Part 24

8.5K 392 6
                                    

يقول ابن القيم:
"أتظن أن الصالحين بلا ذنوب؟!
‏إنهم فقط استتروا ولم يُجاهروا، واستغفروا ولم يُصروا، واعترفوا ولم يبرروا، وأحسنوا بعدما أساءوا."
.
.
.
.
.
"ايه يا بت الظرافه اللى انتى فيها دى"
تحدث حمزة بإشمئزاز بينما ليله مازالت تنظر له لتتحدث بجديه.
"علفكره انا مبهزرش"
"ليله انا خلقى ضيق و بتعصب بسرعه"
"يعنى انت مش مصدقنى؟"
"يعنى انتى بتتكلمى جد!"
صاح حمزه بصدمه لتومئ له ليله بخفه ليصيح بها حمزه.
"نهارك اسود، امتى و ازاى تعملى كدا؟ و امتى؟ و هو مين اصلا؟"
نظر كل من بالمكان إلى حمزه الذى يصيح فى وجه ليله الصامته و التى تنظر له بهدوء من خلف النقاب ممسكه بحقيبتها ناهضه و هى تتحدث.
"قوم يا حمزه نتكلم فى العربيه بدل ما الناس عماله تتفرج علينا"
انهت ليله حديثها ناهضه متحركه أمام حمزه الذى تبعها بسرعه حتى السياره.
قاد السياره بأعصاب مشدوده و ملامح واجمه حتى أوقف السياره فى مكان هادئ و هو مازال ينظر أمامه ليتحدث بغضب مكبوت.
"هو مين؟!"
" ممكن تهدى الأول "
استدار حمزه مواجها ليله ناظرا لها بغضب و هو يصيح بوجهها.
"اهدى! انتى خليتى فيه القدره ان الواحد يهدى من الأساس.
" متخلنيش اندم انى قولتلك يا حمزه "
" و هى دى كانت حاجه هتستخبى كتير، كنتى هتفضلى مخبيه لحد امتى؟ لحد ما بطنك تكبر و لا ايه بالظبط؟!"
"انت فاهم الأمور غلط، و انا محتجاك تكون هادى علشان اقدر افهمك و انت تقدر تستوعب اللى هقوله"
تنهد حمزه بقوة محاولا التهدأه من أفعاله و اعصابه قليلا لينظر إلى ليله مره اخرى متسائلا.
" هو مين؟ "
" آدم اخو ندى"
" من امتى؟ "
" من ٣ شهور و نص تقريبا"
" حد يعرف؟ "
" أنت أول واحد حتى خالتو متعرفش؟ "
" تميتى جوازك؟! "
" جوازنا على الورق بس"
تنفس حمزه براحه فور ان اجابته ليله بإجابه اراحت قلبه و لو قليلا ليتحدث مره اخرى.
"احكيلى بقا على كل حاجه"
اومأت ليله لتبدأ فى التحدث مخبره حمزه بكل شئ بدايه من ذهابها للعيش فى منزل صديقتها و زواجها بآدم إلى آخر حديث لها مع آدم و الذى اخبرها انه لن ينفصل عنها.
"يعنى ايه مش هيطلق"
صاح حمزة بغضب لترفع ليله اكتافها للأعلى قليلا دلاله على عدم معرفتها.
" ما هو الغلط عليكى علشان انتى اللى وافقتى على المهزله دى من البدايه"
صاح حمزة بها مره اخرى لتنظر له ليله بقوة و غضب و قد فقدت اعصابها هى الأخرى لتصيح بوجهه.
"هو فيه ايه انت عمال تزعق ليه، انت عارف انا عيشت ازاى و لا حياتى كانت ازاى؟ انا يتيمه الأم و الأب، يتيمه من و انا لسه فى اللفه، عيلتى الوحيده اللى كنت اعرفها هى خالتى، هى كانت امى و ابويا و صاحبتى و كل حاجه فى حياتى، كبرت و هى كل دنيتى، فجأه يظهرلى جدود و عيله كبيره و كل واحد فيهم بيتخانق مع التانى و داخلين رهان مع بعض علشان يشوفوا مين اللى هياخدنى ليه قبل التانى و مفكروش فيا و فى حياتى، مفكروش انا حياتى هتبقى ازاى لو بعدت عن عيلتى الوحيده، كان جوازى بآدم هو الحل الوحيد اللى مش هيخلينى ابعد عن خالتى فكان طبيعى جدا انى أوافق عليه و انا مغمضه، خالتى كانت هى الوحيده اللى فى حياتى، هى عيلتى بحالها و كان مستحيل ابعد عنها، انت ملكش حق انك تقعد تزعق فيا بالشكل ده، و هى غلطتى اصلا انى كنت مفكره انك هتفهمنى بس طلعت و لا فهمتنى و لا حاجه، روحنى و الموضوع اللى اتكلمنا فيه ده محدش يعرفه نهائى و انا هتصرف و هفكر فى حل و هحله لوحدى و من غير مساعده من اى حد، بس قسما بالله لو حد عرف لهتكون قطيعه بينى و بينك يا حمزة، و اقولك كمان انا هروح لوحدى"
انهت ليله حديثها الصارخ فى وجه حمزه فاتحه باب السياره خارجه منه لتغادر بخطى غاضبه مع غلق باب السياره بقوة بينما حمزه فقط ينظر لها و لا يعلم ماذا حدث لكل هذا.
آفاق حمزه من صدمته اخيرا ليخرج من السياره ليحاول اللحاق بليله و لكنها كانت اختفت بالفعل.
تنهد بثقل ليصعد فى السياره مره اخرى محاولا الاتصال بها و لكنها لا تجيب ليلقى بهاتفه جانبه لينطلق بالسياره حتى عاد للمنزل اخيرا.
.
.
.
.
.
يومان مرا و عاد حمزه إلى عمله مره اخرى مع رفض ليله التام بملاقاته او حتى الحديث معه و كلما حاول لقائها كانت تتحجج لجديها بأى شئ حتى لا تخرج من غرفتها أثناء تواجده.
غادر إلى عمله و هو يشعر بالندم و لكنه عاهد نفسه انه عند عودته سيبقى بجانب ليله و سيستمع لها و سيساعدها فى حل مشاكلها بأكملها.
مرا اليومان على يوسف ابن خال ليله و هو وحده بالمنزل الخاص به، وحده بدون نور زوجته و نوره الذى يساعده فى الرؤيه أثناء الظلام.
لا تجيب على اى من اتصالاته حتى عندما يحادث والدها او والدتها يخبروه انها مصره على قرارها، قرار طلاقها منه مما جعله مدمر اكثر.
لم يخرج من منزله طوال هذان اليومان حتى استمع إلى صوت صياح والدته التى تسكن فى الشقه التى تقع فوقه.
خرج من منزله صاعدا بخطى بطيئه للأعلى حتى دلف إلى منزل والديه بالمفتاح الذى يملكه و لكنه وقف مكانه يستمع إلى صوت صراخ والدته  فى اخته.
"هترجعى بيتك غصب عنك و رجلك فوق رقابتك"
"حرام عليكى بقا، حرام عليكى دمرتيلى حياتى و مستقبلى، قعدتى انتى و بابا تقولولى اتجوزيه ده غنى و معاه فلوس هيعيشك ملكه و مش هيحرمك من حاجه، قعدتوا تقولولى يا اما ده يا اما مفيش، قعدتوا تغصبوا عليا رغم انى مبحبوش بس رضيت بقدرى و بتحكمكم فيا، بقى يهنى و يضربنى و بحط الجذمه فى بؤى و بسكت و بستحمل علشان المركب تمشى علشان عارفه و متأكده ان انا لو جيت اشتكى هتقولولى استحملى، استحملت وساخته مع الستات و الرسايل اللى كانت بتجيله و مكالماته اللى بعد نص الليل اللى فيها كلام وسخ علشان خاطر ابنى و علشان عارفه ان أهلى مش هيقفوا معايا، استحملت انه من ساعه ما شاف ليله و هو مش مبطل كلام عليها و بيحلم بيها و هو صاحى، لكن اللى مقدرتش استحمله يا ماما انى الاقى واحده جيالى و تقولى انا مراته و هقعد فى البيت ده زيى زيك، واجهته و مأنكرش ده بالعكس اكدلى انه متجوزها و هتقعد فى بيتى، و لما زعقت و رفضت ضربنى و قالى هتقعدى هنا تقعدى زى الخدامه غير كدا مش عايز اشوف خلقتك، و فى الاخر تقوليلى هترجعى بيتك! "
صاحت ابنتها فى وجهها و هى منهاره بالبكاء بينما والدتها تنظر لها بجمود و فقط يوسف يستمع لحديث اخته الذى آلم قلبه، الهذه الدرجه كان غافل و لم يلحظ تعاسه اخته فى زواجها الشاق!
" و مش على آخر الزمن بنتى تطلق، ترجعى بيتك حالا و تدافعى عن حقك فيه، تعيشى خدامه تحت رجل جوزك، و مهما حصل اياكى تجيبى سيره الطلاق على لسانك"
"يعنى ايه؟"
تدخل يوسف فى الحوار هذه المره و هو يقف أمام والدته التى تحدثت مره اخرى.
"يعنى تاخد شنطه هدومها و ترجع بيت جوزها تانى"
اومئ يوسف بخفه ممسكا بحقيبه اخته متحدثا بهدوء.
" يلا يا سيلا"
" لا و النبى يا يوسف، و النبى ما ترجعنى ليه تانى بالله عليك"
"اهدى يا حبيبتى، مين قالك انى هرجعك ليه، بيت اخوكى مفتوح ليكى يا حبيبتى تنوريه و تقعدى فيه معززه مكرمه، و ابنك هو ابنى و انتى عارفه ده كويس، مش هحرمه من اى حاجه و انا اللى هربيه و مش هرجعك لجوزك غير لما يجى و يبوس رجلك و يطلب السماح و لو انتى رفضتى انا مش هرجعك ليه"
" انتى بتعصى كلامى يا يوسف"
صاحت والدته بغضب و هى تقف أمامه ليتنهد يوسف بثقل متحدثا.
" انا فوقت،فوقت من اللى انا كنت فيه، احب اهنيكى صحيح، اهنيكى على خراب بيوت عيالك الاتنين، بنتك و ابنك، بنتك راجعه من بيت جوزها طالبه الطلاق و مرات ابنك سابت البيت و رجعت بيت اهلها و طالبه الطلاق هى كمان، برافو عليكى، افرحى بقا و اتبسطى، يلا يا سيلا"
أنهى يوسف حديثه متحركا من مكانه و هو يحمل حقيبه اخته التى تبعته بسرعه لتجلس والدتهم على أقرب مقعد لها و هى لا تستطيع استيعاب كم الأحداث التى حدثت.
.
.
.
.
.
دلفت ليله إلى تلك العياده المليئه بالنساء الممتلئه بطونهم فى تلك العياده النسائيه لتدلف بسرعه إلى غرفه الكشف بعد أن تحدثت مع الممرضه قليلا.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"

ليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن