#الجزء_الثامن
إتفقتا علي اللقاء فى اليوم التالي دقت جنات حرس الباب وهي متوترة فلا يزال أخر ذكري لها لم تخرج من ذاكرتها صراخ سالم بزوجته لمجيئ صديقتها جعلها لا تقترب ثانية من بيت صديقتها والتي كانت أقرب إليها من أختها لم تهدا إلا بعدما فتحت لها فاتن الباب وعلي وجهها إبتسامة مشرقة تعلقتا ببعضهما البعض وسكبت عينيهما العبرات لهذا اللقاء الذى لم يكن تتوقعه أيا منهما إبتعدت جنات وقالت وهي تمسح دموعها مازحة :
طيب نقفل الباب الاول بدل ما حد يبلغ عننا شرطة الأداب .
ضحكت فاتن وقالت وهي تغلقه :
معاكي حق , يلا تعالي .
لاحظت جنات ملابس فاتن السوداء فتسائلت بقلق :
ليه لابسة اسود يا فاتن ,ولاحظت ان كلهم تحت كدة برضه فيه ايه ؟
نظرت لها فاتن وقالت بتنهد :
تعالي ادخلي وهقولك كل حاجة .
كانت فاتن تقص علي جنات كل شيئ والاخيرة تتسع عينيها لهول ما تسمع وبعدما إنتهت فاتن من سرد قصتها قالت جنات والخوف يملؤها :
وانا كمان يافاتن قلبي حاسس ان الامر ده مش طبيعي , واكيد سالم هو اللي ورا الحادثة بتاعت اليخت دي !
هزت فاتن رأسها نفيها قائلة :
لا مش هو يا جنات اللي وراها هو الراجل الذى قابله هناك , سالم اللعبة اللي بيحركوها واللي الراجل نفذ بيها غايته.
زفرت جنات بحنق وقالت :
ده شيطان ش بني ادم تاعسك وهو عايش وهو ميت , انتي عارفة اللي بكره اكتر هو عمك ده هو ايه مابيخافش من ربنا , ناسي يوم الحساب وانه هيوقف بين يدي الله وهيتسال علي أكله لمال اليتيمة .
اجابت فاتن بسخرية :
بيخاف منه لكن بيحب الفلوس أكتر سيبك ربنا هو مطلع وشايف وشاهد وكفي به شهيدا . .
هزت جنات كتفيها بإستسلام وتسائلت :
ونعم بالله , طيب وانتي هتعملي ايه دلوقتي من اللي فهمته منك الراجل ده منع عنك المصروف وخزين البيت خلاص مش هيكمل معاكي لاخر الاسبوع , هدبري نفسك ازاى بس ؟ .
أجابتها قائلة بقلة حيلة :
مش عارفة جنات , والله ما عارفة اللهم دبر لي امري فاني لا احسن التدبير !
فتسألت جنات :
طيب ليه ماتروحيش تشتغلي عند الست دي الخواجاية اللي كنا شغالين عندها زمان ؟
فقالت فاتن وقد بدا الحنين علي وجهها :
ياريت ينفع بس دي رجعت لبلادها من سنين !
فجأة صرخت جنات جعلت فاتن تقفز من مكانها وصاحت بها قائلة وهي تضع يديها علي صدرها من الفزع :
بسم الله , فيه ايه يابنتي ركبك عفريت ولا ايه ؟
صرخت جنات قائلة بسرور :
عفريت مين يا بنتي ده العريت لو جه جمبي هيستعيذ , المهم انا وانا جاية عندك شفت اعلان مطلوب فيه مربية اطفال انا شقفت المواعيد من 12 الظهر لحد 8 بليل , ايه رايك ؟
قالت فاتن بعصبية :
ايه ؟ لا لا طبعا انتي عارفة دنيا بتخرج من المدرسة علي 5 مقدرش اسيبها لوحدها 3 ساعات مستحيل .
أجابتها جنات بلهفة :
يا ستي مافيش مشكلة تقعد معايا الحبة دول انتي عارفة انا وماما لوحدنا يعني مافيش قلق , وبعدين دي حاجة مؤقته لحد ماتشوفي هتعملي ايه في موضوع الميراث .
صمتت فاتن و لم تجب علي الفور فلم تمهلها جنات الفرصة لتفكر وأكملت قائلة :
يلا يا فاتن مش محتاجة تفكير دي شغلانة كويسة واتي محتاجالها , توكلي علي الله .
كانت جنات بالفعل عل حق فهي فرصة عظيمة لفاتن فتمتمت بإبتسامة مشرقة :
شكرلله , تمام ان شاء الله استخير واروح بكرة لو ليا نصيب اكيد هيحصل .
تنهدت جنات بإرتياح ثم ما لبثت ان تسائلت جنات بتردد :
و.. والدتك و اخخبارها ايه هو .وأخوكي خالد .
لاحظت فاتن احمرار وجه جنات فقالت مداعبة اياها :
هي وهو كويسين الحمدلله بنعمة وفضل بس انتي مش شامة حاجة ؟
شمشمت جنات ثم عقد حاجبيها وقالت نافية :
لا مش شامة حاجة !
فمالت عليها فاتن وقالت بمكر :
اصل انا شامة ريحت حاجة كدة بتحرق .
فتلعثمت جنات وقالت بحرج :
ح..حاجة ايه ! قصدك ايه مش فاهمة ؟
فقالت فاتن ضاحكة :
مش فامة ! هنهزر ولا ايه , طيب لما نشوف اخرتها معاكي وبما انه مافيش حاجة فاحب اطمنك لسه سنجل يعني قدامك فرصة , ولو تحبي نصيحتي متعلقيش قلبك بحد خلي قلبك للي يستحقه للي يجي يخبط علي بابك علشان عايزك انتي في الحلال ده تسلميه قلبك في الوقت ده .
تنهدت جنات قائلة :
والله معاكي حق يا فاتن ياريتني قلتلك من زمان كان زمان قلبي مرتاح انا عارفة اني اليش فرصة علشان اللي قدامه دي ليل ونهار!
ثم قامت من مجلسها وهي تقول بخفوت :
انا همشي دلوقت ربنا يوفقك بكرة واتنسيش تطمنيني .
ودعتها فاتن وهي تتمني لو ينتبه أخاها الأحمق لتلك الزهرة البريئة ودعت الله أن يزيل غشاوته وان يجعله من نصيب جنات لو كان خيرا لها , في الصباح التالي توجهت فاتن للعنوان الذي إعطتها إياه جنات كان حي خاص للأغنياء حيث الفلل الفارهة , توقفت سيارة الأجرة أمام الباب نقضته فاتن أجرته وهي تدعوا الله أن يتم قبولها بهذا العمل فها هي الأن تنفق أخر ما معها من أموال ضغطت علي الأتصال الداخلي ليأتيها صوت مهذب يسئلها من هي فأجابت بتلعثم :
أ..أنا هنا علشان وظيفة المربية .
أتاها الصوت يقول بنفس التهذيب :
تمام تقدري تدخلي .
فتحت البوابة الخارجية ودخلت فاتن وسارت بخطوات مرتبكة حرجة يقتلها الأحراج والخجل ولكن الاغلب كان الحسرة كانت تتمني لو كان لها سند يحميها ظهر يمكنا الاتكاء عليه اخرجت زفرة حارة وهي تتلفتت حولها فطالعتها حديقة باهرة الجمال انستها حزن قلبها وادخلت السرور في نفسها و لم تستطع أن تبعد ناظريها عنها ووجدت علي بعد حوض كبير يضم مجموعة رائعة من الزهور فإقتربت منها لتشاهدها عن كثب ثم تمتمت قائلة :
يا خسارة الكاميليا دي كانت محتاجة مكان ابرد من كدة شوية , واو ياربي ميدل ميست الحمراء هنا مش مصدقة عنيا عمري ما اكنت اتحيل اشوفها علي الحقيقة .
أخذت تلتف حول المكان حتى وقعت عينيها علي زهرتها المفضلة الورد البلدى وقالت وهى تنحنى تتنسم عبقها الأخاذ هامسة :
هتفضلي انتي ملكة الزهور يا جميلتي .
جفلت علي صوت يأتى من خلفها يقول بنبرة لم تخفي دهشته :
ماشاء الله ا واضح انك علي علم واسع بالنباتات والزهور يا أنسة , انا ماشوفتكيش هنا قبل كدة أنتي هنا علشان ر... ...
قاطعته بدون أن تتلفت إليه وقالت وهي تسرع الخطي ناحية المبني
عن اذن حضرتك .
مد يديه وأمسكها من ساعدها معتذرا :
انا اسف لو كنت خوفتك يا انسة ؟
نزعت يدها من يده على الفور ونظرت له بغضب قائلة :
اياك تسح لنفسك تعمل كدة تاني كدة حرام يا استاذ , وبعدين انا ايه اللي هيخوفني منك معلش يعني مش شايفة حاجة في حضرتك تخوف , سلام .
لم تتبين ملامحه فقد كان يضع نظارة شمسية تغطي جزء كبير من وجه لم تتنتظر رده بل أسرعت لتغادر رفع النظارات الشمسية من علي عينيه تابعها ببصره وهو يتمتم قائلا :
مش عارف حاسس اني شفت العنين دي قبل كدة لكن فين مش فاكر , يا تري شفتها فين ؟
هز كتفيه بلامبالاة وأعاد النظارة علي عينيه وتابع سيره ليصعد إلي
سيارته وينطلق بها .
وقفت فاتن تنتظر حيث طلب منها الخادم ولم يمضي وقت قليل حتي سمعت صوت نسائي يقول بترحاب :
اهلا وسهلا بيكي يا انسة , أنا والدة الطفلة سعدت بلقائ...
بترت عبارتها بدهشة وهى تصيح قائلة :
مش معقولة .... انتي ؟
لم تستطع فاتن أن تخفي دهشتها هي الأخري وقالت بإبتسامة :
فلا الدنيا صغيرة قوي
........
تفاعل حلو كدة 😍
واوعدكم بجزء تاني بليل ان شاء الله 😉😉
بس ايه نارررر🔥🔥🔥
أنت تقرأ
الارغو (ورست سفينتي)
Romanceتحطمت احلامها حين ارغمت علي ترك تعليمها و الزواج من ابن عمها بعد محاولة اغتصابها ولم يكن ذلك سوي بوابة الولوج للجحيم حتي ظهر هو في حياتها بغروره وكبرياءه لتعلم ما هو الشعور بالامان ولاول مرة ينبض قلبها باسم الحب......تري هل سيسمح لقلبه بحبها ام سيك...