجأت عجبتني قوي من اللي عملته في معلمة نور رقية حكت لي عنها أوف كان جامدة قوي .
لا يدري أدهم لما شعر بالضيق من حديث أحمد عن فاتن  وخصوصا حين أخذ يمتدحها وأراد أن يسكته ولكنه لم يستطع إلي أن قال بأنه معجب بها هنا لم يتمالك نفسه وقال بتأفف :
  أيه يا أحمد هنفضل طول اليوم نتكلم عنها ولا أبه ؟ ركز ف الشغل , ودلوقتي قولي وصلت لحد فين بموضوع المؤتمر اللي هتنظمه شركة  HDW   وماتنساش أي حاجة أنته عارف دي شركة ليها أسمها وتاريخها في عالم الصناعة الهندسية للسفن ..
دهش أحمد من إنفعال أدهم الغير مبرر ثم قرر تجاهل الامر وقال وهو يضع أمامه عدة أوراق :
دي  نسخة عن كل الشركات اللي تم دعوتها  للحفلة دي من   داخل وخارج البلاد وكمان  تم دعوة كلا من المصممين اليوناني  والأنجليزى  كضيوف شرف .
قال له أدهم وهو يراجع الأوراق قائلا بتفكير  :
مش عايز أي مفاجأت يا أحمد المؤتمر بعد يومين بس , وكتير من وكالات الأنباء هتكون موجودة فمشروع استثمارهم هنا   ده مهم للغاية والكل  يتمني أن تتم الشراكة  معاهم لذا المنافسة هتكون قوية و علي أشدها  .
إبتسم أحمد وقال مطمئنًا :
ولا تقلق كل شيئ تمام , وأهي تذاكر الطائرة  هنمشي   بكرة بليل   وبكدة يبقي وضعنا اللمسات الاخيرة  .
في الصباح  قامت فاتن بإيصال إبنتها إلي  المدرسة  وودعتها قائلة :
دنيا إسمعيني  كويس  خالك  هو اللي هيجيبك من المدرسة  , لو  شقتي اي حد من قرايب  باباكي تستخبي منهم علي طول وترجعي البيت فهمة يا عمري ؟
هزت الفتاة رأسها بالإيجاب قبلتها فاتن ثم تركتها تدخل وهي تردد في نفسها :
فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين  .
ظلت فاتن تبحث عن عمل طوال اليوم  ولكن دون جدوي  فالرفض  ظاهريا لعدم وجود شهادة معها أنما  في الحقيقة حجابها وملابسها الفضفاضة هي السبب فكلا يبحث عن فتاة حسنة المظهر  فالعري وأطلاق الشعر هو من يجلب الزبائن بنظر أصحاب الأعمال والتجارات , حين إنتابها الإعياء الشديد قررت العودة للبيت  دلفت إلي البيت فطالعها وجه أمها فنظرت لها بإنكسار وتوجهت إلي غرفتها وهي تتمتم بإنها  لا تريد تناول الطعام الأن  , أغلقت الباب خلفها وارتمت علي السرير مجهدة تعبة ومما زاد من ألامها هو عودتها خالية الوفاض  همست قائلة :
ربي أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين .
ذرفت دمعة ثم مالبت بأن تبعتها الكثير من العبرات  فجأة إقتحم أخيها عليها الغرفة فإنتفضت وجلة وصاحت قائلة :
خالد مالك في ايه  ؟
تنبه علي دموعها فعبس قائلا :
أنتي كنتي بتعيطي  ؟
فأسرعت تمسح وجهها وهي تقول بتوتر  :
لا بعيط ولا حاجة أيه يا عم هتلبسني تهمة , قولي داخل الأوضة زي القطر كدة ليه  ومن غير  حتي إستئذان ؟
شعر بالإحراج قليلا فقال مدافعا :
فيه راجل كدة باين عليه بيه قوي عايزك تحت .
رفعت حاجبيها دهشة قائلة :
راجل وعايزني أنا , أنت متأكد , يمكن غلط في العنوان ؟
فسحبها من يديها قائلا :
مافيش فاتن غيرك في المنطقة كلها  .
علمت فاتن علي الفور من هو قبل حتي أن تراه  فقد شعرت بهالته المميزة وبحضوره القوي , ومن قبلها عبيره الأخاذ   دخلت إلي الغرفة وهي تقول :
السلام عليكم أهلا يا أستاذ أدهم , خيرا ؟
فقام لها محييا وهو يقول بأدب :
خير إن شاء الله  اتفضلي  أقعدي الأول  .
نظرت إلي أخيها ليجلس هو الأخر تردد قليلا ثم مالبث بأن جلس  بالقرب منهما نظر  أدهم إلي خالد ممقيما إياه  فعلي ما يبدو بأنها مقربة منه فقد دلفت إلي الحجرو وهما يمسكان بيدي بعضهما وتسائل بينه وبين نفسه ماذا يكون لها أهو  قريب لها ؟ أم خطيب ... هنا كور يديه وشعر بإنفعال لم يفهم له معني وثار علي  نفسه قائلا :
خطيبها ولا  حتي جوزها  وانته مالك بده  .
عبست فاتن وقالت :
يا أستاذ أدهم أنا بكل حضرتك , أنت كويس ؟
تنبه علي صوتها فقال علي الفور :
أيوة ايوة بخير  شرد ذهني بس , أحم أنا كنت جاي وعندي سؤاال ليكي  .
صمت فنظرت له تحه علي المتابعة فأكمل قائلا :
انتي بتتكلمي يوناني  ؟  واتعلمتها ازاي ؟
تعجبت لسؤاله هذا وقالت :
وايه اللي يهم حضرتك في ده  ؟
قال لها :
ردي وهفهمك  .
هزت كتفيها بإستسلام وقالت :
  ايوة , انا   متعلماها كويس جدا من واحدة يونانية كنت بشتغل عندها من مدة  .
رجع بظهره للوراء وافتغر ثغره عن إبتسامة جميلة أبعدت فاتن نظرها عنها فقلد زادت من جاذبيته وسمعته يقول :
جميل للغاية يبقي ممكن أستعين بيكي , ممكن تشتغلي معايا كمترجمة .
نظرت له بإستغراب وقالت :
طيب وليه أنا , أكيد فيه احسن مني ومعاهم شهادات كمان .
وضع ساقا فوق الأخري ثم قال لها بثقة :
الشهادة  عمرها ماكانت دليلا علي إجادة المرء لأاي عمل  فرؤساء العمل الحقيقين بيبحثوا عن الخبرة لا الشهادة , وخصوصا في زمننا  ده أي حد دلوقتي بسهولة يبقي حامل لقب دكتور في أي حاجة حتي لزو كان في طريقة لبس الأخذية  . 
كان حديثه صحيحا مائة بالمائة فقالت له وقد تسلل الامل إلي قلبها :
طالما ده رأي حضرتك يبقي ما عنديش مانع وابأ من بكرة ان شاء الله  .
تنحنح قبل أن يقول بقلق  :
بل من النهاردة انا محتاجك معايا للسفر النهاردة  .
صاحت بإستنكار  :
ايه  ؟ سفر ؟
أجاب :
أيوة  هنسافر لشرم الشيخ  هنحضر حف...
قاطعته قائلة بحزم :
أسفة جدا بس مش هينفع لعدة اسباب اولا انا في عدتي ثانيا مش هينفع استافر لوحدي  .
فقال لها :
تقدري تجيبي والدك معاكي .
فهزت راسها نفيا  فوالدها مريض ولا يقوى علي السفر فأسقط في يديه  وهنا قال خالد بخجل :
أ..أنا ممكن اجي
نظر له أدهم بترفع ثم أشار إليه وقال موجها حديثه لفاتن :
مين ده  ؟
فقالت وقد تعجبت من تبدل إسلوبه من الرقي إلي الفظاظة فجأة هكذا :
خالد اخويا  الصغير ؟
احاسيس مختلطة تحركت بداخله أهمها السعادة بأنه ليس شيئ أخر غير ذلك فتهلل وجهه قائلا :
كويس وبكدة المشكلة اتحلت هكذا .
قالت فاتن :
لا طبعا بنتي  و..
هنا دخلت  دنيا وما أن رأت ادهم حتي هرعت إليه وعانقته بشدة وحملها بين ذراعيه وهو يقول باسما :
مرحبا يا صغيرتي عاملة ايه , وواخبار  دراستك  ايه ؟
كانت فاتن تتابع الموقف وعلي وجهها إبتسامة  حانية  وسمعت دنيا  تجيبه قائلة  بسعادة  :
كويسة , اقولك علي سر  ؟
فقال لها باسما :
بالتأكيد اتفضلي .
فقالت بصوت خفيض وكانها تقول سر خطير :
شفت النهاردة  عمي سيد وقبل ما  يمسكني جريبت بسرعة  فصرخ وقالي  أني أقول لماما  الأمر لم ينتهى بعد .
صعقت فاتن لهذا الحديث وجذبت دنيا من بين يديه وهي تقول لها :
انتي ليه ا قولتليش يا دنيا ؟
فقالت الطفلة ببراءة :
جدتي  قالتلي انك  تعبانة فقلت اقولك بعدين  .
نظرت حولها زائغة الأبصار وأخذت تذرع الغرفة جيئة وذهابا  فقال لها خالد :
خليني  أنا أوقفه عند حده يا فاتن فأنا اكتر واحد عارف اساليبه القذز...
كانت تعلم أن أخاها لازال صغيرا علي مواجهه مثل ذلك الثعبان فقاطعته قائلة :
لا يا خالد  , التصرف السريع لن يجدى نفعا , لازم نفكر كويس .
أخذت تفكر لبرهة ثم رفعت بصرها إلي أدهم وقالت :
حضرتك لسه عند عرضك ؟
فتهلل ببشاشة  وقد فهم ما ترمي إليه قائلا :
بكل تأكيد .
ثم نظر إلي الفتاة بين ذراعيه وأكمل :
بشرط أني اخد  دنيا  معانا  وهاخذ كمان نور  اهم يغيروا جو
نظرت  له وقالت   محدثة  نفسها  :
من اول مرة قابلتك فيها وانت بتنقذني , يا تري ليه ؟ معاك حسيت لاول مرة بمعني كلمة سند وان فيه حد بيحميني لطالما كنت انا اللي بحمي نفسي , ارجوك توقف وبلاش الشعور الغريب اللي جوايا ده  متخلينيش  اح...
تنبهت علي صوت إبنتها تقول :
ماما مالك عممو ادهم بيكلمك  ؟
علمت أنه تنبه علي تمعنها به فعلت وجهها حمرة الخجل وقالت بحرج :
م...موافقة  بكل تأكيد   يعني امنا اشتقت ليها هي كمان  .
علا وجهه  إبتسامة رضا حين شاهد خجلها وأعجبه للغاية نظرتها تلك إليه مع أنه لم يفهم ما كان يدور برأسها ثم أجابها قائلا بمكر :
وهي كمان  إشتاقت ليكي  ومش لوحدها الكل  يا عزيزتي .
كان خالد يتابع ما يحدث ونظر إلي أخته ولأول مرة يجدها لا تعرف كيف ترد علي أحد فقال هامسا  ببسمة :
وأخيرا شفت حد قدر عليكي يا ....
ثم اكمل بخبث :
-عزيزتي !!! .
   بينما فاتن تحضر حقيبتها إذ فتح الباب فجأة وصوت جنات  المرتفع الأقرب إلي الصراخ يقول :

#الارغو
#هيام_عرفة

وروني بقه التفاعل متبقاش مشاهدات
كتير  وتعليقات حبة ثغنين كدة 🥺
وروني كرمكم بقه😍😍

الارغو (ورست سفينتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن