الجزء الخامس والسادس والعشرون

399 10 5
                                    


نهضت فاتن في اليوم التالي وتشعر وكأنها تعرضت لضرب مبرح الالام تنشر في جسدها بأكمله  قامت بأخذ حماما بارد علها تفيق مما بها وعندما انتهت منه صلت ضحاها ومن ثم توجهت الي خازنة الاملابس خاصتها توقفت عند حقيبة يد نسائية تحسستها وكأنها تخشي لمسها   فتحتها واخذت تعبث بمحتوياتها ثم التقطت قصاصة  صغيرة فتحتها وفجأة وجدت الباب يفتح علي مصراعيه  افزعها فوجدت سعاد امامها فقامت فاتن علي الفور بوضع الورقة في الحقيبة ودفعتها باهمال في  خزينة الملابس علي الفور وقالت بحدة :
انتي ازاي تدخلي كدة من غير ما تخبطي علي الباب ؟
ضاقت سعاد بعيناها وقلبتها بين سعاد والخزينة ثم  قالت بغموض :
وانتي مالك اتخضيتي كدة ولا انتيي كنت بتعملي حاجة مش عايزة حد يشوفها .
تأففت فاتن وقالت بنزق :
ياربي مش هنخلص بقه من التحقيقات دي .
التفتت سعاد  وقالت وهي تلقي نظرة اخيرة علي الخزينة :
تعالي علشان منتظرين جلالتك تحت .
قالت فاتن :
طيب اتفضلي انتي وانا هحصلك .
لم  ترد سعاد بشيئ وما أن خرجت حتي عزمت في نفسها علي شيئ ما .
نزلت فاتن بعد  قليل فوجدتهم جميعا بإنتظارها  أول من لاحظ قدومها هو زهير فظهرت ابتسامة مضيئة علي وجه وسعد أكثر حين وجد وجهها وقد اصبح أفضلل حالا من الأمس وسمع ابنه يقول بفرحة :
ماما جميلة خضتينا عليكي امبارح .
قالت فاتن بخجل :
انا اسفة ضيعت عليكم فرحة الدبايح لقدوم رمضان .
قال الجد بسعادة :
ولا يهمك يا بنتي فداكي اي حاجة المهم تكوني بخير .
هزت رأسها امتنانا  وتوجهت للمقعد المعتاد لها ولكن زهير اوقفها وقال لها بنبرة لا تحتمل النقاش :
لا مكانك هنا .
واشار ال المقعد الذي علي يمينه فاصبح زين علي يساره وهي علي يمينه فضاقت حدقتي الجد وابتسم بخبث علي حفيده وكره فقالت فاتن بتردد :
ل..لكن ده مكان .. والدة زين ..الله يرحمها .
نهض زين والسعادة تملئه وجذبها لتجلس عليه وقال وهو يجلسها بيديه الأثنين علي كتفها حتي جلست:
ودلوقتي بقه مكانك انتي يلا بقه أنا جوعت .
قالت والدة زهير وهي تدور بعينها :
أومال فين سعاد قالت هتروح تغسل ايديها من ربع ساعة ومجتش لحد دلوقت هي  مستنية الصابون من المصنع ولا ايه .
ضحك زين ودنيا وقال زين :
حلوة يا تيتة هههههههه .
عقد فاتن حاجبيها  وتسائلت لما ادعت سعاد انهم ارسلوها اليها فإستعاذت بالله منها ومن مكائدها , أما عند سعاد فما أن شاهدت فاتن تخرج من الغرفة حتي اسعرت ودخلت  مغللقة الباب خلفها ثم توجهت الي الخزانة واخذت الحقيبة واخذت تعبث  بها وهي تقول :
انا واثقة ان وراكي حاجة وأنا لازم اكشفها .
  صعقت حين وجدت البطاقة الأتمانية وقالت بخبث :
الله الله جبتيها منين دي بقه يا ست الشيخة جربوعه زيك يبقي معاها بطاقة ائتمان  يبقي ده مالوش غير معني واحد أكيد اخداها من حد من اللي تعرفهم وجاية تعمل عليا العفيفة .
اخذت البطاقة ثم  عادت للبحث علها تجد شيئ أخر فوجدت قصاصة صغيرة  مهترئة الي حد ما ففتحها بحذر لتجد فيها رقم هاتف بأسم عم عبدو   فأخرجت هاتفها وادخلت الارقام به بلهفة وانتفضت بإنتصار حين أتاها صوت رجل فقالت علي الفور :
ازيك يا عم عبدو .
قال الرجل بعجب :
الحمد لله مين معايا ؟
فقالت له بكذب :
أنا جميلة .
ضحك الرجل وهو يقول :
طيب يا بنتي ربنا يزيدك كمان وكمان .
فقالت بتأفف :
لا اسمي جميلة .
فقال الرجل مفكرا :
جميلة مين , أنا معرفش حد بالاسم ده .
عبست قليلا ثم قال مغيرة الخطة :
ما هو حضرتك متعرفنيش أنا لاقيت التليفون ده شكله واقع من حد  ولقيت رقم حضرتك فيه فاتصلت علشان ارجعه  لحضرتك علشان انته تديه لصاحبه .
فقال عم عبدو متفهما :
طيب يابنتي انا موجود في  المحطة علي طول .
فقالت متسائلة وهي فرحة انها وصلت لاول الخيط  :
محطة ايه ؟
فقال بتلقائية :
محظة القطر بتاعة محرم بيه
فعلمت ان العنوان في الاسكندرية فقالت علي الفور :
انا في الشغل بتاعي دلوقت لما اخلص هاجي لحضرتك علي طول .
اغلقت الهاتف وهي تكاد تطير من السعادة لانهاستتمكن من كشف حقيقة فاتن  .
نزلت سعاد وهي مبتسمة فقال زين هازئاً:
ربنا يستر بقلق قوي من ضحكتك دي يا طنط سعاد .
ضغط علي حروف طنط لمعرفته بأنها تزعجها ولكنها لم تعلق كالعادة   ولو  بكلمة واحدة  وقال بلهفة :
يا جدي انا هنزل مصر  ضروري .
قال الجد متعجبا :
وايه اللي جد فجأة كدة يابنتي علي تنزليله بالسرعة دي .
فقالت وهي لا تكاد تقف من الشوق للمغادرة :
معلش حاجة ضرورية قوي خاصة بماما .
هزرأسه مستسلما وقال :
طيب يا بنتي ابقي طمنينا لما توصلي  , زوربنا يوفقك في اللي رايحاله .
قالت وهي ترمق فاتن بشماتة :
ادعيلي انته بس وان شاء الله هنول اللي في بالي يا جدو .
ثم استأذنت وغادرت سريعا مما جعل الجد يميل علي زهير قائلا :
ربنا يستر يا زهير باين ابنك معاه حق وكلها بتخطط لمصيبة لحد .
قبل ان  يرد زهير نهضت  معتذرة وقالت :
انا اكلت الحمد لله هستأذنكم هروح اتمشي شوية علي الشاطئ لو احتجتوني هتلاقوني هناك .
ثم نظرت لدنيا وزين وقالت :
يعني  لو عايزني بس   فاهمين .
تعلقت عيني زهير كالصقر تجاه فاتن وهي ترحل بعدما أذن لها الجد  وقال متوعدًا:
قسما بربي يا جدي لو فكرت تأذي جميلة  لهتكون نهايتها علي ايدي انا .
قال الجد بخبث :
ومين قالك اني أقصدها ... والله القلب حاسس .
نظر له زهير فأكمل الجد بجدية :
متترددش يا بن فهمي  بدل ما حد يجي ويخطفها منك او هو فعلا فيه حد يعني الفعل مضارع مش مستقبل .
حمم بركانية كادت تخرج من عيني زهير وقال بنبرة  جليدية :
لسه ما تولدش (لم يولد) اللي ياخد حاجة بتنتمي ليا يا جدي .
رفع الجد حاجبه بسخرية وقال :
لسه يازهير مانتمتش ليك يا غالي .... لكن بسهولة تكون اتقدم وخد خطوة يا بني انته رايدها وابنك كمان يبقي ابه اللي مانعك فهمني !
زفر متأففاً وقال :
حجات كتير يا جدي .. عايزها تثق فيا تجي وتحكيلي بنفسها همومها مش هفاتحها الا لما احس منها بده , غير كدة مش هينفع .
قالها ثم نهض م غادرا بدون قول  شيئ , تابعه الجد وقال غير عابئ :
بالك مطمن يابن فهمي لانها قدامك ومفيش حوالها غيرك , طيب تمام انته اللي جبته لنفسك .. صد بقه علي اللي جالي .
نهض وهو يخرج الهاتف من جيبه وحدث احدهم قائلا :
ابدأ  في اللي قلتلك عليه شكله مش هيجي غير بكدة .
صمت قليلا يسمع الطرف الاخر ثم قال :
متقلقش انا معاك , اتوكل علي الله انته هي رايحه الشط ... سلام .
توجهت فاتن للشاطئ حيث  ملجئها  لراحتها النفسة فطوال الاشهر الماضية كان هو صديقها الصدوق تحدثه فيجيبها تستمع لهمساته جلست علي صخرتها المفضلة  واخذت نفسا عميقا  تنعش به رئتها ثم اخرجته ببطئ وعادت الي ذكري اول يوم لها في تلك المدينة الساحرة التي انستها هموها وشقائها ........
*واخيراااااااااا ووصلنا , القعدة كانت متعبة قوي *
نطقت دنيا بتلك الكلمات متأففة  من فترة الجلوس الطويلة فعبث فاتن بشعر صغيرتها وقالت باسمة :
ده علي اساس انك مش كل خمس دقايق تقومي وتجري في رايحه جاية في القطر .
ضحكت دنيا وقالت بطفولة :
ماهو يا ماما اول مرة اشوف القطر  ده ركوبه متعة قوي بس طولنا فيه كتير , صح ياماما احنا فين هنا .
اخذت فاتن يد ابنتها وقالت وهي ترحل مغادرة المحطة :
هقولك كل حاجة يا حبيبتي بس لما نلاقي مكان نرتاح فيه .
توجهت فاتن  الي عدة فنادق ولكن كان الرد واحد انها مغلقة الان ولا احد يمكنه تاجير شيئ لها بسبب الظهور المفاجئ لذلك المرض المتشر  حول العالم  واغلقت المدارس من اسبوع بسببها وكان هذا اكثر ما ساعد فاتن علي الهروب ان ابنتها لن تحتاج لارتياد المدرسة في الوقت الحالي  .
تعبت فاتن ومعها ابنتها وشردت بذهنها ولم تنتبه الي اين تذهب حتي ادتها قدماها لمكان مليئ بأشجار التين وتنبهت علي صوتها ابنتها المرهق :
ماما رجلي وجعتني خلينا نقعد شوي هنا .
تلفتت فان حولها لتجد نفسها وحيدة في مكان لا يشاركها فيها احد سوي ابنتها فلامت نفسها كثيرًا وعندما قررت العودة نظرت لابنتها في اشفاق ثم قالت معتذرة :
انا اسفة يا دنيا  سرحت في التفكير وماخدتش بالي يا حبيبتي , تعالي نرتاح هنا وبعدين نرجع  .
فقالت دنا علي الفور :
ماما ممكن اخد واحدة تين من الشجر ده .
فهزت فاتن رأسها نفيا وقالت :
لا طبعا يا حبيبتي  حرام ده مش بتاعنا وصاحبه مش موجود علشان  يدينا منه او نشتري احنا منه , خدي  كلي الساندويتشات دي ومعاها العصير ده .
بدأت دنيا في تناول طعامها وبعدما انتهت قالت لها فاتن :
دنيا عايزة اقولك علي حاجة من النهاردة انا اسمي جميلة وعيلتنا كلها مش موجودة مافيش غيرنا بس .
فقالت دنيا :
طب مش كدة كذب يا ماما  !
فقالت فاتن :
لا يا روحي جميلة ده معني اسمي وكمان هو فيه حد معايا دلوقتي غيرك , يبقي مافيش من عيلتنا غيرنا احنا .
وبدأت فاتن تلقنها المعلومات التي تقولها اذا ما سألها أحد ما عنهم ,  وبعد ما انتهت فاتن اراحت ظهرها علي تلك الصخرة واخذت تلاحق ابنتها بعيناها وهي تركض هنا وهناك   بسعادة ,  وصاحت  دنيا بها قائلة وهي تركض تجاه والدتها :
ماما بصي الصخرة دي شكلها  جميل ازاي .
سمعت فاتن صوت  حوافر حصان يقترب فاختلع قلبها من مكانه وهي تشاهد ابنتها تركض وهي غير مرئية للفارس القادم فقد كانت بين الاشجار لايراها احد فنهضت فاتن وهي تصرخ بابنتها فزعة :
دنيا لاااااا ابعدي .
ودفعتها بعيدا لتخرج هي الاخري من خلف صخرتها  لتفاجئ الجواد وفارسه معا ليصهل الجواد رافعا قدميه للاعلي بثورة لكن  قد سيطر عليه  فارسه المغوار  ليهدأ الحصان بعد دقائق ويستكين  وما أن انتهي الفارس من السيطرة عليه وتدأته حتي سمع صوت  باكيا يقول :
ماما ... مالك ردي عليا  ... انتي ليه بتنزلي دم ماما انا خايفة بالله عليكي ردي .
لم تشعر  بذلك الطود الشامخ الذي وقف خلفها , فانحني  علي فاتن التي تعرقلت حين ارادت دفع ابنتها بعيدا لتصدم رأسها بحجر كبير  ,  ابعد  الحجاب عن رأسها فانسدل كالشلال بين اصابعه صدمه لوهلة ثم عاد لنفسه وعاين ذلك الفارس رأسها ثم قال بصوت هادئ لتلك الطفلة الفزعة :
متخافيش  الجرح صغير خالص هي بس ماما شكلها تعبانة فنامت شوية يا انسة ؟ اسمك ايه ؟
فقالت دنيا وهي تمسح دموعها بظاهر يدها :
اسمي دنيا .. هي ماما بجد نايمة , طيب ليه فيه دم ؟
فقال لها :
اسمك  جميل ,   بصي علشان ماما  اتخبطت في الحجرة الوحشة دي يلا بينا علشان نخلي الدكتور يشوفها تمام .
هزت رأسها موافقة وشاهدته  يعيد وضع حجابها ثم يحملها والدتها وقال وهو يقترب من جواده :
انا هطلع  الاول وهمد ايدي ليكي , حطي رجلك علي رجلي وانا هشدك  وتقعدي ورايا فهمتي يا انسة دنيا .
صعد علي فرسه واجلس فاتن امامه وما أن استقر بالجلزوس وهي بين ذراعيه اختلجت نباضته وشعر وكأن تيارا كهربائيا قد سري  في جسده باكمله فاضطرب قليلا  ليشعر به فرسه ليتحرك بقلق هو الاخر فابتعدت دنيا بقلق فتبسم لها ومد يديه اليها وقال مطمئنا اياها :
متقلقيش هاتي ايدك .
فعلت دنيا مثلما قال   وحين خطي الحصان باولي خطواته حتي تشبثت دنيا بذلك الفارس وقالت :
انا خايفة اوعي تجري ولا هخصامك والله .
قهقه من كلماتها ثم قال :
متخافيش مش هجري علشان ماما متصحاش .
بعد دقائق كانت دنيا قد نستا كل شيئ وصاحت به بفرحة :
هو الحصان ده مش بيعرف يجري ليه , خليه يجري .
فقال لها ضاحكا :
ما ترسيلك علي بر مش قلتي خايفة  .
فقالت وهي تحاوطه من خصره ( هايصة دنيا دي وربنا ادهم والفارس وزين اللهم لا حسد ) :
  اصل انته اكيد هتخلي بالك مني انا ماما  فهخاف ليه بقه .
لامست كلماتها شغاف قلبه واشعرته بسعادة غامضة فاجابها بلاوعي :
اكيد ا دنيا انتي وماما في عيوني يا حبيبتي
اقترب الفارس من  بوابه قصر كبير وما ان دلف اليه حتي  اتسعت له حدقتا دنيا وقال بفاه فارغ :
ماشاء الله لاقوة الا بالله هو ده بيتك  ده شبه  قصر الامراء اللي بشوفه في الكرتون الله ده جميل .
ارتفع حاجباه دهشة وقال لها :
جميل قوي الدعاء اللي قولتيه  ده يا دنيا .
فقالت باسمة :
ماما اللي عرفتهولي قالت ليا اي حاجة تعجبك قولي كدة .
نظر اللي النائمة بين يديه وقد كان يجاهد نفسها طوال الطريق علي الا ينظر اليها فطالعه وجهها  الذي اسر لبه وتمعن في  جماله وبياضه اعجبه للغاية اهدابها الثقيلة وتعجب من طولها وشك في انها  طبيعية
وانفها الشامخ الذي يدل علي الإباء وحين توجهت نظراته الي ما بعد ذلك ابعدها علي الفور خجلا من نفسه ومن تفكيره عليه أن يركز في همه الحالي  , كان قد اقترب من بوابة القصر فوجد مدبر المنزل ومساعديه (مش بحب خدم دي ) ينتظرونه  وكانوا يتطلعون  لفاتن وابنتها بدهشة وفضول فقال بغضب :
هتفضلوا تبصولي كتير ما حد فيكم يساعدني .
تحركوا علي الفور معتذرين وقال  احدهم وهو يريد ان يأخذ فاتن منه :
حمدالله علي السلامة يازهير بيه زين بيه تعبان قوي  علشان كدة كلمناك تجيلوه .
ابعد يديه عن فاتن  فلم يرد لأحد لمسها , وقال لها أن يلتقط هو دنيا ونزل هو بفاتن وقال وهو يصعد بها درجات القصر :
خلي الست جليلة  تسبقني علي الاوضة الغربية بسرعة  وانته ابعتلي  للدكتور اللي عند زين  علي الاوضة بسرعة .
كان يرقي السلم وقلبه ممزق النياط وهو يستمع لصرخات ولده الحبيب  وضع فاتن علي الفراش ووجدت  جليلة تدخل ومعها الطبيب الذيي عالجه زهير قائلا بخشونة :
شوفعا مالها بسرعة وحصلني علي اوضة زين .
ابتلع الرجل ريقه بصعوبة وشرع في معالجة فاتن  بدون تردد .
دلف زهير الي حجره ابنه الذي ما أن رأه حتي قال ببكاء :
بابا مش قادر استحمل بيوجعوني جامد النار كانت ارحم منهم .
نظر له زهير بعجز فقد تعرض ابنه منذ يومين  لحادثة حريق في غرفته ولولا عناية الله وان ابنه كان في الغرفة المجاورة والتي طالتها  القليل من النيران لكان غير موجود بينهم الأن فقد أذته النار في وجه بدرجة خفيفة وفي بطنه وفخذه كانت من الدرجة  الثانية  والتي تحتاج لرعاية حتي لا يزاد سوء كانت درجة حراراته لا تنخقض الا القليل القليل وتعجب من ألمعه هذا فقد جلب لها افضل الاطباء في البلاد وعين افضل طبيب في المدينة ليكون ممرضه الخاص  نظر للفتاة الوقفة والتوتر بدايا عليها :
أنا عايز اعرف هو ليه بيتألم كدة ليه  مش بتدوله مسكن .
زاغت ببصرها وقالت بتلعثم لم يفهم سببه :
أ.. أصله ضعيف و.. ولو اخد المسكن هيأثر عليه .
تنهد بقلة حيلة ثم اتجه الي فلذه كبده وقال ببسمة حزينة :
ايه يا بطل معلش استحمل انته قدها ... ومعلش كل اكلك كله علشان صحتك تبقي كويسة بلاش ترفضه زي كل مرة .
نظر زين لوالده وللفتاة التي خلفه وكاد ان يفتح فمه الا أن الطبيب دخل وقال علي الفور بإبتسامة سمجة  :
يا زين بيه الاتنسه اللي حضرتك جبتها هي بس عندها جرح بسيط انا خيطه وادتها مهدئ  وهتكون كويسة   .
هز  زهير رأسه متفهما ثم قال للطبيب  محذرا:
اتصرف في موضوع ألمه ده , وصدقني ده الافضل ليه وليك قبل منه .
  تابعه الطبيب ببصره هو والممرضة التي قالت بخوف :
بقولك ايه انا خايفة  الواد لو جراله حاجة هنروح في داهية احنا مش قد عيلة الزهيري انا مش فاهمة بس بتعذبوا ليه كدة  .
عبس وقال بتهديد :
بقولك  ياماما اللي اامرك بيه تعمليه وانتي ساكتة انتي اخده حقك وزيادة يخلي ضميرك ينام نينه هو ياحلوة .
عفست وجهها وقامت لتباشر قلة الانسانية خاصتها بمباركة ذلك الطبيب منعدم الضمير .
مرت الساعات وفاتن لاتدري بما يدور حولها نائمة في سلام كانت ترجوه وهي يقظة فتلمسته في نومهافأطالت النوم مما أشعر دنيا بالممل فتسللت من جانب والدتها وخرجت واغلقت الباب خلفها اخذت تحدق في المكان ثم  وجدت باب ملاصقا لغرفة والدتها و لم يكن مغلقا بل فيه فرجة بسيطة فشاهدت احدهم ينام علي سريره وملتف بشاشا علي وجهه فاقتربت منه وجالت ببصرها في الغرفة  وحينما لم تجد احدا اقتربت من الفراش فدمعت عيناها لما به ذلك ثنم وضعت يديها الصغيرة علي جبهته  وقالت بخفوت :
أذهب الباس رب الناس واشفه شفاء لا يغادر سقما .
واخذت تردد تلك الكلمات دونن أن تنتبه لزوجي العيون التي تطالعها بتعجب فزهير  اراد ان يطمئ علي ولده وتعجب حين رأ الفتاة تتسلل إلي غرفته وحين اقترب سمعها تقول  كلماته تلك التي اثلجت صدره فاطمئن عليه  وغادر تاركا اياه معها , أما زين فطالع بدهشة تلك الدمية التي انشقت عنها الأرض واخرجتها فقال لها متسائلا :
ايه اللي كنتي بتقوليه ده ؟
فاجابت بتلقائية :
ده دعاء ماما حفظتهولي اقوله لما اكون تعبانة .
فتبسم رغم ألمه وقال باريحيه :
ومين بقه ماما دي ؟
فقالت بزهو :
ف... اقصد جميلة ماما جميلة .

وظل يتحدثان حتي غفي زين لأول مرة بدون منوم ولم تسلم دنيا هي ايضا من سلطان النوم فغفاها هي الأخري  ونامت بجانبه .
استيقظت فاتن  علي صوت صراخ  لأحد ما فنهضت  بوجل  ووقفت علي قدميها فداهمها دوار قوي اظلمت له رؤيتها ولكنها قاومته بعدما عاد ذلك الأنين الي أذنيها فوضعت يديها علي راسها تتحسسه فلم تجد حجابها  حاولت عدة مرات ان تفتح عينيها علها تجده امامها واخيرا وجدته وضعته علي رأسها علي عجل والدوار لم يغادرها  فتحاملت علي نفسها وخرجت وهي تترنح يمنة ويسرة علي غير هدي تتبع فقط الصوت فتحت باباها ووجدت أن الصوت قادم من الغرفة المجاورة لها فدلفت وهي علي حالتها ولم تشعر باي ممن في الغرفة  والذين كانوا وكأن علي رؤسهم الطير دهشة  عن بارعة الجمال تلك صفر عمار لمرأها بينما دهش  شريف والجد وتسائلوا عمن هي  فلم يحلوا لغز دنيا بعد حتي دخلت  هي الاخري لتزداد حيرتهم .
أما هي فاقتربت من فراش زين واطالت النظر لتعي ما يحدث وتقلبه بعقلها ثم فجأة  فامسكت  بيد الطبيب وقالت بوهن :
أ...أنته ...بتعمل ايه .... مستحيل تكون د..دكتور
تلعثم الطبيب وقال بحدة مصطنعة :
وانتي بقه ان شاء الله الدكتورة .
تعلقت دنيا بذراع فاتن وقالت باكية :
ماما دول وحشين بيوجعوه قوي خليهم يسيبوه , عمو زهير وحش سايبهم يعذبوه .
اخذت فاتن نفسا ثم قالت بخفوت :
اب..عد عنه ..أنته حيوان مش بني .. ادم ليه ...بتعذبه .
دفعها بقوة حين سبته وهو يقول :
انا حيوان .. ايش عرفك انتي ياجهلة في اللي بعمله .
كان زهير يراقب ما يحدث وعيناه تجول بين الوجوه ولاحظ ارتباك  الطبيب وخوف الممرضة وحين دفعها الطبيب كان يداه قد التقطتها ومنعتها من السقوط علي الارض فتعلقت به وبدأ وعيها يتلاشي وقالت وهي تغمض عيناها :
ا..بعده...ده ...بيحا..ول.....يأ..ذيه....
قالتها واغلقت عيناها لظلام دامس , حملها  بذراعيه القويين ونظر للطبب والممرضة وقال :
حسابكم معايا بعدين .
ثم التفت إلي شريف وقال :
شريف خدهم علي الأسطبل ودورلي علي ممرضة بسرعة .
عبس جده وقال بغضب :
انته بتقول ايه يا زهير هتثق بكلام وحده مش عارفينها هي مين ولا منين وتكذب الدكتور اللي بقاله معانا سنتين .
نظر زهير لفاتن قليلا  واسترجع كلمات دنيا  وهي معه علي الفرس وحي رأها بغرفة ابنه  ثم قال بثقة :
ايوة  ياجدي واثق فيها ...... وجدا كمان
.......يتبع
الجزئين أهو يعني جالسة اكتر من خمس ساعات متواصلة اكتب لكم الفصلين 😭😭يعني
تعليقات 😍ولايكات متفجرة⁦❤️⁩ علشان اعالج العمود الفقري بيهم 😉
تابعو انجريدو هتعجبكم ايضا ❤️⁩⁦❤️⁩
#الارغو
#هيام_عرفة
#ورست_سفينتي

الارغو (ورست سفينتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن