12

36 5 1
                                    



عادا إلى منزل راين، حيث فتح الباب ودخل بتعب واضح. "يمكنك النوم على السرير،" قال وهو يثني جسده قليلاً، "لدي عمل غداً لذا يجب أن أنام الآن."

توجهت أكيرا إلى غرفته، بينما هو أغلق الباب خلفها. دخلت الغرفة وخلعت البوت الذي كانت ترتديه برفق، شعرت بارتياح ينساب في قدميها. كانت الغرفة بسيطة، لكن بها لمسة من الأناقة، حيث كانت الألوان هادئة والأثاث مرتب بشكل جيد.

توجهت أكيرا إلى دورة المياه، حيث بدأت تغتسل. كانت المياه الدافئة تتساقط على جسدها، مزيحةً عن كاهلها الأعباء والأحزان التي تراكمت عليها. بينما كانت تتأمل في نفسها، شعرت كأنها تغسل كل الألم الذي عاشته، وتعيد بناء هويتها التي كادت تُفقد.

في الجهة الأخرى، استلقى راين على الكنبة بعد أن خلع حذائه، وشعر بالتعب يجتاحه. غطت أفكاره بين مشاعر القلق حول أكيرا وما يواجهانه من تحديات. كانت المساحة المحيطة به هادئة، باستثناء صوت المياه المتدفق في دورة المياه.

حاول أن يغمض عينيه، لكنه لم يستطع منع نفسه من التفكير في أكيرا وما مرت به. بدا له أنها فتاة قوية رغم كل ما عاشته، ورغم الجروح التي تحملها في روحها. تمنى أن تكون هذه الليلة بداية جديدة لها، وأن تشعر بالأمان والراحة.

بينما كانت أكيرا تستعد للنوم، خرجت من دورة المياه بملابس مريحة، وقد تلاشت بعض آثار القلق من على وجهها. كانت تعرف أن الراحة التي تشعر بها الآن ليست دائمة، لكن تلك اللحظة من السكون كانت كل ما تحتاجه لتبدأ من جديد.

بينما كانت أكيرا تتجهز للنوم، لاحظت الرسالة التي كان يحاول راين قراءتها عندما كانت تعاني من الألم. نظرت إليها بابتسامة مريبة، شعور من القوة يغمرها. "يجب أن أخبره بنفسي.. وليس برسالة،" همست لنفسها.

خطت نحو حوض الحمام، وأخذت الرسالة بيديها المرتجفتين. نظرت إلى الكلمات التي كتبت بحذر، شعور بالتحرر يغمرها مع كل كلمة تمر بعينيها. ثم، وبحركة حاسمة، مزقتها إلى قطع صغيرة، كل تمزق منها كان يمثل خطوة نحو تقبل نفسها وحياتها الجديدة.

أخذت القطع ورمتها في حوض الحمام، وأدارت صنبور الماء لتملأ الحوض، بينما كانت القطع تتناثر في الماء. ثم ضغطت على السيفون، ومشاهدتها وهي تختفي في عمق الأنابيب جعلتها تشعر بالتحرر. كان الأمر وكأنها تتخلص من عبء ثقيل كان يضغط على صدرها.

وقفت هناك للحظة، تشاهد الماء يتدفق، وكأنها تراقب ماضيها يختفي. استدارت وعادت إلى الغرفة .

في صباح اليوم التالي، كان راين يقف تحت الدش، حيث تساقطت قطرات الماء الدافئ على جسده، مزيحةً عنه آثار التعب والقلق من الليلة السابقة. بعد أن انتهى من الاستحمام، أخذ المنشفة ولفها حول خصره، ثم وقف أمام المرآة.

الرسالة الزرقاء .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن