17

2 0 0
                                    


في ساحة الجامعة الكبيرة، كان دانيال يجلس وحيدًا يحتسي قهوته الساخنة، متجاهلًا برد الشتاء الذي كان يحيط بالمكان. كانت ملامحه جامدة، وعيناه تائهتان كأنهما تبحثان عن معنى في فراغ الوقت. فجأة، اقتربت منه أكيرا وجلسَت بجواره، ترتجف من البرد، وتساءلت بصوت ناعم، "هل تأخرتُ عليك؟"

ابتسم دانيال ابتسامة خفيفة، وقد بدا عليه هدوء غريب، ثم أجابها، "لا، بالعكس... أستمتع بهذه اللحظة. الصمت هذا... يمنحني شعورًا من السكون."

لاحظ دانيال ارتجافها المستمر، فخلع معطفه ووضعه برفق على كتفيها، محاولًا أن يُضفي عليها بعض الدفء. ثم قال بصوت عميق، "إذن، ما الموضوع الذي أردتِ التحدث عنه؟

أمسكت أكيرا بمعطفه بإحكام، وقد بدا أن كلماته أثارت شيئًا في داخلها. نظرت إليه بجدية وقالت، "الموضوع الذي تحدثت عنه في المستشفى... أريد أن أعرف من يقف خلف راين، ومن الذي يدعم والده سرًا. ولماذا نصحتني بأن أبعده عن هذه البلدة؟"

وقف دانيال أمامها، وأمسك بيديها بلطف بينما كانت أكيرا تبدو في حالة صدمة شديدة، دموعها تتساقط بغزارة. قال بصوت حنون ومطمئن، "ما الأمر أكيرا؟ لماذا تبكين؟

أجابته بصوت متقطع، وهي تكاد لا تستطيع التنفس من شدة الألم، "راين لا يستحق ما يحدث له! لا أعلم كيف يمكنني إنقاذه! أنا بلا فائدة!".

أمسك دانيال بيديها، وابتسم ابتسامة خفيفة، محاولة منه لتهدئتها، "اهدئي، أنا معك.

ثم وضع رأسها على صدره بحركة حانية ليهدأها، وتابع بصوت دافئ، "لا تقلقي، سوف أساعده. سأبقى معك حتى يستجمع راين قوته ويعود إلى رشده."

استمرت أكيرا في البكاء، وكان صوتها مملوءًا بالقلق والخوف، "أنا خائفة أن يُسجن! ماذا سيكون الحكم الذي سيصدر بحقه؟ أخشى أن يتم إنهاء حياته! أنت تدرس محاماة، لذا أخبرني، هل سيكون هناك أمل؟"

اهدئي، اهدئي..." قال دانيال بصوت رقيق،  يحاول تهدئتها أكثر" لن يحدث ذلك. راين لن يُسجن، سنجد طريقة.

لم يكن لديه إجابة كاملة، لكنه كان يعلم أنه لا يمكنه ترك أكيرا في هذه الحالة من التوتر. كان يحتاج إلى بذل كل ما في وسعه لحمايتهما، ولم يكن يملك سوى الأمل للتمسك به في هذا الوضع المظلم.

في جهة أخرى، كان راين يجلس في مكتب مدير عمله، حيث كان يواجه قرارًا صعبًا. قدّم استقالته وهو يشعر بثقل في قلبه، وكأنّ كل شيء ينهار من حوله. قال المدير بحذر" راين، أخشى أنك اتخذت القرار الخاطئ. أنت موظف مميز، وأنت تعلم ذلك جيدًا.

الرسالة الزرقاء .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن