The Black , الأسّوَد | K.TH

CHAPTER 26

‎تحدّثي معي ‏عنكِ ،‏عن حزنك الصغير قبل الكبير ،‏عن الدموع التي تسقطُ للداخل،‏قبل التي يراها الناس،‏تحدثي إليّ

‎‏قولي ما أخبار اليوم و البارحة،‏حدّثيني عن نشرة الأحوال الجوية ‏و مسيرة الدورة الدموية
‎‏و استنادِ العمود الفقري على حائطِ الذكرى

‎‏تحدثي لأن الكلام يقول،‏والكلمات تخلق الكلمات
‎‏والصوتُ يحمل على كتفيه تعرجاتِ القلب وانعطافات عروق اليدين..

‎‏حدّثيني بكل أخبارك،‏الصحيحة منها الكاذِبة
‎‏ماتواتر عن القلب وما اختلقها اللسان،‏اكذبي لكي يطول الحديث،‏فأحاديثك كلّها تصحّ وتُرفع وتُضم.

فقط أنعِمِي عليّ بِصوتِك و قُربِك

صِرتُ مُتملِكاً زِيادةً عنّ الحدود فبتُ أمانِع حتى أنّ تطالِع غَيري بِبضعِ نظراتٍ لا حَول و لا قُوة لَها، أودُ حَبسَها داخِل أضلُعي لِتقتاتَ على فُتاتِ قلبي الهائِم بِها عَسى و عَلى أنّ تَشعُر بِي فَتُصلِح ماقَد يُصلح أو تأتيني بِبديل

عَلاقَتُها بأخيها و تُصيبُني بالغيرة و الإضطراب فَكيفِ بأخي أنَّا؟ هُو وَسيم ذو جَسدٍ مشدود وكُل المُواصفات التي تَبحثُ عنها بالمظهر الخارجي أي فتات حتى أنَّا لِي نَفس مُواصفاتِه لَكنِّي لا أمتلِك برائة مُعاملتِه و لا طيبَة لِسانه، و لا حتى حُلو كَلماتِه

هذا كافي بِجعلي أهابُ أنّ تَنفُر منِّي إلى حُضنِه، أرانِّي وَحشّ و لا أُنكر لَكنّي لَو قَدرتُ لَتغيرتُ لأجل حُضنها و دِفئِها.

مُحزنٌ أنّ شقيقتَّك التِي حَميتَها بِحضنُك منذ نُعومة أظفارها تَظُن بِك الشَّر و تَراكَّ كالغّير الذي يَتمنى التعاسة لِمن يَحسدُ منهم، لَم أترُك شيئاً داخِلي و أطلقتُ العنان لِكل مَكبوتاتي لا أمانِع أن يَراني شقيقيّ ضعيفاً كونّهُما مَصدر قُوتي الأساسي، تباً للحياة التي تَجعلُنا نَقوى و نَضعُف بلمحِ البَصر.

لَو لَم أزعَم على معرِفة الحقيقة أكنتُ لأتورط بِهذا الحُب؟ لَيتني تَركتُ الماضي للماضي و إلتهيتُ بِسوادي ماكنتُ لأتعذَب الأنّ، اللعنَّة على حياتي البائسة.

لَم أشعُر بالحبِ قط، عنّد قدومِه إختار أسوء شَريك لِيضعني بأصعب علاقَة، و الأنّ ماذا؟ أسأنتظِر الفراق بِهيبتي الظاهرية؟

هِي لَن تُمانِع الإنفصال عَنِّي و سَتفعل في اللحظة الأولى التي تَمتلِكها، و هذا ما شعرتُه الليلية الماضية منّ كلماتِها، أكرهُ نَفسي لأنِّي بكيتُ حينها و لأنِّي ضعفتُ أمامها، ليتني إكتفيتُ بشقيقيّ فَحسب!