الرسالة الزرقاء .

19

مرت الأيام وكانت الأيام صعبة جداً على أكيرا ودانيال وكذلك ماريا التي أصبحت تكتب عن راين وتنشر كلامها في أمل أن تخفف من عقاب سجنه، ولكن كانت تتلقى إساءات كثيرة بدعمها لقاتل والدته، ذلك ما لقبوه الناس به وهم لا يعرفون حقيقة قصته.

كانت أكيرا في غرفتها مستلقية بتعب وحزن والخادمة تحاول معها أن تأكل ولكنها ترفض. "أرجوكِ سيدتي لتأكلي، السيد بيكهام قلق عليكِ.

ضحكت بحزن "قلق علي؟ بالكاد أراه بالمنزل، لا أعلم إلى أين يذهب! لم يهتم أحد بي مثل راين.

سيدتي..."

سمعت الاثنتان صوت محرك سيارة، ألقت الخادمة نظرة من النافذة وقالت "سيدتي، دانيال هنا.

سوف أنزل إليه..."

نزلت أكيرا من غرفتها بتردد، خطواتها ثقيلة وكأنها تحمل على عاتقها أعباء الأيام الماضية. شعرت بأنها لا تزال غارقة في بحر من الحزن، ولكن وجود دانيال قد يكون الشيء الوحيد الذي يمنحها القليل من الأمل في عالمها المظلم.

عندما وصلت إلى الأسفل، رأت دانيال واقفًا أمام الباب، يبتسم بابتسامة باهتة لم تستطع أن تخفي الحزن في عينيه. كان يبدو عليه الإرهاق، لكن عينيه تحملان ملامح قلق واضح.

كيف حالكِ اليوم؟" سأل دانيال بصوت هادئ، بينما كانت أكيرا تحاول جاهدة أن تُبقي نفسها صامدة أمامه.

أجابته بصوت متعب، محاولًا إخفاء مشاعرها "كما ترى، لا شيء على ما يرام.

دخل دانيال المنزل بدون أن يقول شيئًا، وأغلق الباب خلفه بهدوء. نظر إليها لفترة، وكأنما يقرأ ما في قلبها من خلال عيونها. ثم اقترب منها وقال "أنا هنا من أجلكِ، أكيرا. إذا كنتِ بحاجة إلى أي شيء، أنا هنا.

أكيرا نظرت إليه بصمت لفترة، ثم قالت بنبرة مخنوقة "كيف يمكنني أن أكون بخير، دانيال ؟ كل شيء انهار. وراين... راين في السجن الآن، وأنا لا أستطيع حتى أن أرى فيه الأمل الذي كان فيه من قبل.

شعر دانيال بمدى الألم الذي تشعر به أكيرا، فجلس بجانبها وحاول أن يخفف من توترها. "أفهمكِ، أكيرا. لكننا بحاجة إلى أن نكون أقوياء. راين كان دائمًا قويًا، والآن دوركِ أن تكوني قوية من أجله.

أكيرا أغمضت عينيها وكأنها تخفي دموعها التي كانت تستعد للانفجار. "لكني لا أستطيع. لا أستطيع العيش في عالم بلاه. لقد ضاع كل شيء.

ثم فاجأها دانيال بكلامه "لكن راين لم يضيع كل شيء. هو في قلبكِ، وفي قلبنا جميعًا. لا يمكنكِ السماح لهذا اليأس أن يسيطر عليكِ. سنجد طريقة للخروج من هذا الظلام.