أنا أكيرا.. لدي العديد من الأسئلة.أنا ضحية اختطاف. لا أتذكر متى وكيف حدث ذلك. والداي توفيا فوراً بعد أن تم إيجادي في ذلك القبو المهجور. لم أتمكن من تذكر أي شيء عنهما. كنت في حالة صدمة كبيرة عندما كنت في الثانية عشر من عمري، وتخلت عني عائلتي بسبب النفقات. لم يلتفت إلي سوى شخص واحد.
كان زميل والدي في العمل، الذي كان أملي الوحيد في تلك الفترة. كان والدي ضابط شرطة وأمي كانت تدير مخبزاً. كل شيء يبدو واضحاً، أليس كذلك؟ ولكن الأمور لم تكن كما تبدو. هذا الشخص، الذي اعتني بي، أساء معاملتي بدلاً من أن يعطيني الأمل. في منزله، صنع لي دميةً بملابس رسمية تتحرك بلا مشاعر، دميةً مليئة بالندوب التي كانت مختفية تحت ملابسها.
غرفة واسعة، شديدة النظافة وكلاسيكية.
تقف فتاة أمام مرآة كبيرة، محاطة بشريط قماش حول صدرها. تقوم بقص الخصلات الطويلة من شعرها القصير بعناية. ترتدي سترتها الواسعة وقبعتها، ثم تلتفت نحو اللوح المثبت على الحائط حيث يبرز اسم مرفق. يبدو أن هذه الغرفة، رغم نظافتها وتناسقها، تعكس الكآبة التي تشعر بها.
روتينها اليومي بين المنزل والجامعة.
في الجامعة، تجلس في المقعد الخلفي أثناء المحاضرات، مشغولة برسم الأزياء الفريدة التي تنبض بالإبداع لكنها تبقى غير ملحوظة بين زملائها. بالكاد يلاحظ أحد وجودها أو يتذكر اسمها.
ثم تعود إلى المنزل الكبير الكئيب، حيث يملأ الحزن أركانه. في المنزل، يجلس والدها بالتبني بجانبها، ويوجهها لمشاهدة أفلام تتحدث عن الدفاع عن النفس. هذا الروتين اليومي يجبرها على التكيف مع ظروف حياتها، ورغم محاولة الهروب إلى عالم الرسم والكتابة، إلا أن أفكارها تتدفق إلى القمامة في النهاية، كأنها تعبر عن الفشل وعدم القدرة على التعبير عن آلامها.
عند موعد النوم، تجلس على مكتبها، محاطة بأوراق مليئة بالكلمات.
تكتب الكثير ولكن كل تلك الأوراق تنتهي في سلة المهملات، كأنها محاولة لإفراغ مشاعرها ولكن دون فائدة. كل محاولة في الكتابة تتحول إلى رمز آخر لفشلها في إيجاد مخرج من الحياة التي أسسها لها والدها بالتبني، لتبقى في دائرة مغلقة من الألم والصمت.
عند منتصف الليل، أتسلل من ذلك السجن الذي أعيش فيه، سجن يحمل اسم "منزل"، ولكنه ليس سوى جدران تضيق عليّ يوماً بعد يوم. أغادر بصمت، متوجهة لرؤية ذلك الشخص الذي أعتقد أنه سيفهمني، لأنه يشبهني. أستطيع رؤية التشابه بيننا في كل مرة أراقبه من بعيد.
نحن متشابهان جداً. نحن نتحمل ما لا يستطيع أي شخص آخر تحمله. الألم، الوحدة، والذكريات التي تلتصق بنا كظلال لا تفارقنا.
أنت تقرأ
الرسالة الزرقاء .
غموض / إثارةرواية تتبع حياة الشاب راين الذي يعيش مع والديه اللذين ارتكبا جرائم قتل في الماضي. وهو محاصر بين ماضي عائلته المظلم ومحاولاته اليائسة للهروب من هذا الإرث الثقيل، مما يخلق صراعًا داخليًا يهدد بابتلاعه. 2 #(مأساوية) 2021 . تم نشر القصة بتاريخ "10.10...