23

0 0 0
                                    


مرت أشهر طويلة من التوتر والانتظار قبل أن يُعاد النظر في قضية راين. بعد محاكمته الأولى التي أدين فيها بقتل والدته عن طريق إشعال الحريق في المزرعة، كان الجميع ينتظرون الفصل الجديد في هذه القضية التي أثارت الجدل. في البداية، كان حكم المحكمة قاسيًا، إذ تم إدانته بالقتل العمد وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات.

لكن مع مرور الوقت، بدأ القاضي والمحامون في النظر إلى القضية بشكل مختلف. تم تسليط الضوء على الأسباب التي دفعته إلى ارتكاب الفعل في تلك اللحظة المأساوية. ظهرت الأدلة الجديدة التي تبرر تصرفه، حيث تبين أنه كان ضحية للصدمات النفسية الناتجة عن ماضيه المعقد، وعلاقته المضطربة مع والديه. علاوة على ذلك، أظهر راين ندمًا حقيقيًا على ما فعله، واعترف بخطأه وألمه على ما حدث.

في هذه المحاكمة، كان دانيال وأكيرا حاضرين إلى جانبه. كانا قد أصبحا خطيبين بعد فترة طويلة من الدعم المتبادل، حيث كانا يأملان في أن يحصل راين على فرصة ثانية. كما كانت لورين حاضرة، تحاول أن تبقي نفسها مركزه . ماريا كانت هناك أيضًا، تراقب بصمت، تحاول استيعاب كل شيء حولها. بيكهام، الذي كان دائمًا موجودًا لدعم راين و اكيرا ، حضر هو الآخر، إلى جانب جاك، الشرطي المبتدئ

بعد جلسات محاكمة جديدة ومراجعة الأدلة والشهادات، تم اتخاذ قرار بتخفيف الحكم. بدلاً من السجن لمدة عشر سنوات، تم تقليص المدة بشكل كبير، ليُطلق سراحه بكفالة.

مع بداية السنة الجديدة، حيث كان سكان بريستونيا يحتفلون برأس السنة في أجواء من الفرح والموسيقى، خرج راين أخيرًا من السجن بكفالة. كان بيكهام في انتظاره خارج بوابات السجن، حيث كان الجو البارد يلف المكان. خرج راين وهو يحدق في الشارع الذي افتقده طوال فترة سجنه، وكان كل شيء يبدو مختلفًا عن الماضي، لكن في الوقت ذاته كان هناك شعور بالغرابة تجاه هذه الحرية التي عاد إليها بعد سنوات من العزلة.

لوح له بيكهام قائلاً: "أهلاً بعودتك، راين!"

رد راين بصوت هادئ: "أهلاً... شكراً لأنك منحتني هذه الفرصة."

ابتسم بيكهام وقال: "ليس أنا من منحك ذلك."

نظر راين إليه بتساؤل: "من إذن؟"

"صديقك دانيال."

لم يظهر راين أي سعادة عند سماع هذا الاسم. كان يعرف دانيال جيدًا، ولكن رغم صداقتهما، كان لديه شعور غريب تجاهه. قال راين بصوت منخفض: "هكذا إذن... ألا يجب أن يأتي أيضًا؟"

أجاب بيكهام بجدية: "أكيرا ودانيال سيتزوجان نهاية هذا الأسبوع."

فقال راين وهو يحاول أن يبدو غير مهتم: "أتمنى لهما السعادة. وأتمنى أن أكيرا أخذت القرار الصائب. دانيال الذي أعرفه شخص لطيف، لكنه متلاعب. فإذا كان صادقًا معها، فهذا جيد."

الرسالة الزرقاء .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن