يارب الأُمنيات قرِّبها ، هوِّنها ، يسِّرها ، باركها ، و آنسنا بها ♥️
.
.
.
.
.
دلف آدم إلى المنزل فى المساء و هو يسمع صوت قهقه والدته و اخته ليلقى عليهم التحيه و هم يلقوا بتركيزهم الكامل على الهاتف الذى فى يد ندى.
"استنى بصى الفيديو ده"
تحدثت ندى و هى تقوم بتشغيل فيديو ما ليصدر صوت ليله.
"سهله و الله، هتاخدى حته من العجينه اللى خمرت اكيد و تفرديها فى الصينيه بعد ما تدهنيها زيت، و بشوكه و تخرميها اخرام صغيره و بسيطه، و بعدين تحطى الصلصه بتاعه البيتزا و فوقها الحشو و تزقيها فى الفرن"
" و انا اتعب نفسى و ابهدل نفسى ليه؟ ما اشتريها جاهزه و خلاص"
أتى صوت ندى لتقهقه والدتها على ملامح ليله التى أمسكت بتلك السكين التى كانت بجانبها ملوحه فى وجه ندى التى تمسك بالهاتف.
" روحى بقا زى الشاطره اطلبيلك واحده علشان انا لو شوفت صوباع واحد من صوابعك ممدود على البيتزا بتاعتى هقطعهولك، انتى فاكره علشان انا هاديه و شكلى كيوت ابقى لطيفه، لا يا حبيبتى ده انا قتاله قتله، ده انا خليفه ريا و سكينه"
قهقهت ندى و والدتها على ملامح ليله بينما الفضول يتآكل آدم الجالس أمامهم.
" استنى كملى كملى"
صاحت ندى و هى تجعل والدتها تنتبه مره اخرى إلى الهاتف.
" ماشى، ابقى شوفى بقا مين اللى هيديكى الشوكولاته اللى جايه من برا"
"ها يا نونو يا حبيبتى مقولتيش البيتزا بتاعتك عايزاها بطعم ايه"
قهقهت والده ندى على تصرفات ليله الطفوليه و ملامحها التى تتبدل سريعا على حسب الموقف التى توضع به.
"يخرب عقلك يا ليله، بس صحيح يا ندى انتى جبتى الشوكولاته دى منين؟ مش انتى اكلتى بتاعتك؟! "
تسائلت والده ندى لتبتسم المعنيه بتوتر و هى تنظر لاخيها.
" اخدت بتاعه آدم"
"نعم ياختى"
صاح آدم و قد تحولت ملامحه بسرعه لتنظر له ندى بتوتر و بعض الخوف.
" ما انت كدا كدا ملكش فى الشوكولاته"
"كنت هديها لدينا، انتى بتاخدى حاجه مش بتاعتك ليه اصلا"
صاح آدم بغضب لتنظر له اخته بغضب مماثل.
" دينا و زفت، ليله أولى منها، و بعد كدا انا هقول لبابا ميعملش حسابك فى الشوكولاته و يدى نصيبك لليله، و متخليهاش تطلع فى دماغى يا آدم اقوم اتصل بدينا الزفت دى دلوقتى حالا و اهزقها"
" طيب جربى تعمليها كدا يا ندى و انتى هتشوفى انا هعمل فيكى ايه"
"ورينى يا اخويا هتعمل ايه"
" لا مينفعش صوتكم العالى ده، قوموا امسكوا السكاكين لبعض، و لا على ايه يلا يا آدم هات مسدسك و اضربها طلقه و خلص عليها"
تحدثت والدتهم ليصمتا الاثنان و قد شعرا أنهما تجاوزا الحدود أثناء وجود والدتهم.
" ندى غلطت لما اخدت حاجه مش بتاعتها، بس انت كمان غلطت لما قعدت تزعق، انت كدا كدا مكنتش ناوى تاكل الشوكولاته بتاعتك، و بعدين مجتش من مره يا حبيبى ان الست دينا تاخد الشوكولاته اللى هى تقدر تجيب زيها و بسهوله"
"و الست ليله بتاعتكم متقدرش تجيب زيها ليه أن شاء الله؟ "
" علشان هى معندهاش أب زى بتاع الست دينا بيلف العالم طول السنه، و معندهاش أم زى الست دينا بتحقق لبنتها كل اللى هى عيزاه من قبل ما تحلم بيه حتى "
صمت آدم قليلا خجل من فعلته، هو يعلم انها يتيمه بالفعل و لكنه لم يتخيل ان تجيبه اخته مثل تلك الاجابه.
" ماما ليله عارفه انك بتحبى البيتزا بالبسطرمه و عملتلك واحده مخصوص"
تحدثت ندى و هى تخرج علبه كرتونيه مثل الخاصه بالمتاجر مناوله اياها إلى والدتها التى ابتسمت بسعاده فاتحه اياها سريعا متناوله قطعه منها تتلذذ بها.
"الله حلوة اوى"
صاحت والده ندى بتلذذ لينظر لها آدم بإستغراب.
" ايوه بجد نفسها حلو اوى فى الاكل"
تحدثت ندى و هى تخرج علبه أخرى من الحقيبه لينظر آدم إلى الحقيبه ليجد علبه أخرى ليقوم بسحبها بهدوء و لكن اخته كانت له بالمرصاد.
"مش كنت مستخسر فيها الشوكولاته، قوم بقا اطلبلك واحده"
"مش عايز اصلا انا شبعان"
تحدث آدم و هو يعتدل على مقعده لتعتدل ندى هى الأخرى فى جلستها مستمتعه بالبيتزا ليقوم اخيها بخطف الحقيبه مهرولا إلى غرفته.
"هى كانت بتاعتك؟"
"لا ليله عملتها لآدم اصلا، قولتلها انه بيحبها بالسجق و عملتهاله بس انا حبيت أعلمه الأدب شويه"
اومأت والدتها بلا مبالاه و هى تلتهم طعامها بتلذذ و سعاده.
"انتى بتاعتك بطعم ايه؟"
"ميكس"
"تيجى نبدل مع بعض و ندوق؟"
"ماشى"
حوار صغير دار بين ندى و والدتها لا يدل على كبرهم ابدا بل صغر سنهم بل عقلهم ان صح القول.
.
.
.
.
.
مرت الايام و اتى والد ندى من السفر محمل بالعديد من الاشياء و جلب إلى ليله مثلما جلب لندى كما طلبت زوجته و ابنته ليزداد فضوله إلى رؤيه ليله التى يتحدث عنها الجميع هكذا.
فى ذلك اليوم بعد انتهاء المحاضرات قام دكتور بمناداه ليله و ندى قبل مغادرتهم ليتبعوه إلى مكتبه سريعا.
"مش حابين تطبقوا اللى بتتعلموه ده؟ "
" ازاى؟ "
صاحت ندى بحماس ليبتسم الدكتور عليها ناظرا إلى ليله التى تختبئ خلف اللون الاسود رغم يقينه انها تنظر له بإهتمام هى الأخرى.
" عندى عمليه انهارده و محتاج اتنين مساعدين، جاى و لا الدور الجاى "
" جاى طبعا يا اسطا"
صاحت ندى بسرعه ليقهقه الدكتور عليها بينما قامت ليله بلكزها بخفه.
"معاك طبعا يا دكتور، امتى؟"
"يلا بينا دلوقتى، العمليه كمان ساعه، يعنى يا دوب نلحق نروح المستشفى دلوقتى و نستعد للعمليه"
" دكتور ياسين هو كدا مش غلط على حضرتك؟ اقصد احنا لسه طلاب فى الكليه"
صاحت ليله بقلق على ذلك الشخص الذى اعتبرته بمثابه والدها بسبب تعامله اللطيف معها و قربه منها.
" يا ستى ملكيش دعوه انتى، و بعدين انتوا اه لسه طلاب بس من اكفئ الطلاب الموجودين، و انا متأكد انكم مش هتخيبوا ظنى فيكم"
" اكيد يا دكتور"
صاحت كل من ليله و ندى بسرعه و فى وقت واحد ليبتسم الدكتور بهدوء.
"طيب يلا بينا علشان منتأخرش"
تحدث الدكتور ياسين و هو يتحرك من مكانه حاملا حقيبته لتتبعه الفتاتان بسرعه ليصعدا معه فى سيارته من الخلف لينطلقوا إلى المشفى بسرعه.
فى الطريق قامت ندى بالاتصال بوالدتها و أخبارها انها ستتأخر فى العوده، و تقوم ليله بالاتصال بخالتها و لكنها لم تجد اجابه لتقوم ببعث رساله لها مفادها انها ستتأخر فى العوده الى المنزل.
ذهبت ندى لتبدل ملابسها بأخرى مناسبه للذهاب الى غرفه العمليات ليوقف ياسين ليله متحدثا معها بهدوء.
"ليله ،انتى عارفه انك مينفعش تدخلى اوضه العمليات بالنقاب، صح؟"
"عارفه يا دكتور متقلقش، عن اذنك علشان الحق البس انا كمان"
اومئ ياسين بخفه إلى ليله التى تبعت صديقتها فى تبديل ملابسها هى الأخرى.
.
.
.
.
.
انتهى طبيب التخدير من عمله ليخرج من الغرفه تاركا خلفه ياسين و الفتاتان و ممرضه للمساعده.
" انا مش عايزكم تقلقوا خالص، و اتعاملوا بإعتياد و اريحيه، تمام"
" تمام يا دكتور"
"نبدأ بإسم الله"
بدأ ياسين العمل برفقه الفتاتان اللتان تطبقان ما قاما بدراسته برفقه معلمهم لتنتهى العمليه بنجاح و بدون اى مشاكل ليهنئ الطبيب الفتاتان اللتان غادرتا ليبدلا ثيابهم.
" يا خبر كل دى مكالمات من خالتو"
تحدثت ليله بصدمه و هى ترى كم الاتصالات من خالتها لتحاول الاتصال بخالتها لتجد هاتفها مغلق.
"ايه ده دى ماما كمان متصله بيا كتير اوى"
صاحت ندى هى الأخرى و هى تهم بالاتصال بوالدتها التى أجابت سريعا.
"ندى تعالى انتى و ليله حالا"
" طيب فيه ايه طيب؟ "
" لما تيجوا هتفهموا كل حاجه، بس تعالوا بسرعه يلا"
انهت والده ندى الاتصال لتذهب الفتاتان سريعا حيث منزل ندى.
وصلتا الفتاتان ليجدا حاله من التوتر سائده على والده ندى و والدها و أخيها كذلك.
"فيه ايه يا ماما خضتينا"
" ليله انتى كلمتى خالتك؟ "
" لا حاولت اتصل بيها بس موبايلها مقفول"
" طيب انتى هتقعدى معانا فتره على ما خالتك ترجع"
"ليه هى فين؟"
"هقولك على كل حاجه بس الاول تنفذى اللى هقولك عليه"
"اللى هو ايه؟"
"تتجوزى آدم"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"
