CHAPTER 22

1.1K 107 35
                                    




مُوجِعةٌ تِلك الغُصات التِي تتكَورُ فِي حُنجُرتِي ماإنّ يَمُر طَيفُك فِي مُخيِلَتِي. أو لأكنّ أصدَق طيفك لا يغادِرنِي.

لَيتّنِي أستَطيعُ إخبارَكَ أنَّكَ قِطعةٌ منِي قد أصبَّحت، و نِصفي الأخَر الذِي لا يُمكِنُنِي الإنفِصالُ عنّه..
أوّ لأُقنِع نفّسي بِهذا ثُم سأُخبرُك.

حقيقة أم مُجرد أحساسيس هوجاء، أنا بِنفسي لا أعلم. أحِبُ قُربه بقدرِ كُرهِي لَه؛ جوارَه أريدُ الهرب، ببعدِي عنّه أريدُ العَّودة لَه!.

كأنَّه أرادَّ التكفير عنّ ما اقترف؛ هو الذي لا يُجيد الإعتذار ولا خَط الكلام. وَجدتنِي أرافقه ببساطة دونّ تردد أتجول وياه وسط المتاجر.

كانّ أول ما أفعله شراء فُستانٍ طويل أدفن بِه جسدي بَدل الزي الأزرق الذي أرتَديه. إذ كانّ هذا هو سبب قدومِ مَعه رُبما؟

أولا؛ لا أصدق أنَّه هو حقاً نفس الشخص الذي أعرفه؟ كيف سمحت له كرامته أنّ يتجول وسط الناس جواري بأريحية؟ أكاد أكذب عيناي.
ثانياً؛ هانَّا الغبية كَيف لَك بالوقوف جواره؟

كانّ هذا تفكيري في اللحظة الأولى، لأتناسى نفسي و أطلق العنان لِحب التسوق بداخِلي.

لَم أتخطى متجراً إلا وقد دخلته؛ إقتنيتُ كُل ما أردت و كُل ما أعجبنِي كما فعل هُو المِثل لِي! يختارٌ لِي ملابساً حسب هواه و يأخذها حتى دونّ أن أصادِق عليها. حتى ملابس الداخِلية.

و طبعاً هو الأسود، لَم يسمح بأنّ أدفع ثمنّ ملابسي.
فَشُكراً لَه.

كانّت نُقطة الختام على وشك أنّ تُخط بالنسبة لِي؛ أردتُ فقط الهرب و العودة لِمنزلِي لكنّ كانت لَه أفكارٌ أخرى. جعلنِي أرافقه لأحد المطاعم الجميلة حَسب رأي إذ أحببت تناسق الألوان و الاغراض قبل تذوق الطعام.

كانت صامِتاً؛ كأنَّه نادِم للحظة على مجاورتِه لِي الأنّ. لَم أتقاعس عنّ تناول ملامِحه بعيناي، لا أتركه وشأنَّه أريدُ صب الكثير منّ الأسئلة و بنفس الوقت غير جاهزة لتلقي الأجوبة؛ هذا إن اهتم لما تلفظت أساساً.

بدأ طعامه بالشراب؛ إذ كانّ أول ما وصل مائدتنا حسب طَلبه؛ كأنه يشر ماءاً. لا يتأثر أبداً و هذا مُخيف.

بلل حُنجرتَه بهدوء ليتلفظ بعدها صاباً نظره على وجهِي؛
"تُطالعينَِّي منذ جُلوسنا."

لَم أرتبك، بادلتُه النظر فتعمقت داخِل عيناه أجيبه
"أحاول تفسيرك."

"هَل أبدوا كأُحجية؟"
"بَل أسوء."

صَمت عنّ الجواب باقتراب النادل لطاولتنا، أعينناً لَم تفترق بقينا على إتصالٍ سأصفُه بالمُريع. إلى أنّ بدأنَّا بتناول الطعام فكانّ الصمتُ سيد المكان.

The Black , الأسّوَد | K.TH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن