لا شيء يبثُ الرّضا في القلب غير أن خيرة الله لنا خفيةٌ لطيفة، والأمر جارٍ وفق علمه وحكمته، وكل عُسر بأمره يُسر❤️.
.
.
.
.
.
توجهت ليله إلى تلك العياده النسائيه المليئه بالسيدات الممتلئه بطونهن لتنظر لهم ليله من خلف نقابها بإبتسامه سعيده و هى تبحث بعيناها عن مبتغاها حتى وجدته بالفعل.
تقدمت بخطوات سريعه حتى خالتها و نور اللتان تجلسان بجانب بعضهما ملقيه عليهم التحيه.
"مسا مسا على الناس الكويسة"
"اتأخرتى ليه يا زفته"
صاحت هند بخفه فى ليله لتقهقه نور عليهم بخفه بسبب حديث ليله.
"بتموت فيا اوى"
"اتأخرتى ليه يا نيله"
"متأخرتش و لا حاجه يا هند ما انتوا لسه قاعدين اهو، انا هروح اشوف الممرضه هتقولنا دورنا امتى"
انهت ليله حديثها متجهه إلى الممرضه متحدثه معها قليلا لتشير إلى نور و خالتها بالقدوم حتى يدلفوا.
دلف الثلاثه لتتمدد نور على سرير الكشف لتبدأ الطبيبه فى الكشف عليها متحدثه بعمليه بحته.
" كدا انتى بدأتى فى الشهر التانى، الطفلين كويسين اوى و ضربات قلبهم موجوده، يعنى مفيش خوف الحمد لله، هنكمل على العلاج بتاع المره اللى فاتت و أهم حاجه متخليش حاجه تضغط على أعصابك و تحاولى على اد ما تقدرى متعمليش مجهود و يا ريت اغلبيه الوقت تبقى نايمه على ضهرك "
اومأت نور بخفه شاكره الطبيبه التى ابتسمت لها بخفه متحدثه.
" اتفضلى يا مدام هند علشان افحصك"
" ليه؟ "
تسائلت هند بإستغراب و عدم فهم لتتحدث ليله مجيبه اياها.
" هنتطمن عليكى ،مش انتى بتقولى بقالك شهر و نص تقريبا و البريود مجتلكيش؟ هنشوف ايه السبب"
" انتى نسيتى و لا ايه يا دكتوره، ده شئ طبيعى لاى ست فى سنى"
"هو حضرتك كام سنه؟ "
تدخلت الطبيبه هذه المره لتجيبها هند بهدوء.
"٤٥ سنه تقريبا"
"طيب انتى حاسه بأى ألم فى صدرك او فى منطقه الرحم؟ حاسه بتغيرات فى جسمك؟ "
اومأت هند بخفه لتبتسم لها الطبيبه بخفه متحدثه.
" طيب حضرتك مش هتخسرى حاجه لو كشفت عليكى سونار يعنى"
اومأت ليله مؤيده حديث الطبيبه لتتنهد هند بثقل ممتثله لإصرار ليله لتتمدد على السرير هى الأخرى لتبدأ الطبيبه بفحصها.
" يا ليله انا عارفه اللى فيها مش عارفه انتى م........."
توقفت هند عن الحديث عند استماعها لصوت نبض خفيف صادر من الشاشه التى بجانبها لتنظر إلى الطبيبه بصدمه.
"ايه ده !"
"حضرتك حامل فى شهر و اسبوع تقريبا"
"كنت متأكده، و الله العظيم كنت متأكده"
صاحت ليله بسعاده شديده و هى تقفز فى مكانها بطفوليه بينما هند مازالت مصدومه و لا تستوعب اى شئ.
"ازاى؟هو ينفع طيب؟"
"طبعا ينفع ما دام البريود متقطعتش و كانت بتيجى يبقى ينفع انك تحملى عادى، مبروك يا مدام هند، اتفضلى منديل أمسحى بطنك و خدى وقتك و انا مستنياكى على المكتب علشان اكتب لحضرتك الدواء اللى هتمشى عليه لحد ما اشوفك المره الجايه"
انهت الطبيبه حديثها مغادره حيث مكتبها بينما هند مازالت غير مستوعبه ما يحدث معها و ليله فقط ترقص و تغنى بسعاده.
" و هيبقى عندى اخت، اه و هيبقى عندى اخت، اه"
" ما ممكن يكون أخ "
علقت نور بإبتسامه لتحيبها ليله بسعاده.
" اللى يجيبه ربنا كويس، ايا كان ولد او بنت"
"هو انا بجد حامل؟!"
"لا هند فوقى كدا معايا و ركزى، قومى كدا و شيلى الصدمه اللى على وشك دى و ركزى مع كل اللى الدكتوره هتقول عليه، و انا اصلا مش هسيبك، انا هتلاقينى فوق راسك كل يوم، هعملك اكلك و شربك و اديكى الدوا و مش هخليكى تشيلى القشايه من على الأرض، فوقى بقا كدا و ابقى اتصدمى لما نروح"
انهت ليله حديثها مساعده هند فى النزول من على السرير لتخرج إلى الطبيبه برفقه خالتها و نور.
كتبت الطبيبه بعض الادويه إلى هند مع المواعيد و قامت بإعطائها ميعاد للقاء بعد شهر من الان لتتحدث هند.
" طيب هو مفيش خطر؟ "
" بصى هو فى سنك طبعا هيبقى فيه صعوبات شويه، بس اظاهر انه اول بيبى فإن شاء الله كل حاجه هتبقى طبيعيه"
"انا اقصد فى خطر على الطفل"
"لا اطمنى مفيش اى خطر، هنقلل بس العلاقه الزوجيه شويه، غير كدا مفيش اى حاجه"
"شكرا ليكى يا دكتوره"
تحدثت ليله شاكره الطبيبه لتغادر برفقه نور و خالتها، هى فى المنتصف و كل من نور و خالتها يتعلقان بذراعيها.
" يوسف بيحاول يكلمنى طول اليومين اللى فاتوا بس انا مش برد و بابا و ماما لما بيردوا بيقولوا انى مصره على الطلاق"
تحدثت نور أثناء سيرها بجانب ليله التى اومأت بخفه متحدثه.
"أحسن، خليكى ثابته على موقفك و ان شاء الله هيفوق لنفسه و هيرجعك تانى يا نور، بس زى ما اتفقنا تشرطى عليه كل اللى نفسك فيه، سواء انك تشتغلى او انك تعملى اى حاجه"
" دى حاجه اساسيه انا هعملها يا ليله "
"اللى انا مش فاهماه بردو، ايه اللى حصل علشان نور تمشى"
تحدثت هند هذه المره لتتنهد ليله بثقل متحدثه.
" مرات خالى كلمت يوسف عليا انه يتجوزنى علشان خاطر الورث و فى نفس الوقت علشان يخلف لأنهم مكنوش يعرفوا ان نور حامل، انا بس اللى كنت اعرف، المهم نور جاتلى و هى منهاره و قالتلى على اللى سمعته طلبت منها انها ترجع اوضتها و تتعامل طبيعى خالص لحد ما نرجع، و بالليل فعلا لقيت مرات خالى جايه بتفاتحنى فى الموضوع ده، و انتى عارفه بقا بنت اختك متتوصاش فى لسانها، اديتها كلمتين فى عضمها و حرقت دمها و خرجت من اوضتى و ودنها بتطلع دخان، اتواصلت بقا مع نور و قولتلها تمشى من البيت بس بعد ما تسيب رساله صغيره كدا ليوسف تقوله بقا على كل اللى فى قلبها، و اديه بقاله يومين مخرجش من باب الشقه لما الواحد مش عارف هو عايش و لا ميت و لا اى ظروفه، و دكتور ياسين اهو و متتكلميش و لا كلمه، انا اللى هقوله بس لما نروح علشان ميعملش بينا حادثه، بس نوصل البت الغلبانه دى الأول "
انهت ليله حديثها و هى تتقدم من سياره دكتور ياسين زوج خالتها ملقيه عليه التحيه هى و نور مستأذنه اياه ان يقوم بإيصال نور إلى منزلها اولا ثم يعود بهم إلى منزله.
طوال الطريق و هو ينظر بقلق إلى هند الشارده بجانبه بينما ليله تتابعه و هى تبتسم بسعاده من خلف النقاب.
اوصلوا نور حيث منزل أهلها مودعين اياها لينطلق بعد ذلك إلى منزله هو و زوجته هند ليجلس ثلاثتهم لتتحدث ليله بجديه.
"بص يا دكتور ياسين حضرتك عارف ان كل شئ بيد الله"
"و نعم بالله، بس فيه ايه؟ هند فيها حاجه؟ انا من ساعه ما شوفتها و انا مش مستريح"
"هى فيها حاجه فعلا"
"فيها ايه!"
تحدث ياسين بجزع و خوف و هو ينظر بالتبادل إلى ليله و هند.
"انا عايزاك تجمد قلبك و تسمعنى كويس، وطبعا حضرتك دكتور و فاهم"
" انطقى يا ليله"
صاح ياسين فى وجه ليله بفقدان أعصاب لتبتسم ليله بخفه متحدثه بهدوء.
" مبروك انت هتبقى أب كمان ٨ شهور، هند حامل فى شهر و اسبوع تقريبا"
صمت ياسين قليلا ليبتسم كالمختلين ثم يفقد الوعى لتهرع له ليله و هند و هم يجعلوه يفيق.
" دكتور ياسين، دكتور ياسين سامعني؟ "
تحدثت ليله و هى تضغط على جسر أنفه بخفه و هند تقوم بضرب وجنته بخفه ليومئ لهم بهدوء متحدثا بخفه.
" حلمت حلم جميل اوى، حلمت خير اللهم اجعله خير ان ليله بتقول انى هبقى أب و ان هند حامل"
"لا فوق كدا و ركز معايا ده مكنش حلم ده حقيقه و واقع ملموس، كلها ٨ شهور و تشيل عيل صغير على ايدك، لو بنت تسميها ليله انا بقول اهو"
حول ياسين انظاره على هند يطالبها بعيناه ان تخبره ان ليله لا تكذب عليه لتومئ له هند بخفه و هى تبتسم بأعين دامعه لينهض سريعا محتضنا اياها بقوة مقبلا وجهها بالكامل قبل متفرقه لتجذبه ليله من ملابسه من الخلف بهدوء متحدثه.
" لا براحه شويه عليها، الدكتوره قالت ممنوع التلامس يا دكتور، مفهوم!"
"مفهوم ،مفهوم"
تحدث ياسين بسرعه و هو يومئ بإبتسامه سعيده فهو لا يصدق ان زوجته و حب حياته تحمل داخل احشائها الان طفل، طفله هو منها هى، قطعه مشتركه منه و منها.
هو لم يتخيل ان تحمل زوجته بالأخص بعد تقدمهم هما الاثنان فى العمر هكذا و لكن هذا فضل الله عليه.
" الدكتوره قالت بردو انها محتاجه الراحه، انا هجيلها كل يوم و هعملها اللى هى عايزاه، بس هضطر انى امش بالليل علشان يونس و سعد، فإنت اللى هتخلى بالك منها و انا مش هنا"
"هتبقى فى عينى، مش هخليها تتحرك من مكانها، و كل اللى هتطلبه هنفذهولها"
اومأت ليله بخفه مخرجه ورقه من حقيبتها معطيه اياها إلى ياسين.
" طيب اتفضل عايزين الدوا ده من اقرب صيدليه علشان هند هتمشى عليه لمده شهر"
اومئ ياسين بسرعه ممسكا بتلك الورقه راكضا للخارج حتى يجلب الادويه.
" بيحبك اوى علفكره"
تحدثت ليله لتومئ لها هند بإبتسامه سعيده متحدثه.
"و انا كمان بحبه اوى"
.
.
.
.
.
"انهارده كان يوم حلو اوى يا ندوش و مليان بالاخبار الحلوه"
تحدثت ليله فى الهاتف مع صديقتها و هى تعود إلى منزل جدها من جهه الأم لتجد الباب مكسور لتقطب حاجبيها بإستغراب دالفه للداخل و هى تصعد بهدوء.
"ربنا يفرحك كمان و كمان، بس ايه هى الاخبار بقا"
" ندى البيت شكله غريب و انا سامعه صوت عياط، اقفلى دلوقتى و هبقى اكلمك بعدين"
انهت ليله حديثها مغلقه الاتصال مهروله إلى شقه جدها و دقات قلبها تكاد تصم اذنيها من خوفها ان يكون حدث لاحد جديها شئ.
وقفت على باب المنزل المفتوح و ركبتيها كالهلام و لسانها عاجز عن التحرك و لكنها جمعت شتات نفسها متحدثه.
" فيه ايه؟"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"