الرسالة الزرقاء .

16

بعد ساعة من إخماد الحريق، حيث غادر رجال الطوارئ تاركين المكان في حالة من الفوضى، كانت الشرطة تجمع المعلومات حول الحادث. كان راين واقفًا، محدقًا في منزله الذي احترق، وكأن نظراته يمكن أن تعيد بناء ما فقد. جاءته أكيرا، وامسكت بيده برفق.

"لا يجب أن تبقى هنا طويلًا من أجل صحتك"، قالت بصوت حنون.

تنهد راين، وهو يحاول أن يجد الكلمات المناسبة. "إلى أين أذهب؟"

ابتسمت أكيرا بحنان، محاولة تخفيف حدة الموقف. "بالطبع سأخذك إلى منزلي."

"لا يمكنني ذلك، أكيرا. لن أستطيع البقاء في منزلك... أنا رجل."

"لا تكن سخيفًا، راين."

أمسكت أكيرا بذراعه، محاولة سحبه برفق نحو السياره ، لكنها شعرت بقوة قبضته التي أبعدت يدها عنها بسهولة. "لن أذهب!" قال بحزم، عاقدًا العزم على عدم مغادرة المكان. "يمكنني تدبر أمري، لذا عودي إلى منزلك."

نظرت إليه أكيرا بقلق، وذُهِلَت من تعنُّته. "لا أستطيع، راين! أنت في حالة سيئة، ولا يمكنني تركك وحدك هنا."

تدور مشاعرها في رأسها، بين الرغبة في مساعدته والإحباط من تمسكه برأيه. كانت تدرك أنه يحتاج إلى دعمها، لكنها كانت تخشى أنه لن يقبل به.

أجاب راين للشرطي بتوتر واضح "لا، لا أعلم. لقد كنت خارج المنزل، وأنا متأكد أنني لم أترك شيئًا مشتعلاً خلفي."

نظر إليه الشرطي بجدية قبل أن يقول "حسنًا، التحقيق الأولي يشير إلى أن الحريق كان متعمدًا."

تجمد راين في مكانه للحظة، وكأن الكلمات أصابته مباشرة. نظر إلى الشرطي بعينين متسعتين، وقال بصوت منخفض "متعمد؟ من الذي قد يفعل شيئًا كهذا؟"

أشار الشرطي إلى بقايا المنزل المحترق وقال "وجدنا آثارًا لمادة سريعة الاشتعال في عدة أماكن داخل المنزل. هذا ليس حادثًا، السيد راين. هناك شخص ما أراد تدمير هذا المكان."

نظر الشرطي إلى راين بتمعن وقال "إذن، سيارتك ليست هنا، هذا يعني أننا لن نستفيد من كاميرتها. لكن كاميرات المراقبة المثبتة حول المنطقة قد تكون مفيدة في تحديد أي نشاط مريب."

تنهد راين وشعر بوزن كبير على صدره، وكأن الأحداث تتوالى عليه دون أن يكون لديه الوقت لاستيعابها. "كنت في حالة سيئة مؤخرًا، تعرضت لوعكة صحية، ونسيت سيارتي في مواقف الجامعة."

ابتسم الشرطي بتهذيب وقال "لا بأس. سنتابع التحقيق ونتحقق من الكاميرات الأخرى في المنطقة. سنبقيك على اطلاع بالتطورات."