الرسالة الزرقاء .

20

كان راين غارقًا في قراءة الكتب، محاولًا أن يهرب من واقعه المرير. نادى عليه أحد الضباط قائلاً: "لديك زيارة."

مشى راين مع الضابط إلى غرفة الزوار، وعندما دخل الغرفة، رأى دانيال ينتظره. عانق دانيال راين بسرعة، ثم جلسا معًا. كان الحديث في البداية عن التخرج، لكن شيئًا ما كان في قلب دانيال، يوشك على قوله.

فجأة، فتح دانيال موضوعًا حساسًا وقال: "لدي ما أخبرك به، راين."

رد راين: "اخبرني."

أجاب دانيال: "لقد كنت اعتني بها جيدًا كما وعدتك. لكني أخشى أن تطور الأمور بيننا قد يزعجك."

قال راين بحذر: "تطور؟ تعني أن..."

أجاب دانيال: "نعم، أنا وأكيرا نتواعد."

صدم راين، شعر بشعور عميق من الخذلان. قلبه كان يموج بالألم، لكن وجهه بقي جامدًا، وابتسم ابتسامة مزيفة وهو يقول: "تهانينا... كنت أعلم أن أكيرا لا تحب الانتظار. أنا سعيد لأنها اختارت شخصًا جيدًا مثلك، وليس شخصًا آخر."

قال دانيال مشككًا: "هل ما تقوله من قلبك؟"

أجاب راين بسرعة، محاولًا أن يخفي ألمه: "بالطبع. استأذنك، يجب أن أعود."

عاد راين مع الضابط إلى الزنزانة، لكن قلبه كان في حالة من الصراع الداخلي. كانت مشاعره تتخبط بين الغضب والانكسار، لكنه كان يحرص على إخفاء كل ذلك. كان يحاول أن يتقبل الوضع، رغم أنه كان يكاد ينفجر من الداخل. كان يخشى أن يخسر أكيرا ودانيال معًا، وكان يحاول قدر الإمكان أن يظل في حياتهما، حتى وإن كان ذلك يسبب له الألم.

فور أن أغلق الضابط الباب خلف راين وأدخله في زنزانته، انفجر راين في لحظة من الغضب العارم. هرع نحو الحائط ووجه إليه عدة لكمات عنيفة، حتى شعَر بألم شديد في يده. تضررت أصابعه وكفه الأيمن، ومع كل ضربة كان يصرخ، الصراخ الذي كان يحمل كل الألم الذي يعصف بداخله.

أخذ راين المذكرة التي كانت أمامه، وبدون تفكير تمزق الأوراق بين يديه. كل ورقة تمزقت كانت كأنها قطعة من نفسه، وكان يشعر بالغضب يزداد، لكن أيضًا كان يشعر بالعجز. تمزق الورق مثلما تمزق قلبه، وكلما زاد التمزق، كان ينغمس في الظلام أكثر، يحاول أن يجد طريقة للهروب من هذا الألم الذي يراه لا ينتهي.

ابتلع دموعه وهو يحدق في القطع الصغيرة من الورق، كما لو أن هذا هو السبيل الوحيد للتهرب من مشاعر الخذلان والانكسار التي تجتاحه.