2

77 5 0
                                    



كتابات راين .

"عندما استلمت الرسالة، لم أتمكن من النوم لليالٍ متتالية. كان التعب ينهكني والشعور بالذنب يلتهم قلبي. لذا قررت أن أحقق هدف رسالته. اخترت أن أحرر تلك الأرواح أولاً، ثم أبدأ بدور المحقق مع أمي وأبي."

أنهى راين الجزء الأول من روايته، ثم أغلق الكمبيوتر. نهض عن كرسي مكتبه وتوجه لإغلاق النافذة، عازمًا على طرد الأفكار المقلقة. من خلال الزجاج، رأى والده يغادر المنزل في منتصف الليل، وعيناه تلاحقان ظله وهو يتلاشى في الظلام.

في الأسبوع التالي، كان راين يقف عند بوابة المدرسة، ينتظر صديقه دانيال ليأخذه. الأجواء حوله كانت مليئة بالصخب، لكن عقله كان بعيدًا، محاصرًا بالأفكار المظلمة. لم يكن لديه الوقت للتفكير في أي شيء آخر. فجأة، اقتربت منه كاستي، الفتاة التي كانت دائمًا تتوق إلى الانتباه، ووقفت بجانبه.

"مايك قام بضربك، أليس كذلك؟" سألت، ونبرة صوتها تحمل شيئًا من الفضول والاهتمام.

"أجل، هل أنتِ سعيدة؟" رد راين بحدة، وقد ارتسمت على وجهه ملامح الإحباط.

"لماذا تظن ذلك؟" استفسرت كاستي باستغراب، عابرة عن عدم فهمها لمشاعره.

"لأنك ببساطة تريدين إثارة الجدل بين الشباب،" قال لها بوضوح، وهو يحاول إخفاء مشاعره تحت قشرة من القسوة.

"لا، ليس كما تظن!" اعترضت كاستي، محاولًة الدفاع عن نفسها. "أنا لم أخبر مايك عن ما قلته عني. أحدًا ما أخبره، لذا..."

تنهد راين بملل، وأخذ يتمنى لو أن الأمور كانت أكثر بساطة. "لا يهمني ذلك،" أجاب، وهو ينظر بعيدًا.

في تلك اللحظة، جاء دانيال بسيارته، فصعد راين بسرعة متجاهلاً كاستي. ألقى دانيال نظرة سريعة على كاستي وابتسم قائلاً "وداعًا كاستي!" بينما كانت كاستي تقف هناك، تشاهدهم يرحلون، وملامحها تحمل خيبة الأمل.

"أنا فقط أردت أن..." تمتمت في حديث مع نفسها، لكن الكلمات لم تخرج. نظرت إلى ما تحمله بيدها من كمادة وبلاستر جروح، علامات على محاولتها مساعدة راين في مواجهة الجروح النفسية والجسدية التي عانى منها.

تنهدت كاستي بحزن، ورمت ما تحمله في سلة القمامة القريبة، كأنها تتخلص من آمالها التي لم تتحقق. ثم، في صمت، غادرت المكان، تشعر بالوحدة تتسلل إلى قلبها، وكأنها تترك خلفها فرصة كانت تأمل في استغلالها.

ذهبا حيث كانت الدعوة من ماريا. عند دخولهما إلى المطعم الصيني، كانت الرائحة الزكية للأطباق تتسلل إلى أنف راين، مما زاد من حماسه. بدأ راين بمراسلتها على الفور.

الرسالة الزرقاء .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن