Part 17

9.5K 430 35
                                    

القرب من ربنا مش شطارة القرب من ربنا رزق اللهُم ردنا إليك رداً جميلاً💛
.
.
.
.
.
نظرت نور إلى ليله التى تجلس مقابلها بأعين حمراء من كثره البكاء.
"انا و يوسف بقالنا ٥ سنين متجوزين، كنا زمايل فى الكليه، كان فيه إعجاب متبادل علشان كدا جيه و أتقدم، قالى مفيش شغل بعد الجواز رغم انه عارف انى عايزة اعمل كارير لنفسى، انا مش داخله كليه الهندسه علشان اقعد فى البيت، بس علشان حبى ليه وافقت و كملت"
توقفت نور عن الحديث قليلا و هى تأخذ نفس عميق لتربت ليله على يدها بخفه.
" و دى كانت بدايه التنازلات، اتجوزنا و كل الحب اللى كان بينا طار فى الهوا و معدش موجود، و بقا فيه جفا من ناحيته فظيع لدرجه الانهيار بالنسبالى، الأول كان شخص مهتم و بيحبنى و دايما بيسأل عليا و بيطمنى و لو حتى بكلمه، دلوقتى حتى النظره انا بشحتها منه، كأن اللى كان بينا مكنش موجود و انه كان مغصوب على الجوازه دى"
انهارت نور فى البكاء مره اخرى لتتنهد ليله بخفه متحركه قليلا مقتربه من نور لتأخذها بين احضانها ماسحه على ظهرها بخفه.
" كملى يا نور، كملى و خرجى كل اللى جواكى"
" خمس سنين، خمس سنين و انا مستحمله و حاطه جوه قلبى و ساكته، و فى الاخر يقولى قدامك ٣ شهور لو محملتيش هتجوز عليكى، هتجوز اللى تجيبلى الولد اللى انتى مش قادره تجيبيه، بس انا اعمل ايه، مش بإيدى و الله، ربنا مش رايد انا اعمل ايه، روحت كشفت عند دكاتره كتير و كلهم بيقولوا انى معنديش عيب، و لا فيا حاجه تمنعنى من الخلفه، انا راضيه بقضاء ربنا بس هو اللى مش راضى"
صاحت نور بين بكائها الحاد بينما ليله تحولت معالم وجهها إلى الغضب من تفكير ابن خالها العقيم.
" طيب خالى و مراته رأيهم ايه؟ "
سألت ليله بتوتر و هى تشعر بداخلها ان اجابه نور لن تنال استحسانها، و قد كان فور ان تفوهت نور بردها.
" دول مشجعينه،و بالأخص مامته هى اللى مقوياه، هو شوره مامته اوى و دى حاجه انا اكتشفتها اول ما اتجوزته، كنت كل ما أقوله على حاجه يقولى لا ماما قالت كدا احسن، ماما قالت منعملش كذا، ماما قالت نعمل كذا، ماما ماما ماما، انا مبقولش انه يبعد عنها انا بس عايزاه هو اللى يقرر حياته هتمشى ازاى مش يبقى مستنى رأى ماما، ده غير انها دايما تقوله انى انا اللى مبخلفش، انا اللى فيا العيب، بس و الله كل الدكاتره قالوا انى معنديش اى عيب "
" طيب اهدى اهدى، انا هكلم جدو و هو......"
"لا، لا يا ليله علشان خاطرى، بلاش تتكلمى مع جدك علشان دى هيبقى فيها طلاقى "
صاحت نور بسرعه معترضه على ما قالته ليله منذ قليل، لتنظر لها ليله بإستغراب و عدم فهم.
" طلاقك و لا عيشتك دى يا نور؟ "
" عيشتى دى يا ليله، انا بحب يوسف و مجبتش فى حياتى حد اده، انا بحبه لدرجه انى لو بعدت عنه مش هعرف اعيش"
" يا ريته يحس بحبك ده يا نور، حاضر انا مش هتكلم، بس عارفه ليه؟ علشان متأكده انك انتى اللى هيجى عليكى وقت غصب عنك و مش هتقدرى تكملى، و انتى اللى هتبعدى و بمزاجك، و ابقى افتكرى كلامى ده"
انهت ليله حديثها ناظره إلى نور التى تنظر لها و عينيها ترتعشان تشعر ان ما تقوله ليله حقيقه.
قاطع واصله النظرات التى بينهم رنين جرس المنزل لتنهض نور فاتحه الباب بهدوء.
لحظات و دلفت زوجه خالها كأنه منزلها الخاص تتحرك به كما تريد و هذا زاد من حنق ليله عليهم.
"مقولتيش يعنى ان فيه ضيوف جاينلك"
"بس انا صاحبه بيت مش ضيفه"
"اظاهر ان اصحابك متربوش يا نور"
"دى ليله يا ماما"
تحدثت نور لتنظر حماتها إلى ليله التى تجلس بأريحية على الاريكه، فهى لم ترى وجه ليله من قبل بسبب ارتدائها للنقاب عندما ذهبت مع زوجها و ابنها و زوجته لرؤيتها لتتحدث ليله بإبتسامه واثقه.
"صدقتى بقا انى صاحبه بيت، و اه علفكره انا متربيه كويس اوى، بس انا بحب اعامل زى ما الناس بتتعامل معايا، عن اذنك يا مرات خالى"
قامت ليله بتخطى زوجه خالها التى تطالعها بأعين متفحصه.
"يلا يا نور، هبقى اعدى عليكى وقت تانى"
تحدثت ليله بإبتسامه بسيطه متخطيه نور هى الأخرى لتغادر و تعود إلى شقه جدها فى منزل العائله هذا.
دلفت إلى المنزل جالسه بثقل فى غرفه الجلوس و هى تزيل الوشاح من على شعرها فهى تشعر بالاختناق و عدم الراحه فى هذا المنزل عكس منزل جدها من جهه الاب.
أمسكت بهاتفها متصله بخالتها التى أجابت عليها سريعا بحماس و سعاده اسعدت قلب ليله و اطربت اذنيها ضحكه خالتها الرنانه.
"اوبا شكلى اتصلت فى وقت مش مناسب"
"لا يا لولو انتى تتصلى فى اى وقت يا قلبى"
"ايوه ايوه زمان جوزك بيشتمنى فى سره دلوقتى انا عارفه"
قهقهت خالتها بقوة على ما تفوهت به ليله ليأتيها رد خالتها سريعا.
"لا و الله ده احنا حتى كنا لسه فى سيرتك انتى و ندى"
"اه و انا اقول انا شرقانه و روحى بتطلع ليه، اتاريكم بتنموا عليا"
" يا بت هو انتى مسحوبه من لسانك "
" لا مسحوبه من راسى عادى، ده انا حتى رقبتى طويله من كتر شدهم فيا منها و انا متبته جوا امى و مش عايزة اخرج للدنيا "
" مالك يا ليله؟ حساكى مش مظبوطه"
" دايما فهمانى يا هند"
" فيه ايه؟ حد من جدودك مزعلك؟! "
" لا و الله، بالعكس دول شايلنى على كفوف الراحه، بيعاملونى كأنى طفله صغيره و بيجبولى لعب و حلويات، ابقى شحطه كدا و بيجبولى لعب رضع يا هند "
قهقهت خالتها على طريقتها لتعاود الحديث مره اخرى بقلق.
" طيب اومال فيه ايه؟ "
" فيه كام حاجه كدا شاغله دماغى، بس عايزة أسألك على حاجه، انتى عاشرتى مرات اخوكى دى؟"
" هى عملتلك حاجه؟ ضايقتك و لا حاجه؟ و الله اجى اجيبها من شعرها "
" اهدى اهدى، مفيش داعى لده كله، بنت اختك مش سهله بردو و عندى لسان ارد بيه على اى حد و اجيب حقى منه من حباب عينه"
" تربيتى"
صاحت هند بفخر ليأتى دور ليله فى القهقه هذه المره لتشاركها خالتها.
" عملتلك ايه الحيزبونه دى؟ "
" متقدرش يا حبيبتى تعملى حاجه، ده كان جدودى الاتنين كالوها من مصارينها"
" انا مش سمعالهم صوت صحيح، هما مش عندك و لا ايه؟ "
" اه نزلوا الصبح بعد ما فطروا، قالوا انهم عندهم شغل فى الشركه و هيرجعوا على وقت الغدا"
"تمام"
"طيب اقفل انا بقا و اقوم احضر الغدا، و اسيبك بقا لحسن جوزك زمانه مش طايقنى دلوقتى "
" سلام يا لمضه"
انهت خالتها الاتصال لتتنهد ليله و هى تتمنى ان ينتهى هذا الأسبوع سريعا لتذهب إلى منزل جدها الاخر مستمتعه بدفئ العائله من قبل عمها و زوجته و أبنائهم كذلك.
كانت ليله دائما تستمع من زملائها و أصدقائها انهم قريبين من عائله الام اكثر، بعكس عائله الاب، و لكن فى حاله ليله هى تشعر بالعكس، تشعر بالنفور من خالها و زوجته و أبنائهم.
عاد الجدان من العمل لتجلس ليله معهم و هى تضفى جو من البهجه عليهم تحادثهم فى أمور عده و هم يتفاعلوا معها.
تخبرهم بمواقف مضحكه كانت تحدث لها تشارك جديها بعض أحداث حياتها التى لم يعاصروها.
"يخرب عقلك يا ليله، فتحتى دماغ الراجل!"
صاح جدها من جهه الاب بصدمه لتومئ له ليله بخفه.
"جدعه يا ليله"
صاح جدها من جهه الام مقويا اياها على رد فعلها هذا لتبتسم له ليله بهدوء.
"أنت بتشجعها على ايه انت كمان! افرض الراجل ده كان مات و لا حاجه كانت هتعمل ايه ساعتها؟!"
" يعنى تسيبه يمسكها كدا عادى و متعملش اى رد فعل؟"
"انا مقولتش كدا، بس كانت تعمل حاجه متضرش بيها و بحياتها"
"ما هى شافت الناس واقفه بتتفرج و محدش فيهم أتدخل يحميهم"
"و افرض بقا ان الظابط اللى كان جيه ده مكنش يبقى صاحب اخو صاحبتها و عارفهم؟ كانوا الاتنين هيعملوا ايه ساعتها؟ "
" عادى كانت الأمور هتمشى زى ما مشيت بالظبط، محضر قدام محضر، و محضر البنات هو الاقوى طبعا"
" يا اخى انت بارد ليه كدا؟ "
" انا مش بارد انا بتكلم معاك عادى و شايف ان اللى ليله عملته ده كان رد فعل طبيعى و تلقائى"
" رد الفعل الطبيعى و التلقائي انها كانت تزوقه، تضربه بالقلم، مش تدور على طوبه تفتح بيها دماغه"
أطلقت ليله صافره قويه من فاهها عندما لاحظت احتداد الحوار بين جديها لتصيح بهم.
" وقت مستقطع، جدو انا دكتوره يعنى عارفه انا بضرب فين بالظبط، انا اه كان ممكن اضربه بالقلم بس كان معاه أصحابه كانوا هيتكاتروا عليا انا و الغلبانه اللى كانت معايا، كان لازم انى اخوفهم علشان يبعدوا و الحل الوحيد انهم يشوفوا دم، هو انا اه غلطت بس كان لازم اعمل كدا، و الصراحه ربنا ستر و بعتلنا سيف، لو كان حد تانى غيره فعلا كان زمانا اتهانا جامد و الله، البوكس عالى اوى و مكنتش هعرف اطلعه"
قهقه ثلاثتهم على ما تفوهت به ليله فى نهايه حديثها لتنتهى تلك الليله على هذا الحد.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"
بعتذر عن التأخير بس انا كنت تعبانه شويه ده غير ان نتيجه انتساب فى القسم بتاعى ظهرت و غير مبشره بالمره، فده وترنى و خوفنى اكتر الصراحه و بالأخص ان الاغلبيه ان لم يكن الكل شايلين مواد، و دى المواد اللى انا مكنتش حاله فيها كويس بل و راجعه معيطه منهم كمان😢💔
رجاءا تذكرونى بالدعاء💙

ليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن