الجزء الثاني والعشرون

424 8 0
                                    


مع بزوغ فجر جديد وامل جديد نهضت فاتن والنوم لازال يداعب جفنيها  نهضت  علي الفور حالما سمعت نداء المؤذن فلبت باسمة فصلاتها لطالما كنت راحتها وسُكنها   ما ان انتهت من صلاتها حتي صدع هاتفها معلنة  بداية تحقيق دولي  مطول من صديقتها جنات  فتحت المكالمة والهاتف وبعدته عنها حتي لا  تصاب اذنيها بالصمم من صيحات جنات المجنونة  وبعد ثواني وضعت الهاتف علي اذنيها وقالت محذرة :
صرخة كمان وهكسر الخط وانسيني اعقلي شوية !
قالت جنات بلهفة :
طيب حاضر هوطي صوتي بس بجد اللي انتي  قلتيه امبارح ده يا فوفو .
بسمة لم تتجاوز شفتي فاتن  واجابتها قائلة :
ايوة , ادهم  , ادهم طلب ايدي للجواز .
كادت تنسي جنات وتصيح ولكنها كتمت غيظها وقالت :
مالك كدة بتقوليها ببرود وكأن الامر ميخصكيش انتي يخص حد غيرك .
زفرة حارة خرجت من صدرها وقالت بتأوه :
مش عارفة يا جنات , قلبي فيه حاجة غريبة مش فرحان  بيقولي مش ده مش هنا لما كان الموضوع مزيف كان الامر عادي بالنسبة لي مهتمش لكن لما بقه جد توقعت اني خلاص هرتاح لكن قلبي مقبوض يا جنات و بجد مش فاهمة ولا عارفة ايه اللي بيحصل معايا .
علمت جنات ان فاتن تخشي من الارتباط ثانية تخشي من تكرار تلك المأساة عقلها وقلبها لم يلتئمان بعد من جراحهما السابقة ودعت علي من كان السبب في تدمير نفسيتها هكذا لذا قالت بمزاح لتهون عليها :
ايه يا بنتي شغل الدراما ده وافلام الابيض واسود , الواد امور صراحة لو انتي مش عايزاه اديهوني لفة وربنا هدلعه اخر دلع  .
قالت فاتن ساخرة :
وماله ياختي  حتي هقول لخالد برضه واستشيره .
كانت جنات ترتشف بعض المياه فبصقتها واخذت تسعل بشدة قبل ان تقول من بين سعالها :
اوعي  كح يا فاتن والله كح كح ازعل منك .
قالت فاتن بخبث :
طيب براحة  اهدي  اهدي .
قالت جنات معاتبة :
بقه كدة والله لاخاصمك .
قالت  لها مواسية :
جنات انتي عارفة انتي بالنسبة ليا ايه , انتي روحي مش مجرد اخت او صديقة انا مش عايزاكي تضيعي الفرصة من ايدك علشان حاجة يا عالم تيجي او متجيش .
تلعثمت جنات وقالت:
إ..إنتي عرفتي ؟
اجابتها :
ايوة مامتك قالت ليا علي العريس اللي حضرتك رافضة حتي تشوفيه  , يا جنات استخيري ربنا وشوفيه متعرفيش يا حبيبتي نصيبك فين دعي همومك ومشاكلك  علي ربنا وهو هيفرجها وقريب كمان  ان شاء وبكرة افكرك .
قالت جنات بشرود :
مش عارفة يا فاتن مش عارفة  , بس انا واثقة في ربنا  هستخير ونشوف , يلا سلام بقة .
اغلقت فاتن الهاتف واستندت راسها للخلف وقالت هامسة :
يارب انا مش مرتاحة  يارب امحي الخوف اللي متملك مني ده و فرح قلبي  لاني تعبت تعبت قوي.

تم عقد قرانهما وكان  مقتصرا علي عائلته وعائلتها فقط  , حيتها جدته وأخته ورامز الذي قال لها  بسعادة :
دلوقتي بس اقدر ارتاح من ناحيتك ويطمن بالي عليكي , وعارف انك هتكوني في امان  احسن شخص انا قابلته في حياتي هيصونك ويحافظ عليكي .
ربط أدهم كلي كتف رامز قال بإمتنان :
شكرا ليك علي ثقتك دي فيا  يا رامز وأوعدك .
ثم نظر لها وقال بعينين تذوب عشقا :
فاتن كنز حياتي , هبة ربنا منحهالهي  وهحطها بين جفون عيني يا صديقي .
وقبل أن يفتح رامز شفتبه ليرد أتاهم صوت أسر يقول ساخرا :
ايه كل الدراما ده مكنتش اعرفك انك رومانسي  قوي كدة يا هدهد  .
ثم نظر إلي فاتن وقد تبدل وجهه  لنظرة غامضة وأكمل :
وه كله  بسببك أنتِ يا .....فاتن  شايفك غيرتي اخويا لشخص تاني خالص .
عاد ببصره لأخيه وضاقت حدقتاه مكملاَ :
- أصبح يسهل التعامل معاه  دلوقت , شكرا ليكي بجد .
لم يرتح أحد لحديث أسر الذي تبدلت ملامحه علي الفور وقال بمرح ضاحكا :
مبارك عليك يا أخي العزيز .
بعد رحيل المأذون إستأذن أدهم والد فاتن بأن يخرجا  ليحتفلا معا  فوافق والدها والسعادة تكاد تنبثق من وجهه  طرق أدهم غرفة فاتن فسمع صوت دنيا تقول :
ميين  ؟
تبسم وأجاب ضاحكا :
أنا يا أنستي تأذني ليا بالدخول ؟
فقالت ضاحكة :
أيوة تفضل .
فتح الباب  فطالعه وجه  فاتن البرئ  اعجب بحمرة الخجل تلك التي تغزو خديها دائما و أعجب يثيابها التي نمّت عن ذوق راقي  فقد كانت  ترتدي فستانا  جميلا بلون الكشمير يتخلله خطيوط بيضاء ووردية  تنسج بعض ازهار من ازهار الكرز المتناثرة هنا وهناك  طويل  يصل للارض ذا اكمام كبيرة  بحزام  من المنتصف ولكنه لا يري بسبب حجابها والذي كان  نبيذي اللون لتكمل اللوحة الفنية بوجهها الذي يحاكي البدر في طلته  ,  تبسمت دنيا ولكزته مخرجة اياه من شروده في جمالها  قائلة :
مش هتقول حاجة للعروسة  يا ..
ترددت ثم قالت بارتباك  :
يا...ب..بابا .
انحني  وقبلها من وجنتها قائلا بحنان ابوي  :
حاضر  يا أجمل إبنة في كل العالم .
  عانقته وهمست في إذنه قائلة :
وأنت أروع أب في العالم ده كله  .
ثم قبلته وهي تتقول :
هروح انانم انا بقه اي نعم معدش فيه مدرسة الحمد لله ربنا يخلي اللي اخترع الكورونا ده  ريحنا  وهنبطل نسمع كلمه نامي بدري علشان المدرسة , بس اهو الواحد اتعود بقه هنعمل ايه لقينا الراحةة وبرضة تعبين نفسنا تصبحوا  علي خير .
خرجت ثم غمزت لأدهم وأغلقت الباب خلفها  عاد أدهم ببصره لفاتن وقال ضاحكا :
انتي متاكدة انها عندها  عشر سنين بس مافيش عشرة تانين مستخبين كدة ولا كدة !
أجابته  قائلة :
أحيانا أنا  نفسي  بشك في كدة .
جال ببصرها عليها حتي إستقر علي عينيها وقال  بهيام :
بس سيبك انتي جميلة  قوي كدة ازاي  هو والدتها كانت بتاكل ايه فيكي .
نظرت للاسفل خجلا ولم تحر جوابا  فأكمل قائلا :
يلا هنحتفل بره انا وانتي .
فتساءلت بخجل قائلة :
لوحدنا ؟
فأجابها متهكما وهو يهم بالخروج :
وليه عقدت عليكي   ان شاء الله , حضري نفسك خمس  دقايق الاقيكي بره.  .
أغلق الباب خلفه وهمس قائلا :
اه يا فاتن , مش عارف فين هلاقي وحدة اتجوزت وخلفت كمان ومع ذلك بتخجل من كلمتين  ربنا يعيني لحد ما نتجوز .

الارغو (ورست سفينتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن