الرسالة الزرقاء .

3

كتابات راين .

"ذهبتُ وحيدًا أبحث عن الكنز الذي كان يتحدث عنه مايك الأزرق، لكن لم أجد سوى عظام مدفونة أسفل الحظيرة، كانت تخص الملك الأزرق..."

تملكني الغضب الشديد، راودتني أفكار عدة! كنتُ محتارًا بين إشعال النار في المزرعة أو التخلص من عائلتي، لأنني لم أجد أي دليل.

سقطت دمعة راين على لوحة المفاتيح، وكأن الألم الذي في صدره بدأ ينفجر. أسند رأسه يبكي على الطاولة، والقلق يحيط به كغيمة سوداء. دخلت والدته الغرفة، ورأت حالته المزرية، فنظرت إليه بقلق عميق "هل أنت بخير؟" أمسكت بوجهه بلطف، وتمعنت في عينيه التي كانت مليئة بالدموع "هل تبكي؟"

قال راين بصوت مكسور، يكاد لا يُسمع "أنا متعب يا أمي... أرغب في قتل نفسي."

صُدمت والدته، وسألته بقلق "لماذا تقول ذلك؟"

فجأةً، نهض بقوة، وأسقط الكرسي أرضًا، كأنه يتخلص من ثقل العالم على كاهله. "لأنني لا أستطيع التوقف عن رؤية جسد مايك! لا يمكنني محو تلك اللحظة. إنه يستمر في الظهور في أحلامي، يضغط على قلبي، ويزرع ألماً فظيعاً داخل جسدي!"

احتضنته أمه، تمسح على ظهره بحنان، محاولةً تهدئته "لا بأس.. لابد أنه يظهر لك لأنك تفكر به كثيراً يا عزيزي. أنت لطيف جداً، ومايك مذنبٌ بالانتحار، لذا لا تفكر به ودع الأمر يمر."

نظر إليها راين بحزن عميق، وكأن الكلمات اختفت من قلبه. "أمي.. هو أيضاً ابنكِ، ألم تعرفي سبب انتحاره؟"

ابتعدت عنه، وعينيها مليئتين بالدموع، ثم أعطته ابتسامة ضعيفة. "لا أستطيع، أنا آسفة." ثم خرجت من الغرفة، وتركته وحيدًا مع أفكاره.

أعاد راين تثبيت كرسيه وجلس عليه متعبًا، وكأن كل ما فيه قد نفد. ثم نشر الجزء الجديد من قصته، مستغرقًا في بحر من الأحزان، واستلقى على السرير، بينما الدموع ما زالت منهمرة، وكأنها تحاول غسل آلامه.

الأسبوع الثالث، كان وقت الظهيرة، وعمّ الهدوء أرجاء المنزل. أخذ راين كتابًا وأخذ مكانه في غرفة المعيشة، حيث كانت أشعة الشمس تتسلل من النوافذ، مما أعطى المكان شعورًا دافئًا. جلس يقرأ بتركيز بينما كان والده بجانبه يشاهد التلفاز، يتابع برنامجًا لا يهتم به راين كثيرًا. وضع الكتاب جانبًا بعد لحظات، ورفع عينيه نحو والده، مكسوًا بالتوتر "لقد سألتني عن سبب تواجدي بالمزرعة... كيف علمت بشأن هذا؟"

رد والده بلا اهتمام "أحد المزارعين رآك."

قال راين، محاولًا الاحتفاظ بهدوئه "هكذا إذاً."