CHAPTER 38

647 54 21
                                    


هُمّ زَعمُوا، و أنَّا زَعمتّ. عَاشرتُك و هُم عَرِفُوك.
أحببتُك حَدَّ الجُنونِ أمَّا هُم، فَـ مَقتُوك لِحقيقتِك التِي مَا علمُوها.

و لأنَّك دَنستَ نَفسكَ بسَوادٍ غيرِ عاكِس لما أنتَ عليه، صدقَك الجميعُ و أُصدرِ حُكمُ الإعدامِ على منّ أنت.

أصبحُوا لا يُصدقونَ سِوى ماتراهُ الأعينّ، أو لَيسُوا بعالمِينّ أنّ قليلاً منّ الأعينِ، فقط المُميزُ منّها منّ ترى جَوهرَ الرُوح؟ لِذا، ما حَق لَهم الفَصلُ في قَضيتُك و هُم ليسُوا سِوى بشرٍ مُحيطَة ما وَصلوا منّ العُلو مَكانتِي.

أثقُ أنِّي الوحيدَّة منّ أستطيعُ الحُكم الأنّ، و منّ منبرِي هَذا آجِل قَرارِي البائِن لِشعارٍ آخر.

أخشى أنِّي و كُل ما بَنيتُه منّ الحُبِ ما أزالُ بعِيدَة كُل البُعدِ عنّ النِهايَة، أشكُ أنِي على وَشكِ إنهاء وَضعِ ساسِ منزلٍ مُحكمٍ فحسب. مَع ذَلك أنَّا راضِية.

أُقدِسُ كُل ما كَرستُه منّ نَفسي المُرقة في جالِ هَذهِ العلاقِة، إذّ أراها بعيدة المَدى. السيء و الأسوءُ مِما مَضى فقط رَميتُه بزورَق الماضِي فما أعلَم كَمّ قطعَ منّ البحرِ و غَيرُ مُهتمةٍ.

تَقاسيمُ وَجهه التِي تتغيرُ و تُرسم بإحترافيَة وِفقَ كُلِ مَوقفٍ نعيشُه بِتُ أعشقُها، أعينُه المُتسعة الهائِمة بخاصتِي، حاجباهُ اللذانّ إنعقدا كُلما تَفوهتُ بما لَم يُعجبه، نَظراتُه الهارِبة كُلما شعرَ بالغيرة و طمسها بالغَضب، و شفتاهُ المنفرجتانّ المُفرجتانّ عنّ صفِ اللؤلؤ الأبيضِ.

كُل حالاتِه حَفضتُها و حرصتُ على تصويرها بأدقِ جَودةٍ إذ ما أستطيعُ تجاوزُها مَهما حَل، و هذا مابقيتُ أتذكّرُه و أنَّا ألِد.
زادت نبضات قلبي بصورة خيالية، مع كل دفعة تترافع..
عادةً ما يَنبضُ منّ الحُب و السعادَّة في وُجودهِ، لكنّه هُنا ينبضُ لملاقاتِ جُزئينّ منّه و مِنِّي. و إنّ لَم يكنُ بالمناسب فعلُ ذلك.

أشَتتُ نَفسي عنّ ما يحدثُ بتمسكي بيدهِ و الهيامِ بعيداً، أقتادُ سفينتي الغير مُتوازنِة وسطَ رياحٍ قاسية أتذكر كُل ما بنيتُه فيما مَضى منّ شهُور.

بدايةً منّ لِقائنَا، لقد كانّ منذُ اليَومِ الأولِ عبارة عنّ شخصٍ مُتكبر أنانِي، بارعٌ في عَمله. و الأهَمُ، نَوعِي المُفضل!

أتذكَرُ كَيف لَم أخجل منّ مصارحة نَفسي بِذلك، و مُصارحتِه حَتى. حُبٌ منّ أولِ نَظرة؟ لا أظنّ لكنّه أعمقُ و أجمل منّ أنّ يكونّ.

الفترة التِي قضيناها مَعاً، عِشتُ مَعه و أنَّا أرسمُه بِزيِ قاتِل. قررتُ إعتبارهُ قاتلاً مُنذ أولِ يومٍ قضيتُه رفقتَه بعيداً عنّ هُنا. بنفسِ الوقتِ هُو كانّ حينها إنسانٌ بنظرِي.

The Black , الأسّوَد | K.TH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن