الرسالة الزرقاء .

5

قصدت ماريا الورشة وهي تجري، والقلق يتسرب إلى قلبها. دفعت الباب بسرعة ودخلت، لتجد راين جالسًا في المكتب، ملامحه تعكس الإرهاق والضيق. تنهدت بارتياح وهي تغلق الباب خلفها. "حمد لله أنك على قيد الحياة."

نظر إليها بعينين محمرتين، وأجاب ببرود، "هل يهمك ذلك؟"

"بالطبع يهمني!" ردت بحماسة، ولكن قلبها كان يرتجف.

نهض راين فجأة، وأغلق الحاسوب بقوة، مما جعلها تشعر بتوتر شديد. "كاذبة... تتسكعين مع الفتيان وتخبريني بأنك تهتمين."

"راقب فمك!" قالت بحزم، وهي تحاول كبح شعورها بالذنب.

"إذاً، من كان ذلك الشاب في متجر الأغاني؟" سأل بحدة.

"زميلي في الجامعة، حتى أنني تناولت الغداء مع مجموعة من الأصدقاء." حاولت أن تبرر موقفها.

"هل أنا أيضًا مجرد صديق؟" سأل، والحزن يسيطر على نبرته.

"أجل." قالت، لكنها شعرت بأن كلماتها تجرح كليهما.

وقف أمامها، وقد تجمعت مشاعر الغضب والحيرة في عينيه. "هل كنتِ تفعلين ذلك بي للمتعة فقط؟"

"ماذا تقصد؟ لم يكن بيننا أي شيء، راين!" حاولت الدفاع عن نفسها، لكن قاطعها بحدة.

"ماذا! أنا وأنتِ ماذا؟ ماريا، انظري إلي!" أمسك بفكها برفق، يجبرها على النظر في عينيه. "انظري إلي! أنتِ خائفة من نهايتي، أليس كذلك؟ لا تقومي بذلك، أنا أشعر أخيرًا بالحب والسعادة والأمان معكِ. لم يعطني شخصٌ آخر هذا الشعور من قبل."

"هذا لأنها مرتك الأولى، راين!" قالت بنبرة جادة، محاولاً فهم مشاعره.

نظرت في عينيه وسألت بفضول، "هل أنا الفتاة الأولى في حياتك؟"

"لن يكون هنالك أخرى، أُقسم لكِ بذلك. لن أختار أحداً آخر... انتظريني، وسأكون الرجل الذي تعتمدين عليه."

تنهدت بقلق وقالت، "راين، هل تعلم كم كنت قلقة عليك؟ لقد ظننت أنك فعلت مثلما حدث في روايتك! لا أريدك أن تصبح رجلًا لي، بل أريدك أن تعتني بنفسك أولاً!"

لامس خصلات شعرها برقة، وابتسم بحزن. "اصمتي... أوعديني بذلك."

قالت بقلق، "على ماذا؟"

أراد أن يعترف بحبه الكبير لها، لكنه اكتفى بالقول، "أوعديني أنك ستبقين معي هنا حتى الغد."

ابتسمت بهدوء، وأجابت، "أوعدك.

ظلّت ماريا وراين في الورشة منذ مساء الأمس، وقد مرّ الوقت دون أن يشعروا به. كانت الأضواء خافتة، والجو مليئًا بالهدوء الذي ينم عن القرب بينهما. جلسا معًا على الأريكة المريحة في الزاوية، حيث كانت الأدوات والمشاريع متناثرة حولهما.