الرسالة الزرقاء .

24

صباح جديد مليء بالتوتر الخفي ، أنهى راين رياضته في الغرفة بعدما تلقى اتصالًا من الصحافية لورين التي دعته لتناول الفطور، متفقين أن ترسل له العنوان لاحقًا. كان يشرب الماء عندما فُتح الباب ليجد أمامه دانيال، مرتديًا بدلة العمل الأنيقة، وابتسامة ترتسم على وجهه.

"أهلًا بعودتك!" قال دانيال بحرارة، قبل أن يعانقه كصديق.

"شكرًا،" أجابه راين ببرودٍ خفيف.

أكمل دانيال: "آسف لعدم زيارتي بالأمس. كنت منشغلًا مع العائلة."

"لا بأس، لا حاجة للاعتذار."

جلس دانيال على الكرسي المقابل وقال: "كيف تجري أمورك هنا؟"

"لا بأس بها. بيكهام ساعدني كثيرًا."

ابتسم دانيال وأخرج مفتاحين من جيبه، قائلًا: "أحضرت سيارتك، وها هو المفتاح. أما المفتاح الآخر فهو لشقتي، يمكنك استخدامها متى أردت."

نظر راين إلى المفتاحين باستغراب، قبل أن يرد بحزم: "لا... لقد فعلت ما يكفي."

ابتسم دانيال بسخرية خفيفة: "إذًا، ستقبل مساعدة بيكهام فقط؟"

"بيكهام رجل كبير ووحيد. لا بأس بالبقاء هنا لبعض الوقت."

تغيرت ملامح دانيال فجأة وقال بنبرة جدية: "اسمعني جيدًا، لا يمكنك البقاء هنا. سأشرح لك السبب لاحقًا، لكن عليك المغادرة فورًا."

تجمد راين في مكانه، ثم أجاب بغضب مكبوت: "لا مزيد من الأسرار أو الأسباب المؤجلة، أخبرني الآن!"

تنهد دانيال وقال بصوت خافت: "حسنًا... لكن أوعدني أنك ستتظاهر بعدم معرفة شيء."

"تحدث."

اقترب دانيال منه وقال بحذر: "بيكهام متورط في قضية شقيقك، بل هو أيضًا السبب في وفاة والديّ أكيرا."

"ماذا؟! هذا مستحيل!"

أمسكه دانيال من كتفه محاولًا تهدئته: "تمالك نفسك، راين. ابقَ هادئًا. لا تترك خلفك أي شكوك عند مغادرتك. أنا سأشرح لك كل شيء في شقتي."

لمع الغضب في عيني راين، لكنه قرر التحلي بالهدوء هذه المرة، قائلاً: "حسنًا... سأنتظرك."

بعد مغادرة دانيال، جلس راين في الغرفة للحظة، يحاول استيعاب الكلمات التي سمعها للتو. تنهد وكأنه يريد إخراج كل الأعباء التي تثقل صدره. كتب رسالة صغيرة إلى بيكهام يشكره فيها على استضافته، وأخذ المفاتيح، ثم غادر المنزل بهدوء بسيارته، متجهًا إلى الشقة التي أعدها دانيال.