الجزء الثامن عشر

377 11 1
                                    

ولم يتبقي سوي فاتن وأدهم وفريال التي  تعلقت بذراع أدهم وقالت باكية :
أدهم أنت فعلا هتسيبني , نسيت وعدك ليا وأننا لبعض و ..
أزاح يديها من علي ذراعيه بقوة وقال :
فوقي شوية يا فريال  انتي عندي زيك زي  رقية اختي والوعد اللي بتتكلمي عنه ده كلام عيال بهزر بيه معاكم , ياربي انتي مصدقة نفسك ده انتي كنتي 13 سنة يا بنتي .
تعلقت بذراعه ثانية وقالت من بين دموعها المنسكبة :
علاقتنا كان كويسة جدا يا ادهم ايه اللي جد دلوقتي  .
أبعد ذراعيه قبل أن تلمسها وقال بصرامة :
دي غلطتي اني موقفتكيش عند حدك وقلت اكيد هتفهم لوحدها لكن واضح انك كل ما بتكبري عقلك بيصغر وانا عمري ما صدر مني اي فعل يدل علي موافقتي   .
أشاحت ببصرها في ألم ليقع علي فاتن وما أن رأتها حتي كشرت عن أنيابها وقالت بحقد غاضب :
ده كله بسببك أنتي , لولا ظهورك  كان زمان كل حياتي ماشية زي ما خططت  .
أمام غضبها هذا تراجعت فاتن لتتفادي إنقضاضة فريال عليها  وهمت بإنقضاضة ثانية ولكن أدهم لم يمهلها فقد أمسك بيديها بقوة ثم ساقها أمامه حتي أخرجها من باب الفيلا وفاتن تلحق به تترجاه أن يتركها ولكنه لم يأبه لتوسلات أيا منهما  , وما أن تجاوز باب الفيلا حتي تركها وهو يدفعها قائلا بغضب :
انتي  تجاوزتي حدودك  قوي يا فريال ولولا أني أعمل حساب  اتربيتنا  مع بعض كان ومان  ليا تصرف تاني خالص , متخلنيش اشوفك لفترة  لحد اما  أقرر أنا  امتي  , ودلوقتي يلا مع السلامة   .
ولم يمهلها للرد بل أغلق البوابة وعاد أدراجه  وأمر  فاتن باللحاق به علي الفور لم تجد بدا من الإنصياع له  وألقت نظرة أخيرة علي فريال التي كانت ترمقها بنظرات حاقدة كلها وعيد  , سارت خلفه وهي نادمة علي المجيئ فمنذ جاءت ولم تفعل أي شيئ مما جائت لأجله لم تجلس مع الفتيات أو حتي تهنئهم علي شفاء رامز تنبهت بأنهما لم يسلكا طرق الذهاب للفيلا بل للحديقة الخلفية فقالت معتذرة وهي تعود أدراجها :
اسفة  ما انتبهتش ان حضرتك جاي هنا كنت بحسبك هترجع للحفلة علشان كدة مشت ورا حضرتك بدون تركيز .
أوقفها قائلا :
استني عايزك في موضوع مهم ؟
حافظت علي مسافة بينهما ثم قالت متسائلة :
خير اتفضل .
لاحظ بعد المسافة بينهما وقلبه يطرب لها  بسبب أفعالها تلك فهي من  صنف نادر الوجود إستند علي حائط  موجود بالحديقة وقال لها مباشرة :
فاتن  , عايز اتجوزك قلتي ايه  ؟
ذهلت فاتن وكأن  صاعقة من السماء أصابتها فلم تكن تتخيل أنه قد يعرض عليها أحد هذا يوما من الأيام ناهيك عنم هذا الشخص علي وجه الخصوص فقد كانت معاملته له دائما تحيرها فتارة لا نفك عن قول الكلمات الجارحة لها وتارة أخري يساعدها ويحميها ولكنها رجحت أن هذا من قبيل الشفقة ليس لسبب أخر , وحين طال بها الرد قال لها :
واضح اني موفقتش في طريقة عرضي , انا اقصد نتظاهر بالخطوبة واضح كدة ان جدتي اعجبت بيكي ف حين  انها كرهت فريال , وبما ان فريال معدتش متاحة للدور ده  وده طبعا من حسن حظي فريال من النوع الطماع فكانت هتتطلع لاكتر من تظاهر وده شيئ غير متوفر عندي , انا مسألة الجواز دي منتهية بالنسبة ليا  وقبل ما مخك يروح لبعيد  انا لا معقد ولا كاره الجواز بسبب واحدة خاينة ولا جو الروايات ده , لا انا مش عايز مكتفي بحياتي واهلي حواليا  , جدتي مصرة وانا عايز افرح قلبها ولو لشوية صغيرين  .
فهمت فاتن ما يرمي إليه فعادت إليها رباطة جأشها وقالت :
حتي ولو بالكذب ؟  مش هتحس  بضميرك بيوجعك لانك بتغشها ؟
قال لها وهو ينهض ليوليها ظهره :
من هعتبره كذب , نقدر نقول انه ادخال السرور علي قلبها ؟
قالت له منهية النقاش :
اولا  عزمك علي عدم الزواج  ده  شيئ خاطئ  واللي  سبقك  بالأمر ده دلوقتي   يرثي لحاله للخطأ الفادح الذي عمله بنفسه  , وأنا مش  هشارك في خديعة حد .
سكت أدهم لبرهة ثم قال والاسي يعلو صوته :
جدتي  بعد  ستة أشهر مش هتكون بينا  , أرجوكِ يا فاتن  خليني اسعدها قبل ما ...
توقف عن قول تلك الكلمة وأبتلع ريقه ثم أكمل :
خليها تكون مرتاحة البال من ناحيتي وهحققلك كل اللي نفسك فيه بيت وعمل خاص بيكي  وعربية , مش هخليكي محتاجة لحد ... قلتي ايه ؟
شعرت فاتن بالشفقة تجاه المرأة العجوز ولكنها لن تشارك في خداع ولكن عقلها يحثها علي الموافقة فهاهي الفرصة التي كانت تنتظرها للهروب من المكان الذي يجمعها مع من تسبب في دمار حياتها لاحظ ترددها فأيقظ هذا الأمل في نفسه فقال وهو يغادر المكان :
مش عايز الرد دلوقتي , عندك مهلة لاخر الاسبوع يلا ندخل دلوقتي   اكيد مستنينا .
صعدت فاتن لغرفة نور وسمعت صوتها هي ودنيا تتضاحكان فعلا وجهها إبتسامة  هادئة وطرقت الباب ودخلت وما أن رأياها حتي أسرعتا في التعلق بها إنحن فاتن لتحتضنهما  ثم مالبتث وإندمجت في اللعب معهما  ونسيت ما حدث بالأسفل   أو هكذا تخيلت , بعد إنتهاء الحفل أرادت الجدة من فاتن أن تجلس معها أكثر ولكنها تحججت لذهاب فلم تجد السيدة بدا سوي الموافقة علي وعد بأن تزورها فاتن في القريب العاجل .
لم تتمكن فاتن من النوم تلك  الليلة وظل عقلها يفكر وبينما هي كذلك سمعت صوت والدها يتحدث مع شخص ما والصوت بدأ يعلو واتضح لها أنه يتحدث مع أخيها خالد وسمعته يقول لوالده في غضب :
مش مكفيك يا بابا  جوازة واحدة عايز ترميها تاني في جهنم , حرام عليك خاف من ربنا هتتحاسب والله بذنبها , انا مش عارف هتقول لربنا ايه عن الاانة اللي كلفك بيها  .
صاح به والده وهو يقول بغضب :
اتكلم معايا بادب يا ولا , انا ما عملتش حاجة غلط جوزتها لابن عمها علشان يصونها ويحميها  .
اصدر خالد صوتا هزئا مريرا وقال :
يصونها ويحميها ؟  لمعلوماتك بس يا حاج فاتم عمرها ما عرفت معني الكلمتين دول من صغرها لا منك كأب ولا مني كأخوها ولا من جوزها , جوزها ده  اللي كان بيضربها ليل ونهار  مدمن المخدرات منعدم الرجولة , اللي لولا فاتن بنت محترمة ومتدينة كان زمانه حولها لبنت ليل , كل ده وتقولي مغلطتش ده أنته فشلت في الاختيار من غلط بس !
وهنا لم يتحمل الأب كلمات  إبنه فلطمه لطمة قوية سمعتها فاتن  التي كانت تكتم شهقاتها من حديث أخيها الذي أثار في نفسها ألام الماضي  , الماضي الذي لازالت أشباحه تطاردها إلي الأن وتناهي لها صوت أخيها يقول بغضب هادئ :
   انا عارف ان مواجهة الأخطاء صعبة  لكن يكون في علمك  لو صممت علي جواز فاتن من الكلب ده ودني لهقتله قدام عينك  أنته وأبوه ومش هسمح تاني ان فاتن تتظلم حتي لو كان التمن حياتي هضحي بيها  ولا هيهمني حد .
ثم غادر وهو يقول بتوعد :
وده كلامي الأخير  .
عادت فاتن إلي سريرها وإلتقطت هاتفها وبعثت برسالة إلي أحدهم ومسحت عينيها ونامت وهي تدعوا الله ألا يضيعها وهنا إستكان قلبها وأطمئن لتذهب في سبات عميق علي الفور .
ظل أدهم جالسا بغرفة مكتبه يفكر بحديثه مع فاتن وتسائل لما كذب عليها بشأن  جدته  وايهامه لها بان جدته مريضة  ليضطرها لقبول الارتباط المزيف ذاك ولم يجد تفسير لسر تلك السعادة التي سيطرت عليه حين رأي جدته ونظرة الأعجاب الواضحة في عينيها  وهي تتطلع إلي فاتن ومع ذكر أسمها ارتفع رنين هاتفه يعلن عن إستقبال رسالة فأخرجه  ليجد كلمة واحدة  *موافقة * 
أغلق عينيه  وابتسم برضي  وتمتم قائلا :
وبدأت اللعبة , وهتكوني  ليا , أوعدك يا فاتنتي⁦❤️⁩⁦❤️⁩
إستيقظت فاتن علي صوت طرقات خفيفة علي الباب وكأن الطارق خشي من لمس الباب فقالت علي الفور :
أدخلي ياماما .
دلفت والدتها وقالت وهي تضغط علي يديها بتوتر :
تعالي يا بنتي ابوك عايزك تحت .
نظرت فاتن بأسي :
خير يا ماما فيه حاجة ؟
تلعثمت وقالت وهي تتحاشي النظر في عينيها  :
ه...هو هيقولك  .
قالتها ثم أسرعت للخارج وكأن هناك شبح يطاردها , نهضت فاتن من فراشها وهي تتمتم بدعاء الله أن يفرج ما بها من هم  بدلت ثيابها علي عجل وخرجت لوالدها  الذي قال ما أن رأها :
صباح الخير يا بنتي , تعالي  عايزك فيه حاجة هتفرحك !
لم تتفوه ببنت شفة  وظلت صامتة هادئة ولكن  في داخلها بركان يكاد ينفجر ولا تدري كيف ستوقفه أمام والدها الذي لم ينتبه علي شيئ من ذلك فقد كان فرحا بالخبر الذي سيطلعها عليه إذ قال لها :
عمك  يا فاتن جالي امبارح هو وابنه سيد اعتذارولي علي الحصل منهم وطالبين مسامحتك وعلشان يثبتوا حسن نيتهم  ابن عمك   قالي انه هيكتبلك الشقة   اللي كنت فيها في البيت بتعهم و...
قاطعته وهي تحاول السيطرة علي أعصابها  لكي لا تؤذي والدها بكلمة وقالت :
الشقة اللي هي من حقي في الاصل وهما سرقوها مني   .
عبس والدها  قائلا :
يا بنتي متبصيش للامر من الناحة دي هما اصلا عمرهم ما عملوا كدة لحد غيرك علشان تعرفي غلاوتك عندهم .
قالت ساخرة :
علشان الامر كله ولا هيفرق معاهم الورقة اللي هيكتبوها دي ولا ليها اي لازمة لان البيت كله باسم عمي  يعني ميحقش لحد غيره يكتب او يبيع حاجة وطبعا بديهي جدا انه مافيش توكيل من عمي لابنه انته عارفه طبعا اكتر مني ما بيثقش في حد ... يعني بالمختصر مافيش شقة الامر كما هو عليه .
صاح بها والدها وقد أثاره حديثها :
انتي عايزة ايه بالظبط  ؟ الشقة وهتكون ليكِي  وبناتك هتفضل معاكي  وقبل ده كله راجل هيتجوزك تعتمدي عليه  ...
وهنا فتح باب الغرفة ليقف أخيها علي عتبته والغضب يشتعل في عينيه ويقول بغضب :
يعني انته لسه مصر علي دبحها , طيب  وديني وما اعبد يابا انا ماهخلي حد يلسمها بسوء طول ما انا عايش ويانا يابن اخوك .
صاح والده يقول بثورة :
لو كنت بتفكر في مصلحة  اختك  صحيح كنت وافقت  ,  قولي ميين هيرضي يتجوز اختك ومعاها عيلة ما هو يا راجل عجوز يا اما واحد عنده عيال ياخدها خدامة ليهم يا  ...
قاطعته فاتن لتقول :
  ومين قالك يا بابا اصلا اني عايزة اتجوز  مسألتش نفسك السؤال ده .
زفر والدها وقال وعيناه  تلمع  مهددة بدموعها :
يا بنتي انا اب عايز اطمن عليكي اني هسيبك مع اللي يخلي باله منك .
قالت له متسائلة :
ويعني ولاد عمي دول انته هتطمن عليا معاهم يا بابابا ؟ تفتكر انت نفسك مقتنع باللي بتقوله ؟
نكس الرجل رأسه لا يجد ما يقول فإقتربت منه فاتن ورفعت راسه لاعلي  وقالت مبتسمة :
اطمن يا راجل يا طيب في واحد متقدملي وموافق بيا مع كل عيوبي اللي انته شايفها من وجههة نظرك   انسان فعلا هتطمن عليا معاه .
إلتفت الإثنان إليها والتعجب يكسوا ملامحهم وأكملت قائلة بإبتسامة هادئة :
وكمان مش  عجوز  ولا هياخدني خدامة لاهله وعياله لا  ده  بل شاب , راجل  يعتمد عليه زي ما انته عاوز بالظبط .
  أمسكها أخيها من كتفيها  وصاح بها بفرحة وقال :
فاتن انتي بتتكلمي جد  ؟ مين هو ؟
وضعت يديها علي يده الممسكة بكتفها وقالت  :
استاذ أدهم  , طلب  ايدي امبارح وأنا وافقت .
ثم نظرت لوالدها وقالت  بعينين تحمل الكثير من المشاعر المختلفة :
ده بعد موافقتك  يابابا  بكل تأكيد .
قال والدها بدهشة واستعار جملة ابنه  :
انتي بتتتكلمي جد ؟
قالت بإقتضاب :
ايوة ومنتظر ردك علشان يجي هو وعائلته !
تهلل وجه والدها ودخلت والدتها وهي تطلق الزعاريد بسعادة قائلة :
الحمد لله يا بنتي ربنا عوض صبرك خير  .
إحتضنتها ولمحت فاتن  أحمرار عيني أخيها والدموع تكاد تنفلت منها وهو ينظر إليها باسما  لتعانقه  وهمست بإذنه قائلة :
عمرك ما هتتخيل مقدار سعادتي   وانته بتدافع عني ومهتم بيا وخايف عليا حسيت فعلا ان ليا ضهر لكن ...
ثم بعدته عنها وأمسكت بكتفيه وأكملت :
طريقة كلامك مع بابا  ما تنفعش ابدا ابدا يا خالد فين ولا تقل لهما أف روح لبابا واستسمحه وراضيه. يلا روح راضيه  !
قال لها بغضب :
يا فاتن  بابا هو السبب في  كل اللي حصلك في حياتك ساب لاخوه الحبل علي الغارب وسايبه يتحكم في حياتنا , بابا اهمل امانته وواحبة ناحيتنا وده مايرضيش ربنا .
قالت له بحزم :
ومع ذلك لا يجوز ليك  انك تتكام معاه  بالطريقة دي    بر الوالدين مالوش  شروط   فحتي  لو قصر هو في واجبه نحيتنا , حسابه عند ربه ومش احنا اللي هنحاسبه بابا طيب ما يدركش مكر عمك ولا لؤم عياله , بكرة تبقي اب وتحس بيه , انا عارفة ان بابا غلطان في تصرفاته وانه كان يجب عليه  انه يختار صح بس هتعمل ايه اللي حصل حصل والحمد لله الامر انتهي علي افضل حال 
طأطأ رأسه ثم توجه لوالده  , دمعت عيني فاتن حين رأت والدها وهو يعانق أخاها لم يخرجها من شرودها سوي رنين هاتفها لتجده أدهم  شعرت بالإضطراب  فإنسلت من بينهم لتعود إلي غرفتها  وأجابته قائلة :
أ...أيوة يا استاذ  أدهم ؟
أتاها صوته المليئ بالثقة وهو يقول :
انا شايف استاذ دي مالهاش لازمة خالص احنا علاقتنا اتغيرت دلوقتي تماما مش كدة ولا ايه يا ... خطيبتي ال ..
كادت تفلت منه الجميلة ولكنه لم يكملها لم تنبس فاتن بكلمة واحدة فبسبب  كلماته تلك عقد الخجل لسانها ولم تتمكن من التفوه بكلمة زادت إبتسامته لذلك فصوت تنفسها العالي ينبئه بإضطرابها ولمعرفته بها فهي خجلي من إجابت كلماته  فأكمل قائلا :
من باب الفضول عايز اعرف غيرتي رأيك ليه  ؟
أتاه صوتها مليئ بالأسي وهي تقول :
عمي رجع تاني لالاعيبه هو وابنه وجه لبابا علشان يأثر عليه انه يوافق علي جوازي من سيد وفعلا بابا مكدبش خبر وكلمني علشان يقنعني اوافق  و..
سمعت صوت إرتطامِ قوي فصاحت بقلق :
ألو .. استاذ ادهم انته كويس ايه الصوت ده  ؟
كان أدهم يحمل في يديه كوب كبيرا وحين أخبرته بموافقة والدها علي زواجها من ابن عمها لم يتمالك نفسه من الغضب وألقي بالكوب علي مرأة كبيرة فتهشمت وسقطت لتصدر صوتها عاليا أفزع فاتن ولازالت تصيح به حتي تمالك نفسه وأجابها قائلا بصوت حاول أن يجعله هادئا :
مافيش حاجة كملي وبعدين  ؟
لم تطمئن فالصوت كان مرتفعا  ولكن لم تسئله ثانية فعلي ما يبدو أنه لا يريد إخبارها بما حدث فأجابت سؤاله قائلة :
قلتله انك  اتقدمتلي ومنتظر رده  .
فإبتلع ريقه وقال بتوتر :
وايه  رد فعله ؟
تبسمت قائلة :
قلبه طار من الفرح طبعا ومش هو لوحده كلهم كان فرحانين جدا لما قولتلهم .
علت البسمة شفتيه وعاد إليه هدوءه وشعر بالأطمئنان  ثم  قال بخبث :
كلهم كلهم ..ز يعني بما فيهم انتي  ؟
لم تجبه بشيئ وعلت حمرة الخجل خديها ثم قالت بسرعة :
ب..بابا. . بينادي عليا عن اذنك
ولم تنتظر حتي تستمع لرده بل أغلقت علي الفور  .

أجتمع الأهل والأصدقاء في بيت والد فاتن وتعالت الضحكات أحتفالا بخطبة فاتن  علي أدهم الذي حول  منطقة سكنها إلي مدينة أنوار  فقد أمر أن تعلق الأنوار في جميع أنحاء المنطقة بأكملها وفرشت الأرض بالرمال الملونة ووزع علي الجميع مأكولات وهدايا كثيرة كانت فاتن في غرفتها مع صديقاتها يجهزنها  لا تصدق كل ما يحدث  وعادت بذاكرتها ليومين ماضيين فما أن أغلقت فاتن الهاتف حتي وجدت أدهم وجدته عندهم يطلبون يديها من والدها الذي وافق من فوره  وحددوا الخطبة في اليوم التالي , نظرت فاتن لنفسها في المرأة وتحسست ذلك الفستان الجميل الذي أرسله إليها أدهم مع عدة فساتين لتختار منهم ما يناسبها كانت سعيدة للغاية ولكنها تمنت لو كان حقا يملك تجاهها شعوريا حقيقيا , تنبهت علي يد تلمس كتفيها فإلتفتت لتجد صديقتها جنات تقول بقلق :
مابكِ يا فاتن ,  مكشرة ليه  ؟
إبتسمت فاتن قائلة :
لا ابدا فتكرت حاجة كدة  ؟
فقالت جنات وهي تحتضن فاتن من الخلف وتلصق خديها علي خد فاتن :
النهاردة يومك وفرحك  , انتي يا حبيبتي اي حاجة تعكر فرحتك وسعادتك فاهمة  .
فقالت مازحة :
ايوة يا فندم حاضر !
ضحكتا هما الإثنتان  وسمعتا صوت والدة فاتن  عند باب الغرفة  تقول بفرحة :
يلا يا بنتي العريس جه هو وعيلته ومستنينك يا عمري يلا بسرعة .
بالرغم من أن الأمر مزيف أو هكذا أدعي ادهم إلا أنه لم يستطع ان يكتم سعادته عند رؤية فاتن وهي ترتدي ذلك الفستان البسيط الذي زادته هي جمالا وحُسنا بخجلها وحيائها , شعر وكأنه قد ملك الدنيا حين رأي  خاتمه يزين يديها بعدما البستها إياه أخته فلم تسمح له بلمسها  وهذا ما زادها قيمة في قلبه  وحين رأي فرحة جدته وأخته لمرأي فاتن عزم علي جعلها  زوجته في القريب العاجل وهمس قائلا وهو يرمق إبتسامتها الخجولة  :
ما أجملكِ يا فاتنتي بحيائك هذا , أقسم أن تكوني زوجتي يا جميلتي وسيظل خاتمي بيديك حتي يفرقنا الموت ( كدة اجمل ) .
وفجأة قفزت دنيا علي أدهم وصاحت بسعادة غامرة :
يعني انته خلاص من النهاردة هتبقي بابابا , ومحدش هيعايرني تاني اني معانديش اب , بابا  ادهم هو احسن تب في الدنيا كلها و...
بترت عبارتها وأختفت البسمة  من وجه الجميع حين إقتحم عمها عبد الجبار وابنه سيد المكان وصاح الاول هادرا :
ابوكي سليم يا بنت فاتن   .
ثم إلتفت إلي فاتن  صارخا :....
#الارغو
#ورست_سفينتي
#هيام_عرفة
قراءة ممتعة
فصل كيوت أهو  😉                

#الارغو
#ورست_سفينتي
#هيام_عرفة

الارغو (ورست سفينتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن