Part 23

9.2K 407 14
                                    

”لَقَد كَانَت مُوَاسَاتِي لِنَفسِي دَائِمًا أَن اللّٰه مَا أَحدَثَ أَمرًا إلا خَيرًا 💜.“
.
.
.
.
.
"جنينه ايه؟ ما توضح كلامك"
صاح حمزة لينظر له أحمد بإبتسامه سمجه متحدثا ببرود.
"انا كنت نازل املى ازازه الميه امبارح و لقيت ليله داخله البيت، بس مكنتش متوقع انك حلوة كدا و تثيرى الفتنه فعلا"
"و انت شوفتها فين؟"
صاح حمزة بغضب ليرفع أحمد اكتافه للأعلى قليلا بهدوء بارد.
" كانت داخله من غير نقاب امبارح، فطبيعى اشوف وشها"
عطست ليله بخفه و ارتعشت قليلا لينظر لها الجميع بقلق متجاهلين أحمد بالكامل.
أدخلت ندى يدها من أسفل النقاب متلمسه وجه ليله لتجدها تشتعل من ارتفاع الحراره لتشهق بخفه.
"يخرب عقلك انتى ساكته على نفسك ليه يا نيله، قومى معايا قومى، و اى حد يجبلنا حقنه خافض للحراره من اى صيدليه"
"لا حقن لا و النبى حقن لا، انا هبقى كويسه بس حقن لا و النبى"
همست ليله فى ضعف و هى تتعلق بيد ندى التى تنهدت بثقل مومئه لها بخفه.
"طيب قومى معايا نطلع الاوضه و هكتبلهم على اسم دوا يجيبوه، قومى اتسندى عليا و قومى"
نهضت ليله و هى تتعلق بندى و والدتها حتى صعدت إلى غرفتها ليذهب حمزة سريعا لجلب ما طلبته ندى من دواء لعلاج ليله المريضه.
فى المساء تحسنت حاله ليله قليلا ليدلف لها جداها إلى غرفتها.
" عامله ايه دلوقتى يا ليله؟ "
" بخير الحمد لله، احسن من الصبح بكتير"
" طيب هتقدرى نرجع بكرا و لا نأجل مرواحنا لحد ما تتحسنى"
"لا هقدر عادى، بس انتوا حليتوا مشكله المزرعه الأول؟"
"ايوه و نفذنا اللى انتى قولتيه"
"طيب الحمد لله، انا معمتهاش اهو زى ما الراجل كان فاكر"
" اهو الناس أجمعوا انه يبقى هو اللى يمسك بدل الراجل اللى مشى علشان امانته"
قهقهت ليله بخفه على ما قاله جدها ليستأذن هو و جدها الاخر مغادرين الغرفه ليخبروا الجميع بشأن عودتهم إلى المنزل مره اخرى.
نهضت ليله بثقل لتوضب حقيبتها لتسمع دقا خفيفا على باب غرفتها لتأذن للطارق بالدلوف.
" ليله"
سمعت ليله صوت حمزة و هو يناديها لتلتفت له بإبتسامه بسيطه.
"عامله ايه دلوقتى؟"
"احسن الحمد لله"
"هتقدرى ترجعى بكرا؟"
"ايه يا جماعه مالكم متخافش اوى كدا مش هموت دلوقتى، سواء انت و لا جدودى الاتنين قلقانين كدا ليه"
صاحت ليله مقهقه لينظر لها حمزة بهدوء.
" بقولك ايه يا حمزة هو انت هتسافر شغلك علطول اول ما نرجع؟"
"لا هقعد يومين كمان، فيه حاجه و لا ايه؟ "
"كنت عايزة اتكلم معاك شويه بس برا البيت لو ينفع"
" اكيد طبعا ينفع، خلاص بعد بكرا ان شاء الله نبقى نروح اى كافيه و قولى ياستى اللى انتى عايزاه، اشطا"
"اشطا، و طرقنى بقا علشان اوضب شنطتى"
" تصدقى انا غلطان انى بعبرك اصلا"
تحدث حمزة بإشمئزاز لتقهقه ليله عليه بينما هو غادر تاركا ليله تعد حقيبتها.
دقات خفيفه على باب غرفتها جعلتها تترك ما فى يدها متوجهه إلى الباب و هى تصيح.
" يا جدعان و الله انا بقيت زى القرده تحبوا اتحزم و ارقص علشان تصدقوا"
فتحت ليله الباب لتجد زوجه خالها فى وجهها تبتسم لها على غير العاده لتفسح لها ليله المجال حتى تدلف إلى الغرفه تحت نظرات ليله المستغربه لهذا الوضع.
.
.
.
.
.
فى الصباح تجمع الجميع أمام باب المنزل مستعدين للمغادره لتتعلق ليله بنجلاء و ندى.
" يلا يا ليله علشان تركبى معانا"
صاحت هند خاله ليله لتومئ لها ليله بالنفى و هى تزداد تعلقا بنجلاء و ندى.
"انا هركب مع نوجا و ندوش"
"هتركبى معاهم فين مفيش مكان"
"هقعد على رجل ندى"
تحدثت ليله مجيبه خالتها و هى تحتضن ندى بذراعيها لتقهقه ندى بسبب تصرفها الطفولى ذاك.
" خلاص يا هند سيبيها براحتها"
"هتقعد فين بس يا نجلاء"
"اقولك و الله، آدم يروح يركب مع حمزة و سيف فى العربيه، و نوجا تركب جمب حوده قدام و انا و ندى ورا، اهو حليتها اهو"
صاحت ليله بحماس طفولى وهى تصفق بيدها على تلك الفكره الجهنميه من وجهه نظرها.
"و انتى مين قالك انى هوافق على فكرتك؟ "
تسائل آدم و هو يقف أمام ليله يطالعها بنظرات غريبه لتصمت ليله غير مجيبه اياه و تركت يد ندى ذاهبه إلى خالتها.
" يلا يا خالتو انا هركب معاكى"
"كان لازم يعنى تحرجها، ده انت رخم يا أخى"
صاحت نجلاء بغضب و هى تمسك بيد ندى متوجهين إلى السياره بينما آدم تابع رحيل ليله بإستغراب، هو كان يريد مناكفتها فقط و لم يتوقع رد فعلها ذاك.
"هو انا ممكن ابات معاكى انهارده يا خالتو؟"
تحدثت ليله بإحراج لتضمها هند لها بخفه مبتسمه لها براحه.
" طبعا يا قلبى ده انتى تنورى، ده ياسين كان نفسه اصلا انك تيجى تقعدى معانا يومين"
"يعنى مش هتقل عليكم"
"فيه ايه؟"
تسائل ياسين الذى تقدم من هند و ليله حتى يفتح لهم السياره.
" ليله بتقول انها هتقل علينا لو جت باتت عندنا انهارده"
"ايه الهبل ده؟ اصلا انتى معمولك اوضه ليكى من زمان اوى، انتى بنتى انا و هند يا ليله، و مفيش بنت بتبقى تقيله على ابوها و امها، مفهوم"
اومئت ليله بخفه و هى تبتسم بهدوء من خلف نقابها ليصعد ثلاثتهم معا إلى السياره لينطلق ياسين فى طريق العوده حيث منزله هو و هند الخاص بالزوجيه.
رفضا جدا ليله مبيتها بالخارج رفضا قاطعا و لكن ليله قامت بإقناعهم انها بحاجه للمبيت فى حضن خالتها اليوم فهى تفتقدها بشده ليقتنعوا بعد عذاب مع التأكيد بعوده ليله فى اليوم التالى.
.
.
.
.
.
انقضى اليوم بهدوء و أشرقت شمس يوم جديد معلنه بدايه جديده ليتوجه كل شخص إلى عمله بينما هناك من مازال يسقط فى سبات عميق و هناك من قام بخطوة مصيريه فى حق نفسه كان بحاجه للقيام بها منذ زمن.
فى وقت العصر كان حمزة يتصل بليله يخبرها انه بالأسفل لتودع ليله خالتها و زوجها مغادره لتصعد بالسياره الخاصه بحمزة منطلقا إلى كافيه ما حتى تستطيع ليله الحديث براحه.
"اهو ياستى جو هادى و كافيه غالى، قولى اللى انتى عايزة تقوليه بقا"
"جرا ايه يا عم انت هتزلنى يعنى، دى مكنتش عزومه على الغدا اللى هتزلنى بيها كدا"
"ايه ده هو مش عصير و خلاص"
"و الله عيب عليك، عيب عليك لما تستخسر فيا غدوه حلوة، بقولك ايه انا هقوم ادخل الحمام على ما ارجع الاقيك طلبتلنا غدوه حلوة كدا على ذوقك"
انهت ليله حديثها ناهضه من أمام حمزة متوجهه إلى المرحاض.
عادت ليله بعد قليل لتجد تلك الفتاه التى تجلس مع حمزة على الطاوله لتنظر لها بإستغراب لتنهض مغادره لتتقدم ليله جالسه أمام حمزة مره اخرى متسائله.
" مين اللى كانت قاعده معاك دى؟ "
" انتى شوفتيها ؟ "
" اه، بس هى مين؟"
"ياباى بنت غتيته بشكل، مفكره انها محور الكون و مفكره انها علقتنى، فى الاول كنت بتسلى بس حكايتها بوخت اوى لما لقيتها طماعه"
"بعيدا عن كلمه بتسلى دى، عرفتها منين و ازاى؟ و هى مش مخطوبه او مرتبطه؟ "
" على حد علمى انها سنجل لأنها دايما تتصل بيا و تقولى نخرج و بتاع و انا مبحبش الزن اصلا، عرفتها عن طريق صاحبه صاحبى، كنا خارجين و لقيتها معاهم قال يعنى صاحبتها بتعلقنى ليها"
" انت عارف دى تبقى خطيبه مين؟ "
" هى مخطوبه؟ "
" اه، مخطوبه لحد قريب اوى"
" مين؟"
"خطيبه جوزى"
.
.
.
.
.
عاد يوسف ابن خال ليله من العمل مساءا ليفاجئ بأن المنزل بأكمله مظلم.
" نور"
نادى يوسف و هو يضئ المنزل و لكن ما من مجيب ليجذب انتباهه تلك الورقه الموضوع عليها مفاتيح نور الخاصه بالمنزل.
تقدم منها ممسكا بالورقه ليقرأ ما فيها.
" انا مشيت و سيبت البيت يا يوسف، انا سمعتك انت و مامتك و انتوا بتتفقوا ان مامتك تقنع ليله انها تتجوزك، انا مش هقدر اكمل اكتر من كدا، انا اتحملت كتير، اتحملت تدخلات مامتك فى حياتنا كتير و اتحملت تحكماتها فينا و فى حياتنا كتير، لكن لحد انك تجبلى واحده تشاركنى فيك مش هقدر، انا فى بيت أهلى و هستنى ورقه طلاقى، و علفكره انا حامل، بس انا هربى عيالى لوحدى، هعتمد على نفسى و هكون شخصيتى اللى انت لاغيتها من تانى، هعتبرك تجربه فى حياتى اتعلمت منها كتير، هستنى ورقه طلاقى فى بيت أهلى، مع السلامه يا من نبض له قلبى"
سقط يوسف جالسا لا يستطيع التصديق، هل غادرت نور بالفعل ام انه مجرد كابوس سيستيقظ منه قريبا؟!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"
ليله قالت لحمزه انها متجوزه، و نور سابت البيت و مشيت، يا ترى ايه اللى هيحصل بعد كدا؟!
.

ليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن