الرسالة الزرقاء .

4

وجد راين نفسه مشوشًا وهو ينظر حوله، يبحث بعينيه المتعبة عن دانيال . خرج من الملهى وهو يشعر بالغثيان، وبدأ يستفرغ بجانب الرصيف. بينما كان يحاول استعادة توازنه، لمح مايك يقف برفقة فتاة غريبة، يتبادلان الحديث بشكل مريب.

تقدم راين نحو مايك، مترددًا ولكنه غاضبًا، وقال "هل تخون كاستي؟"

نظرت الفتاة إلى مايك بتساؤل وقالت "هل تعرفه؟"

رد مايك بسرعة وبنبرة مليئة بالاحتقار "أجل، إنه شخص منبوذ في المدرسة."

شعر راين بالغضب يتصاعد داخله، وقف أمام مايك بصعوبة وحاول أن يحافظ على توازنه وقال بصوت متقطع "في الحقيقة، مايك هو المنبوذ! لقد مرت عدة سنوات ولم يستطع مواجهة حقيقة أنه تعرض للاعتداء!"

تراجعت الفتاة قليلًا، وقد علت الدهشة وجهها "ماذا؟! هل ما يقوله صحيح؟"

غضب مايك بشدة، وفي لحظة انفجار، لكم راين بقوة بقبضته وقال بصوت مرتعش من الغضب "إنه تحت تأثير الكحول! كاذب لعين!"

ركضت ماريا نحوهم بسرعة، ووقفت بين مايك وراين، محاولة منع المزيد من العنف، وقالت بحدة "توقف عن ضربه! أنا أحذرك!"

نظر إليها مايك بغضب وقال "ومن بحق الله أنتِ؟!"

أجابته ماريا ببرود "لا شأن لك!"

أمسكت ماريا براين بحزم، وأخذته بعيدًا عن المكان، ثم ساعدته على الصعود إلى سيارتها. بدأت تقود بقلق، ملتفتة إليه وسألت "راين، أين هو منزلك؟"

أجابها بصوت متهدج "لا أعلم... ليس لدي منزل... ولا حتى عائلة."

تنهدت ماريا بحزن وأخذته إلى السكن الذي تمكث به. ترجلت معه وأخذته لغرفتها، حيث ساعدته على الاستلقاء على الأريكة. جلست بجانبه وبدأت بخلع حذائه بلطف، محاولة توفير بعض الراحة له.

سمعته يتحدث بصوت مكتوم، وكأن الكلمات تتسرب منه دون أن يدرك تمامًا "لماذا حياتي قاسية؟ هل ستتغير غدًا؟ هل سأصمد حتى؟" بدأ يبكي في منتصف حديثه، وكأن الألم تراكم بداخله لدرجة لم يعد يستطيع معها الاحتمال. "ماذا لو قام والداي بقتلي؟ أو قمتُ أنا بذلك؟... في أي جانب أنا؟"

لامست ماريا شعره بحنان، وبدأت تمسح جبينه بلطف، محاولة تهدئته. نظر إليها بعينيه المخمورتين وقال بصوت ضعيف "هل هناك سحر يجعلني أفقد الذاكرة؟"

أجابت ماريا بصوت دافئ "راين، أنت لا تحتاج إلى سحر. أنت قوي جدًا."

ابتسم راين ابتسامة خافتة، نظر إليها بعينيه المرهقتين، وقد أظهر في تلك اللحظة جزءًا من الشخص الذي يخفيه وراء جدرانه المتصدعة.