CHAPTER 29

1.2K 114 41
                                    



ما فائِدةُ أنّ تَفتَقِدنِي و لا تَبحثَّ عنّي؟ أنّ أكونّ ضِمنّ أشيائِكَ و لا أكونَّ أهَمّها؟

في بَعضِ الأحيانِ يَتوجَبُ علينّا إختيارُ قَراراتٍ حاسِمة بُغية بِناء مُستقبلٍ أجمل، و هَذا ما أطمَح لِفعلِه
وَلتّ أيامُ نُكرانِ كِبريائي و إستحواذِه عليّ، سأجعلهُ لا يُفكرُ إلا بِي

سأُسيطُر عليهِ إلى أنّ أمتَلِكه.

مَع بِداية اليَوم قَررتُ الإستعدادّ للذهاب للمشّفى، سأعُود لِمزاولَة عَملِي كأنَّ شيئاً لَم يَحدُث، أعلَم أنهُ قد عَينَ منّ يَحرسُني لذّا أنَّا واثِقة منّ أنّي سآراهُ هنُاك.

إخترتُ لِي مَلابِس راقِية كلاسِيكية مَع عِطرٍ فخَم و مكياج خفيف لأصّبِح جاهِزة لبداية يَومِي

خَرجتُ منّ غُرفتِي أسلُك الدَرج نُزولاً إلى غُرفة الطعامّ لتتفاجئَ أمِّي بِي، إحتلتّ الصَدمة وَجهها فَتجمدتّ بِبؤرتها تُناظِرني بِذهول

واصلتُ تَقدُمِي منها إلى أنّ لَمحتُ الدموع التِي بدأت بإغّراقِ عيناها، باغتُها بِقبلة مُرفقة بإبتسامة لأختتِم بِنطقي بحيَوية قَدّ إفتقَدتُها

"صباحُ الخَير"

تَشبثت بِي و حَضنتني كَردِ فِعل، كانتّ تحاوِطني بِقوة مَسدتُ على ظَهرها بِحنان إلى إبتعدتّ عنِّي، عانقتّ وَجهي بين كَفيها فناظرتُ خَضراوِيتَيها بِعمقّ بينما هِي تتَكلم بأسى

"خِفتُ أنِّي لَنّ أراكِ هكذاَ مُجدداً، منّ الجَيد أنكِ إستطعتِ تجاوزَه."

"منّ قالَ أنِّي تَجاوزتُه؟ سأنتَقِم و سأجِد الحقيقة ليأتِي هذا القرارِ في نِهاية المطاف، مايزالُ الوقتُ مبكراً أُمي."

أنزلتُ يَدها التي حاوطت وَجنتي لأطبع عليها قُبلها و أُنهي كلامِي بإبتسامة، كانتّ ملامِحها مُندهشة غَيرُ راضِية، لذا تَجاوزتُها و تَقدمتُ ناحِية الطاولة أينّ كانت الخادِمة مُنشغلة بِوضع الطعام عليها

أخذتُ مكانِي المعتاد لِتسرع أمي و تَلحق بي، جاورتني و عادت لإمساك يَداي بخاصتها لتتحدثَ بِارتباك

"لا تَقتربي منّ تِلك العائلة، لَن أسمَح لَكِ بِمجاراتِهم!"

إستنشقتُ قسطاً منّ الهواء يُخولنُي التَحكُم بِنفسي لأطلِق الكُلم بِثقة

"لا تَقلقي، ثِقي بِي."

لَم يَكُن سَينتهي هَذا النِقاشُ العقيمُ عنّد هَذا الحَدِ لَولا تَدخُلِ أطرافٍ خارِجية، دَخل علينَّا سيهونّ رِفقة كوك فعدمتّ أمِّي كلماتِها و هِي على طَرفِ شِفاهِها

The Black , الأسّوَد | K.TH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن