الجزء الثاني

680 14 0
                                    

وإنطلقت النساء بالأغاريد كانت فاتن ترى  الابتسامة  فى وجوه الجميع وتسائلت ترى أهى وحدها من يبكى قلبها  حسرتها ,  تنبهت على صوت ينادى عليها قائلا :
ماما يا ماما  .
فتحت فاتن عينيها لتلقى وجه إبنتها  ذات العشرة أعوام وهى تسئلها بسعادة قائلة :
ما قولتليش يا ماما هنقعد كام يوم في البحر انا فرحانة قوي قوي عمري ما شفت البحر ده غير في التلفزيون بس .
ث الت علي والدتها وقالت بخفوت حذر :
وكمان دي اول مرة بابا يخرجنا فيها .
عادت فاتن  من ذكرياتها الأليمة و إحتضنت إبنتها  دنيا  وقبلتها على خدها  قائلة بإبتسامة حنونة   :
بابا قال هنقعد اكتر من إسبوع .
ثم نظرت له وهي تقول في نفسها
:
ويارب تكون الأول مرة دي لوجه الله  مايكونش وراها حاجة .
صاحت الفتاة بفرح طفولى وصفقت بيديها قائلة :
بجد يا ماما ؟ إنا فرحانة  أ...
قاطعها صوت والدها يقول بصرامة  :
  بطلي دوشة يا بنتي , صوتك هيزعج  الركاب  .
ثم إلتفت إلى فاتن وقال وهو يصر على أسنانه :
اكتميها الناس بتبص علينا  .
  هزت رأسها بدون أن تنظر إليه وحانت منها إلتفاته تنظر إلى باقى ركاب الحافلة  فلم تجد شخص واحد ينظر إليهم فتنهدت وعلمت أنه كعادته يخرب عليهم اللحظات السعيدة لا لشئ سوى لحبه الشديد لقتل سعادتها  حتى ولو كانت بسيطة نظرت من نافذة الحافلة  تتأمل فى تلك الصحراء الشاسعة فى صمت .
بعد ساعات طوال وصلت الحافلة إلى شرم الشيخ وبدأ المسافرون فى النزول وبعد  دقائق بدأ الجميع فى الصعود إلى غرفهم الخاصة فى الفندق , ماان اغلق سالم باب الحجرة حتى خلعت فاتن حجابها وأبدلت ثيابها بأخرى   وشرعت فى تفريغ الحقائب   وبعد قليل طرق أحدهم الباب فقام سالم ليفتح له على الفور فاسرعت فاتن لتختبئ   خلف إحدى الجدران وبعدما أغلق سالم الباب   عالجته قائلة بهدوء :
سالم   باين أنك مأخدتش بالك أن اللي واقف علي ااباب يكشف كل الاوضة فنبهني المرة الجاية علشان أداري نفسي .
وضع ما بيديه على الطاولة بعنف فإنتفضت فاتن وشاهدته يقترب منها وهو يقول  :
تقصدي أني أعي مابشوفش ؟
تنهدت فاتن قبل ان تقول  بهدوء :
معتقدش أني قلت أي حاجة تدل علي كدة وياريت يا سالم بلاش تحاول تخرب علينا الرحلة لو سحت علي الأقل علشان بنك.
جذبها إليه وقال ساخرا :
اكتر حاجة بتعجبني فيكي ذكائك وبرضه أكتر حاجة بكرهها فيكي  .
حاولت أن تتخلص من قبضته وهى تقول بلامبالاة :
عمرك ما هتكون بتكرهها أكتر مني  .
تركها وهو يقول بنفس نبرة الإستهزاء :
على الأقل كنتِ  هتكوني سعيدة زي أختك الساذجة  اللى بيرضيها أى حاجة  يعملها ليها أخويا  حتي  لو جابلها توفي .
نظرت له بإستغراب  قائلة :
دي مش سذاجة زي ما بتقول لا ده اسمه حب  وتقدير هي واثقة ومتأكدة من حب سعيد ليها وانه بحاول يسعدها ولو ببونبوناية زي ما بتقول .
جذبها إليه  وهو ينظر إلى وجهها برغبة قائلا :
ومين اللي قالك اني ش بحبك يا جميل  .
أجابته قائلة موضحة :
الحب كلمة أبعد ما يكون عنك يا سالم , الكلمة اللى توصف وضعنا هى أن عندك نزعة  التملك يا إبن عمي  رفضي ليك خلاك أشد إصرارا على تملكي , ش كدة ولا ايه !
أخذ نفسا عميقا ثم أخرجه وهو يضيق حدقتيه قائلا :
ذكائك ده   مش هيعود عليكي بالخير يا فاتن  .
دفعها بعيدا عنه ثم قال وهو يعدل  من هندامه :
جهزى نفسك انتي وبنتك  هننزل  ناكل الغداء تحت .
تعجبت من أمره بشده فهو لم يخرجهم للتنزه ابدا  والأن ياتى ليصحبهم للتصيف وبمحافظة أخرى  فهذا شيئ لم يقبله عقلها تماما تذكرت حديث والدتها حين أخبرتها بشكوكها  :
يا بنتى مايمكن ربنا هداه وقرر أن  يحسن من علاقته بيكي انتي وبنته  .
إبتسمت فاتن وقالت  بسخرية مريرة :
  ياماما تغيره الحقيقي هيكون بترك شلة الفساد بتاعته دي هيكون بانه يبطل التدخين اللي ماعدش بس مجرد سجاير عادية والله يا امي لو كان ليا مكان تاني او مصدر دخل كنت سيبته من زمان بس اعمل  ايه افيش حاجة بايدي غير توكلي علي الله واللي انا واثقة انه مش هيضيعني ابدا فهو نع المولي نعم النصير .
ساعدت فاتن إبنتها فى تبديل ثيابها ثم  أرتدت  عبائتها وحجابها  وصاحت به قائلة :
سالم  احنا خلصنا  .
نظر  إليها برهة ثم قال وهو يفتح باب الغرفة :
يلا قدامي واعملي حسابك عندي ميعاد بعد الغدا علي طول يعني تخلصوا وتطلعوا من سكات .
علمت انها مصيبة فى شكوكها   فوجودهم هنا ليس لأجل التنزه  تبعته بصمت  وهى  تفكر بماهية  السبب الحقيقي لجلبهم الي هنا  , جلست قبالته على الطاولة وسحبت القائمة لتطلب الطعام نظر لها سالم بسخرية قائلا :
دي مش بالعربي يا ناصحة  !
أجابته بدون أن ترفع عينيها من على القائمة  :
أيوة يا سالم اخدت بالي !
إقترب النادل منهما وقال بإبتسامة ودودة :
ها يافندم  اخترت حاجة 
قال سالم :
بقولك ايه انا ماليش في الاكل والكلام الخواجاتي ده شوفلنا كدة حاجة مصري علي ذوقك  .
فهم الشاب أنهم لا يمكنهم قراءة القائمة فهز رأسه متفهما وقال بنفس الابتسامة الطيبة  :
حاضر يا فندم  فهمت مقصدك .
وهم بالرحيل لكن فاتن إستوقفته وقالت بهدوء :
من فضلك بالنسبة لى عايزة Charcoal Steak   مع السلاطات طبعا ولبنتي هات لها Medium Kids meal  .
لأاول رة يلتفت لها النادل فتبسم لها بإعجاب لم  يخفى على سالم وسمعه  يقول :
حاضر يا فندم أي حاجة تانية  .
أجابه سالم بقهر :
-لا متشكرين .
رحل الشاب فأخذت فاتن تتحدث مع إبنتها ريثما يأتى النادل  بالطعام  كان يمكنها قول ما تريد بالعربي   فهذا ليس بالامر الجلل ولكنها لم تقاوم رد  استهزاء سالم لها ,  نظر لها سالم بغيظ  لم يتمكن في اخفائه قائلا :
يبدو انك مليانة لمفاجأت يا فاتن .
نظرت إليه من تحت إهدابها  الكثيفة بإبتسامة  خبيثة  وقالت :
أكثر مما تتخيل يا إبن عمي  .
كانت طريقتها تميل إلى السخرية ولكنها أثارته بنظراتها  فهمس لتفسه قائلا بحنق :
اللعنة عليكي عشر سنين عدت علي جوازنا ولسه برضه حاسس ولا كاني مراهق قدامك .
بعدما إنتهوا من تناول الطعام   وبينما هم جالسون رأت زوجها يقف فجأة ليصافح رجلا لم تره من قبل ويبدو أنه ذا شأن بسبب  الحفاوة المبالغ بها التى إستقبله بها زوجها تطلع الرجل لفاتن بوقاحة وقال لسالم :
متعرفنا يا سالم مين  الجميلة دي .
شعرت فاتن بالإشمئزاز وتملكها النفور والغضب من نظراته الوقحة فحملت إبنتها التى غالبها النعاس وقالت لزوجها :
أنا هسبقك لفوق  يا سالم .
مد الرجل ده ليصافحها وقال بجراءة :
طيب مش نتعرف الاول  .
كانت تتمني منه أن يكون غيور عليها  كرجل ولكن للأسف كانت فقط غيرته تكون وقتيه حسب رغبته بها فقط  , تجاهلت يد الرجل  الممدودة وغادرت وما أن تحركت خطوة حتي سمعت زوجها يقول بلهفة تعجبت لها :
أومال فين الريس هو مش  قلت لي هقابله النهاردة  .
اجابه الرجل  بهدوء:
لما تخلص مهمتك يبقي تقابله وتاخد مكفئتك  .
خرجت فاتن من  المطعم وهى تلعن سالم ومعارفه لوضعها فى هذا الموقف كان المصعد فى طابق مرتفع  ويوجد عدد كبير من النزلاء تنتظره فلم تتردد فى إستخدام الدرج كانت حجرتهم فى الطابق الخامس وفى الطابق الرابع وقفت فاتن لتلتقط انفاسها المتلاحقة ففاجئها صوت يأتى من خلفها يقول  بقلق :
انتي كويسه فيكي حاجة  ؟
جفلت فاتن وإلتفتت لصاحب الصوت  فطالعها شاب يبدو عليه إمارات الترف  لم تجبه على الفور فخلع نظارته الشمسية  ثم قال  بمرح :
أسف لو فزعتك كدة واضح انك مش كويسة بسببي .  .
ثم مد يديه مصافحا اياها وهو يقول :
اسمي اسر وانتي ؟
نظرت ليديه الممدودة ون نظرات عينيه علمت  انه من النوع المستهتر المنتهز للفرصة لأجل التعارف فأجابته قائلة بأدب  حازم :
أنا بخير عن اذن حضرتك .
رن هاتفه ففتحه وأجابه قائلا :
ايوه  يا فكري ,  تمام اتأكد من مراقبته كويس لحد ما يتم  الأمر .
لم تقف بل  رحلت على الفور , تبعها بنظره  وهو يتحدث في الهاتف  حتى إختفت فى ردهة الطابق الخامس فأطلق صفير إعجاب وهو يقول :
جمال نادر  بجد  .
وضعت فاتن إبنتها الفراش ثم قبلها على جبنها وخرجت ثم أغلقت الباب خلفها  أخذت حماما منعشا فتحت دولابها فإختارت فستانا ابيض يتخلله خيوط ذهبية أضفت عليه  لمسة ملائكية إرتدته فاتن ثم وقفت أمام المرأة تتطلع إلى نفسها فأعجبها ما رأت  على الفور كان ينساب مع جمال  قدها وكأن صنع خصيصا لها  جعلت شعرها ينسدل على كتفيها  جلست أمام المرأة فزينت وجهها بلمسات جميلة هادئة ابرزت جمال وجهها   , وقفت فاتن  تتطلع الى الحديقة وجمال الإزهار  وبينما هى واقفة شاهدت فتاة صغيرة تبدو في العاشرة من عمرها تطارد فراشة دب الرعب بقلب فاتن حين رأت الفتاةة تقترب  من  بركة السباحة بدون أن تنتبه حاولت تحذيرها ولكن صوت فاتن لم يصل للفتاة وسقطت البنت لتهلع   فاتن لمرأى الطفلة تصارع الموت  فسحبت سنارة الصيد الخاصة  بزوجها وركضت  مسرعة  تجاه   المصعد  الخلفى المخصص لمن يريدون التوجه نحو بركة السباحة وضغطت إزراره و دقات قلبها تكاد تصم الأذان والرعب يجتاحها خوفا على تلك الصغيرة  ما أن وصل المصعد حتى إندفعت مسرعة إلى  حيث الفتاة وحمدت الله أن الفتاة تعرف كيف تطفو فمدت السنارة إلى الفتاة وهى تقول لها مطمئنة :
إهدي يا حبيبتى انتي مش لوحدك انا معاكي اهو  امسكي الصنارة دي يلا هصطادك زي السمك  .
   ذهب فزع الطفلة الصغيرة  وتبسمت علي كلمات فاتن التي كانت تموت رعبا ولكنها كانت تحاول تزيل رعب الصغيرة التي أمسكت بالصنارة بالفعل  وبينما فاتن تحاول إنقاذ الفتاة سمعت صرخة إمرأة تأتى من مكان ما ولكن فاتن لم ترفع عينيها عن الفتاة ولا زالت تشجعها على الصمود قائلة :
أيوة شطورة أحسنتي يا جميلة ,  خلاص قربتي اهو يا عمري .
وما أن إقتربت الطفلة من حافة الحوض حتى إلتقطتها فاتن بيديها و أخرجتها من وإحتضنتها على الفور وأخذت تربط على شعرها وهى تقولمطمئنا أياها بحنان  :
احسنتي يا عمري الحمد لله عدت علي خير .
وبينما فاتن تعانق الفتاة سمعت أًصوات أقدام تقترب  وصوت إمراة  تقول بجزع  :
نور , نور بنتى  حبيبتي .
وقفت فاتن على قدميها وناولتها الطفلة وهى تقول بإبتسامة سعيدة :
إطمنى حضرتك  هى بخير والحمد لله .
إحتضنت المرأة إبنتها وقالت لفاتن بإمتنان :
مش عارفة أكافئك ازاي يا انسة  اطلبي اي حاجة أنا مش هتردد أن احققهالك .
أجابتها فاتن وهى تربط على يد المرأة الممسكة بها  :
لا مكافأة ولا غيره الامر بسيط والحمد لله تعالى انها بخير   .
حانت من فاتن إلتفاته إلى حيث الرجل الواقف وسمعته يقول بمرح :
عمري متخيلت اننا هنتقابل تاني بالسرعة  دي .
ثم أكمل وهو يغمز بعينه بمكر قائلا :
ب المرادي أروع  بالتأكيد واجمل .
صعقت فاتن حينما تنبهت أنها  لا تضع حجابها وتذكرت فستانها ووضعها للمساحيق التجميلية  فشعرت وكأن الأرض تميد من تحتها  وكادت تسقط فى المياه حاولت التشبث بأى شيئ ولكن فات الاون  وفجاة.....

هيكون بشكل يومي لذا شوية تشجيع 💪💪

الارغو (ورست سفينتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن