اللهم قدراً جميلاً وخبراً جميلاً ودعوهً مستجابه💛
.
.
.
.
.
كما هى العاده فى هذا الجو الحار كانت ليله ترتدى ذلك الفستان الصيفى ذى الحمالات الرفيعه و الذى يصل طوله إلى ركبتيها و فتحه صدره الواسعه مظهره بشرتها البيضاء و صدرها و جيدها الملفتان و كانت تبدل ملابسها إلى أخرى قبل موعد عوده محمود و آدم من العمل.
كانت تقف على مقعد و هى تعلق شئ يشبه الستار فى الحائط بينما تتراقص على تلك الانغام العاليه التى قامت ندى بتشغيلها بينما تردد بعض الكلمات.
"و هما استغنوا عنى، اه، و هما استغنوا عنى"
كانت ليله تغنى و هى تصفق بيديها بقوة بينما تتراقص على المقعد ليختل توازنها قليلا و تسقط من الأعلى و لكن يد احاطت خصرها الرفيع و المنحوت بقوة و عنايه معدله اياها فى وقفتها.
"جيتى فى وقتك يا ندى كان زمانى واقعه على التوته زى ما وقعت لما خبطت فى اخوكى اللى شبه الحيطه ده"
صاحت ليليه مقهقه و هى تتذكر وقعتها لتضع يدها على مؤخرتها كرد فعل تلقائى منها.
"تصدقى نقحت عليا من السيره، ناولينى المقص"
تحدثت ليله و هى مازالت تعطى ظهرها لمن خلفها لتأخذ المقص و هى تقوم بقص الزيادات من الأعلى.
"بت يا ندوش، تفتكرى جدودى بيحبونى علشان انا جزء من عيالهم؟ و لا هما بيتخانقوا على مين يوصلى فى البدايه كنوع من أنواع العند لبعض و خلاص؟! "
تسائلت ليله متنهده بثقل و هى تطأطئ رأسها قليلا و لكنها سرعان ما رفعتها بسرعه مسترسله حديثها.
"خالتو قالتلى ان جدودى الاتنين كانوا أصحاب، و جداتى كمان، سبب العداوه اللى بين العيلتين ان اخت جدو ابو ماما كانت هتتجوز واحد، بس اخو جدو ابو بابا كان بيحبها فالاتنين هربوا مع بعض و اتجوزوا و من هنا بقا و بدأت العداوه، اللى هو تبقى انت صاحبى و مدخلك بيتى و مأمن على أهل بيتى منك و يجى اخوك و يعمل كدا فى اختى، و يشاء القدر ان ابويا يحب امى، و بردو يشاء القدر ان الاتنين يهربوا و يتجوزوا و العداوه القديمه اللى بينهم تتجدد تانى"
توقفت ليله عن الحديث مره اخرى مفكره قليلا و هى تقطب حاجبيها متسائله.
" بس اللى انا فعلا مش فاهماه، اشمعنا دلوقتى اللى بدأوا يدوروا عليا تانى؟ جايين بعد ٢٥ سنه من عمرى يدوروا عليا ليه؟! مدوروش من بدرى ليه؟! انتى مبترديش عليا ليه؟ "
صاحت ليله و هى تلتفت بعنف على المقعد لتفاجئ بوجود آدم خلفها لتشهق بقوة و صدمه و يختل توازنها فجأه و كادت ان تسقط و لكن و للمره الثانيه يد آدم كانت الأسرع فى احاطه خصرها و لكنه حملها هذه المره منزلا اياها على الأرض ليظهر فرق الطول بينهم.
" أنت هنا من امتى؟!"
صاحت ليله بصدمه بينما آدم يتمعن فى تفاصيلها، كان يتمعن فى تفاصيل جسدها البض القادر على اثاره اى رجل مهما كانت درجه تحمله، و بالأخص حركاتها الراقصه و تمايل جسدها المنحوت و الممتلئ فى اماكنه المناسبه.
"من ساعه ما كنتى هتقعى اول مره"
"ده انت هنا من بدرى بقا"
همست و صوتها كان بمثابه أشعال ذاتى لمشاعره ليتأمل وجهها بدايه من حاجبيها المرتبان و رموشها الكثيفه التى تجعل رسمه عيناها واضحه بلونها الذى لا يعلم اذا كان أخضر ام زيتونى و لكنه فقط لون مميز، انفها الصغير و وجنتيها المشتعلتان ليصبح لونهم أقرب إلى لون الفراوله، و أما فمها تلك الشفاه الممتلئه ذات اللون الوردى الطبيعى، و عيناه ظلت على شفتيها تأبى التحرك.
مال بوجهه ببطئ فى لحظه جنون يريد تذوق طعم شفتيها، يريد تذوق طعم رحيق الورد من شفتيها.
"ليله"
انتبهت ليله على صوت نجلاء لتفيق فى اللحظه المناسبه فهى كانت ستنساق خلف حلمها، و لكنها كانت ستؤنب نفسها فيما بعد لذلك شكرت نجلاء بداخلها و هى تبتعد عن آدم دالفه لداخل غرفتها بسرعه و هى تنظر له بحزن.
اما هو رآها تنسحب من بين يديه و تختفى من أمامه، رآها تنظر له و تلك اللمعه الحزينه تملئ عيناها و هو لا يعلم لما ذلك الحزن!
رفع يديه ماسحا على وجهه بعنف ليشعر بتلك الحلقه المعدنيه فى يده، و هو لوهله نسى دينا و كل الفتيات أجمع بينما كانت تلك الجنيه بين يديه.
"ايه ده آدم! انت جيت امتى ؟فيه حاجه و لا ايه؟"
تسائلت نجلاء و هى ترى ابنها يقف أمامها الان فى ذلك الوقت و يبدو عليه الضيق.
"نسيت موبايلى"
صاح آدم دالفا إلى غرفته ليخرج بعدها بسرعه خارجا من المنزل بأكمله.
لا يعلم مِن مَن هو غاضب من الأساس، من نفسه ام من ليله التى ذهبت بسرعه من يده قبل أن يتذوق رحيقها.
تنهد بثقل ليقود سيارته بسرعه عائدا إلى مقر عمله مره اخرى.
.
.
.
.
.
فى المساء تجمعت العائله بأكملها على طاوله الطعام بعد أن عاد رب الاسره و ابنه من العمل.
بدأ الجميع فى تناول الطعام بهدوء بينما ليله فقط تنظر إلى طبقها و تحرك معلقتها فى الفراغ لينتبه لها محمود.
"ايه يا ليله مبتاكليش ليه؟"
"اكلت الحمد لله، انا هقوم اعمل الشاى على ما تكملوا اكلكم"
انهت ليله حديثها ناهضه من على طاوله الطعام لينظر محمود إلى زوجته.
"مالها ليله؟"
"مش عارفه و الله، هى الصبح كانت كويسه و كانت هى و ندى مشغلين اغانى و عمالين يرقصوا و كل حاجه كانت كويسه، دخلت انا و ندى المطبخ و هى كانت بتعمل الركنه زى ما قولتلك و فجأه لقيتها اتطفت كدا و وشها بقا حزين و قالت إنها هتنام لحد ما انتوا جيتوا و دخلت اصحيها علشان تاكل لقيتها صاحيه اصلا"
" هتلاقى بس حوار خالتها و جدودها اللى تاعبلها اعصابها شويه "
علقت ندى متدخله فى الحديث هى الأخرى بينما آدم ينظر لهم و يتابعهم بهدوء، هل تكرهه لدرجه حزنها الكبير ذلك من لمسته لها؟
اما ليله فهى حزينه بسبب ما كانت مقدمه على فعله، ماذا كان سيفكر بها اذا كان تمادى و استباح لمسها كما يشاء؟ كيف كانت ستنظر إلى نفسها بالمرآه و هى تعلم انها كانت مجرد شهوه له بينما قلبه تملكه امرآه أخرى غيرها.
عبره ساخنه نزلت على وجنتها لتمسحها بسرعه آخذه نفس عميق مخرجه اياه ببطئ و هى تهدئ نفسها قدر المستطاع، تتمنى ان تنتهى تلك التمثيله حتى تبتعد و يستريح قلبها الملكوم.
.
.
.
.
.
جلسوا جميعا يستمتعوا بكوب الشاى التى قامت ليله بإعداده لتشاركهم ليله جلستهم.
"اخبار المذاكره ايه يا بنات؟"
تسائل محمود يحاول تجاذب الحديث لعل ليله تعود إلى مرحها مره اخرى.
"بعون الله ليله هتفهمنى كل حاجه"
"اتسندتى على حيطه مايله و الله"
علقت ليله سريعا على ما قالته ندى ليبتسم محمود بخفه على ما قالته ليله متحدثا.
"ليه كدا يا ليله؟ "
"مش عارفه بس انا مستصعبه كل حاجه الفتره دى و مش مستريحه علشان كدا تحس ان كل حاجه سوده فى وشى، بس الحمد لله على كل حال، انا متأكده ان ربنا مش هيسبنى"
احابت ليله بإبتسامه هادئه ليومئ لها محمود بخفه.
دقات عنيفه على باب المنزل جعلت الجميع يقطب حاجبيهم بإستغراب لينهض آدم فاتحا باب المنزل.
" هى فين؟ حفيدتى فين؟ "
" دى حفيدتى انا "
سمع الجميع صوت صياح من الخارج لينهض محمود متحدثا للفتيات.
" خشوا البسوا حاجه بسرعه"
أنهى محمود أمره ذاهبا حيث ابنه ليقابل رجلان كبيران فى السن و خلفهم رجال عددهم سته تقريبا.
"اتفضلوا"
تحدث محمود بإبتسامه هادئه و هو يشير للجميع بالدلوف ليحاول آدم الاعتراض.
" يا بابا دول....."
"اتفضلوا نتكلم جوه"
قاطع محمود حديث ابنه و هو يفسح المجال للجميع للدخول.
"فين حفيدتى؟فين ليله؟"
"قولتلك دى حفيدتى انا"
"هو ايه اللى حفيدتك انت"
"ايوه بنت بنتى تبقى حفيدتى"
"و هى تبقى بنت ابنى يعنى على أسمى انا، يعنى حفيدتى انا"
صاح الرجلان الكبيران فى وجه بعضيهما يتصارعان لتقف ليله أمام الجميع و هى ترتدى نقابها بينما تابعت ذلك الصراع من البدايه.
تقدمت بهدوء من الرجلان اللذان صمتا ممسكه بيديهما جاذبه اياهم خلفها كالام التى تمسك بيدى صغيراها تحت أنظار الجميع المستغربه.
ما زاد استغرابهم هو صمت الاثنان و السير خلف تلك الفتاه طوعا دون حتى أن يعلما من هى حتى دلفت ليله إلى غرفتها مغلقه بابها خلفها و قد حل الصمت و لا أحد يعلم ما الذى يدور داخل الغرفه.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"